عاجل:

لبنان.. مرحلة جديدة (الأنباء)

  • ٢٨

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين وبولين فاضل في جريدة "الأنباء":

أعلن الرئيس اللبناني المنتخب العماد جوزف عون أمس بدء «مرحلة جديدة» في تاريخ البلاد، داعيا إلى «تغيير الأداء السياسي»، وبناء وطن يكون الجميع فيه «تحت سقف القانون والقضاء».

وفي خطاب القسم عقب أدائه اليمين الدستورية في مجلس النواب بساحة النجمة في العاصمة بيروت، رأى عون أنه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان». وقال «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، مضيفا «سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات».

وأشار إلى ان «لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم، ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض، وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا».

وأضاف: «إذا أردنا أن نبني وطنا فإنه علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء».

وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».

ولفت الرئيس اللبناني المنتخب إلى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكا وليس خصما»، معلنا «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة، كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح».

وأضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان».

وتابع «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين، كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه».

وأكد عون «عهدي أن نعيد ما دمره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع، وفي كل أنحاء لبنان، وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا». وقال «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض».

والعماد جوزف عون رئيسا قادما من الكلية الحربية، ومن خارج البيوتات السياسية التقليدية. التحف بالبدلة العسكرية، وخاض فيها كل تجارب قدرت لعسكري لحماية وطنه، وصولا إلى توليه قيادة المؤسسة في 2017 باقتراح من الرئيس العماد ميشال عون.

خاض جوزف عون تجربة تستحق عن جدارة وصفها بالناجحة على رأس المؤسسة الوطنية الأم الضامنة لوحدة البلاد، والتي تحولت مقصدا في كل أزمة مستعصية واجهتها البلاد.

وانتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، بعد شغور رئاسي امتد منذ 31 أكتوبر 2022. ونال الرئيس الجديد 99 صوتا في دورة الاقتراع الثانية.

انتخب جوزف عون رئيسا بتعديل دستوري، وبعد مخاض استدعى جلستين، بينهما جلسة أولى قيل فيها كل شيء، خصوصا من قبل المعترضين. وانتهت الانتخابات برفع صوت الديموقراطيـــة، وعــودة الحياة إلى مؤسسة رئاسة الجمهوريـة اللبنانيـــة، وبالتالي وضع البلاد على سكة الحل.

ونال عون 99 صوتا في دورة الاقتراع الثانية، فيما صوت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوت 12 نائبا بورقة «السيادة والدستور»، وحصد شبلي الملاط صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5.

وفي الدورة الاولى نال عون 71 صوتا، في مقابل 37 ورقة بيضاء، و14 ورقة حملت اسم «السيادة والدستور» وورقتين للقانوني شبلي الملاط، وأربعة أوراق ملغاة.

ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة فترة ساعتين، قبل الانتقال إلى دورة ثانية، فتحت فيها الطريق إلى قصر بعبدا، وانتهى فيها شغور رئاسي.

وانتظر الحضور في القاعة وصول رئيس الجمهورية إلى ساحة النجمة، بعدما سبقته عائلته إلى مبنى البرلمان.

ونزل القائد الرئيس بالبدلة المدنية ودخل القاعة العامة، وصعد إلى كرسي رئاسة المجلس حيث أدى اليمين الدستورية رئيسا للبنان.

وبعد خطاب القسم، تقبل التهاني من النواب والسفراء، وغادر بعدها إلى القصر الجمهوري في بعبدا.

في حين شهدت بلدته العيشية الجنوبية احتفالات تراثية ونحرت فيها الخراف، كما رفعت صور رئيس الجمهورية على اللوحات الإعلانية على الطريق إلى القصر الجمهوري.

دورة ثانية سبقتها ترتيبات لإنهاء الشغور، وتجلت الديموقراطيـــة باستمرار «التيار الوطني الحر» وعدد من النواب على معارضتهم. في حين باتت الأنظار إلى بداية الرئيس الجديد مهامه بالدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة الأولى للعهد.

وكانت الجلسة الأولى افتتحت بمداخلات للنواب، استهلها النائب ملحم خلف ـ الذي يبيت منذ نحو سنة في مجلس النواب للضغط في اتجاه انتخاب رئيس للبلاد ـ بطلب الكلام في النظام. ودعا إلى «عدم خرق أحكام الدستور أو تعليقها بحكم الأمر الواقع». ثم تكلم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فقال «إننا أمام عملية تعيين وليس انتخاب رئيس»، منتقدا «التدخل الخارجي» في انتخابات رئيس الجمهورية. وقال باسيل «ما رأيناه في الأيام الماضية يشير إلى أننا عدنا إلى عهد القناصل والتعليمات».

كما تحدث النواب جميل السيد، بلال عبدالله، أسامة أسعد، فالنائبة بولا يعقوبيان التي دار بينها وبين النائب سليم عون سجال عنيف تخللته كلمات وعبارات نابية طلب الرئيس بري شطبها من محضر الجلسة. كذلك كانت كلمات لكل من النواب فراس حمدان، ميشال ضاهر، ياسين ياسين، وضاح الصادق، ميشال معوض، أديب عبدالمسيح، إلياس جرادي، وحليمة قعقور.

وفي كلمة لرئيس الكتائب النائب سامي الجميل قال «نحن في بلد فيه سلاح ميليشيات واحتلال اسرائيلي وفاقد سيادته، الأسوأ من مخالفة الدستور هو الاستنسابية في مخالفة الدستور وتخطيه». أما النائبة حليمة قعقور، فقالت إن «انتهاك الدستور في العام 2008 لا يبرر انتهاك الدستور اليوم، ولا نريد الانتقال من وصاية إلى وصاية».

وأخيرا، تحدث نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، فقال «عالجوا موضوع خرق الدستور قبل الانتخاب»، ثم كان التعليق التالي للرئيس نبيه بري «لن أرد على ما قيل. وزعوا الأوراق لبدء الاقتراع».

المنشورات ذات الصلة