عاجل:

الخميس الكبير: الجنرال جوزاف عون على عتبة الرئاسة (الديار)

  • ٣٢

كتبت نور نعمة في جريدة الديار:

عنوان المرحلة الرئاسية هو ان لا يكون هناك فريق خاسر بشكل كبير ولا ان يكون هناك فريق منتصر بشكل ساحق من اجل الحفاظ على استقرار لبنان نسبيا ولذلك يقوم الاميركيون والسعوديون والفرنسيون بالسعي الى تليين موقف الثنائي الشيعي من موقف معارض لانتخاب قائد الجيش الجنرال حوزف عون الى موقف مؤيد او غير ممانع له. والهدف من هذا الحراك الديبلوماسي الدولي هو احقاق اكبر قدر من التوافق والاجماع على قائد الجيش وقد باتت معظم الكتل النيابية سواء المعارضة او كتل كانت في فلك الممانعة، داعمة لانتخابه رئيسا للجمهورية. فهل تنجح الولايات المتحدة الاميركية والسعودية في اقناع الثنائي الشيعي بعون كرئيس توافقي مقابل تقديم ضمانات ؟

وفي هذا السياق، اعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشيحه قائلا: «لم يكن يوما ترشيحي هو العائق امام عملية الانتخابات الرئاسية»، معلناً دعمه انتخاب عون.

من جهتها، لم تسم كتلة التنمية والتحرير مرشحا لرئاسة الجمهورية حتى اللحظة ما يعني انها تترك الاتصالات ان تاخذ مداها. كما ان لقاء النائب علي حسن خليل مع الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان والذي كان ترك الاخير لبنان ليعود مجددا، ما يشير الى ان هناك معطيات جديدة واضحة تكمن بتذليل العقبات امام وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا.

والحال ان الحراك الديبلوماسي الاميركي-السعودي –الفرنسي يهدف الى ان تنتج جلسة 9 كانون الثاني رئيسا للجمهورية لاعادة انتاج السلطة وتشكيل حكومة تواكب المسائل الاساسية اللبنانية. من هنا، تقول اوساط سياسية للديار ان هناك نسبة عالية بان ينتخب البرلمان في جلسة اليوم قائد الجيش رئيسا للجمهورية باجماع معظم الاطراف ليتمكن من العمل في عهده وتحقيق الانجازات سواء على صعيد الاصلاحات او في مسائل مصيرية وطنية.

الثنائي الشيعي يتحصن

من جهة أخرى، ليس غريبا ان يشعر الثنائي الشيعي بالقلق من مجرى الامور بعد «طحشة» واشنطن على لبنان ولذلك يتحصن الثنائي عبر الضغط لتحقيق مكاسب في الانتخابات الرئاسية ليتفادى مواجهة مع رئيس الجمهورية الجديد الذي قد يذهب باتجاه الضغط على الثنائي مما سيؤثر سلبا على حركة امل وحزب الله وحلفائهما فضلا انه سيدخل البلاد بمتاهات لا تحمد عقباها. والثنائي الشيعي وحلفائهما ليس لديهما اية شروط على من سيكون الرئيس الجديد بل جل ما يهمهم هو ما سيلتزم به هذا الرئيس تجاههم لانهم يدركون جيدا ان واشنطن ومعها بعض الدول الاوروبية ستعمل على تطبيق ما يخدم مصلحتها والتي حتما لن تاتي لصالح الثنائي الشيعي وحلفائهم. وقصارى القول، يريد الثنائي الشيعي الحصول على ضمانات بان لا يكون الرئيس رأس حربة ضدهم.

في الوقت ذاته، تقول مصادر ديبلوماسية للديار ان الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوروبية تعلم ايضا ان الاصطدام مع الثنائي الشيعي بشكل قاس سيأتي بنتائح سلبية سترتد عليهم حتما. ذلك ان الثنائي الشيعي هو مقوم اساسي في الجيش اللبناني وفي المقاومة وفي العدد السكاني من نسيج المجتمع اللبناني. وتابعت هذه المصادر الى ان اللعبة الاساسية اليوم تجري على التوازنات بين المعارضة والممانعة فينتخب رئيس توافقي ليكون قادرا على العمل وعلى انجاز الاصلاحات والبرامج التي تصب في مصلحة الوطن.

لماذا تدعم واشنطن وباريس والرياض وصول قائد الجيش الى بعبدا؟

بدورها، كشفت مصادر سياسية مطلعة للديار بأن اميركا والسعودية وفرنسا يدعمون الجنرال جوزاف عون ليكون رئيسا للجمهورية لعدة اعتبارات سياسية وامنية واستراتيجية. اولا تعول هذه الدول على ضمان الاستقرار الامني والذي اظهر قائد الجيش الجنرال جوزاف عون قدرة عالية على ضبط الاوضاع في احلك الظروف التي مر بها لبنان في السنوات الاخيرة. بيد ان الجنرال جوزاف عون استطاع ان يبقي المؤسسة العسكرية متماسكة رغم التحديات المالية التي واجهت الجيش كما استمرت المؤسسة بفعاليتها في حين تفشى الشلل الاداري في معظم مؤسسات الدولة. وتلفت هذه المصادر السياسية الى ان قائد الجيش عزز مبدأ الحياد النسبي لعدم انحيازه لاي طرف او حزب معين في خضم اضطراب سياسي مستمر. من هنا، شكلت استقلالية قائد الجيش نقطة قوته في عدم توريط الجيش في الانقسامات الطائفية والمذهبية والسياسية المتشعبة.

اضف على ذلك، تهدف اميركا وفرنسا والسعودية الى تعزيز وضع الجيش اللبناني واعطائه دورا اقوى مما هو عليه الان ظنا منها ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لتقويض نفوذ حزب الله.

اهداف الدعم السعودي للجنرال جوزاف عون مختلفة عن اهداف الدعم الفرنسي

بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان على غرار قائد الجيش يشكل ركيزة اساسية في استراتيجيتها في تقويض نفوذ ايران رغم ان الرياض عملت على ارساء علاقات حسن الجوار مع الجمهورية الايرانية الاسلامية وخفض التوتر بينهما. وعلى هذا الاساس، ترى الرياض ان شخصية قائد الجيش ستشكل توازنا في لبنان بوجه فريق الممانعة وعندها تعيد السعودية احياء دورها التقليدي في لبنان. اما اختيار فرنسا للجنرال جوزاف عون فله اعتبارات مختلفة وهي انتقاء رئيس يضمن الاستقرار في لبنان ويكون قادرا على تطبيق الاصلاحات المرجو منها للنهوض من القعر. كما ان باريس تهدف الى حل الازمة الرئاسية التي تعقدت كثيرا بسبب تطورات حصلت في المنطقة ما اسفر عن حصول شغور رئاسي لمدة سنتين ونصف.

حزب الله يغير استراتيجيته وتكتيكه العسكري عما كان بالعام 2006

الى ذلك، لا يزال حزب الله يملك قدرات عسكرية رغم انه تلقى ضربات قاسية الا انه تمكن من لملمة اوضاعه واعادة بناء بنيته الداخلية بطريقة مختلفة عما كان معهودا.وهنا تقول المعلومات الى ان حزب الله يعود الى تبني صيغة 1982 نظرا للتغييرات التي طرأت في المنطقة ابرزها ان ابواب سوريا اغلقت بوجهه. وعليه، سيلجأ حزب الله الى استراتيجية جديدة وتكتيك جديد ايضا خلافا لما كانت عليه الامور عام 2006.

اتصالات اليوم الطويل

وفي عودة الى تطورات النهار الطويل، وفيما كان الموفد الفرنسي يتنقل بين عين التينة، معراب والبياضة والصيفي، بعد لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك، لتحصين «التفاهم»، بعد لقاءات جمعته بعدد من النواب والشخصيات في مقر السفارة، كان الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان بدوره يجري سلسلة من اللقاءات في دارة السفير في اليرزة، ملتقيا موفد الرئيس بري النائب علي حسن خليل، وممثل عن كتلة الطاشناق.

ومع ساعات المساء، وعلى وقع معلومات صحافية عن اجتماع مشترك لكل من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، توجهت الانظار الى معراب، حيث عقد اجتماع موسع للمعارضة، انتهى الى اعلان النائب فؤاد مخزومي ترشيح المجتمعين لقائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية والالتزام بالتصويت له في كل الدورات المتتالية، حيث لا «خطة ب» للمعارضة.

بيان معراب كان سبقه زيارة لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، واجتماع لتكتل الجمهورية القوية،بمشاركة عدد من النواب، فيما كانت تكر سبحة التاييد لترشيح قائد الجيش، حيث اعلنت كل من: اللقاء الديمقراطي، تكتل التوافق الوطني، تكتل الاعتدال الوطني، والنواب: بلال الحشيمي، غسان سكاف، محمد الحوت، نعمة فرام، جان طالوزيان،بولا يعقوبيان، في وقت اعلن فيه الوزير السابق زياد بارود انسحابه من السباق الرئاسي.


المنشورات ذات الصلة