عاجل:

حرائق الغابات تشتعل في تلال “هوليوود هيلز” وتطوق لوس أنجلوس

  • ٣٠

تحاصر حرائق غابات مروعة لوس أنجلوس من جبهات مختلفة، الخميس، وتقترب من هوليوود، رمز صناعة السينما الأمريكية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليفارد وممشى المشاهير (ووك أوف فيم).

وكانت حلقة النار التي تطوّق لوس أنجلوس هائلة لدرجة أنها شوهدت من الجو على شكل كماشة ضخمة. وتضمنت حريقا كبيرا بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من المدينة، وآخر هائلا في الشرق بالقرب من باسادينا.

وأمرت السلطات بإجلاء أكثر من 100 ألف شخص لأن الرياح العاتية والجافة تسببت في انتشار النيران عبر أراض قاحلة لم تسقط عليها أمطار منذ أشهر. ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء.

وكانت منازل نجوم السينما والمشاهير من بين ما التهمته النيران التي أتت على بعض من أفخم العقارات في العالم، أما حريق هوليوود هيلز، فقد أتى على معالم بارزة في عالم الترفيه.

وقالت كارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلوس في مؤتمر صحافي بعد أن قطعت زيارة رسمية إلى غانا وعادت إلى المدينة “هذه العاصفة النارية هي الأكبر”.

واندلعت ستة حرائق متفرقة على الأقل في مقاطعة لوس أنجلوس صباح اليوم الخميس. ووُصف ثلاثة منها بأنها “خرجت عن نطاق السيطرة”، ومنها حريق منطقة باليساديس في الغرب، وحريق إيتون في الشرق، والحريق الأصغر في صن ست في هوليوود هيلز.

ومددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أمد التحذير الشديد لمقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي من يوم غد الجمعة، بسبب الانخفاض الشديد في الرطوبة وقوة الرياح.

وقال آدم فانغيربن المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، اليوم الخميس لشبكة “سي.بي.إس” “الرياح غير المتوقعة تثير القلق لأن هباتها تحمل معها ألسنة اللهب”.

وأضاف أن رجال الإطفاء كانوا يفعلون ما في وسعهم لإنقاذ الأرواح، ثم ركزوا على ما يمكنهم فعله لإنقاذ المباني.

وأردف “علينا أن نكون مستعدين لأي شيء”.

وقلصت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس خلال الليل أمر إخلاء صدر بسبب حريق صن ست الذي اضطرم فوق هوليوود بوليفارد مباشرة. وكانت السيطرة منعدمة على الحريق الذي أتى على 43 فدانا صباح اليوم الخميس.

وعلى الجانب الغربي من لوس أنجلوس، التهمت حرائق باليساديس 17234 فدانا ومئات المباني على التلال وانحدرت أسفل نحو توبانغا كانيون حتى وصلت إلى المحيط الهادئ يوم الثلاثاء.

وقال نجم السينما بيلي كريستال وزوجته جانيس إن منزلهما في باسيفيك باليساديس الذي عاشا فيه منذ عام 1979، التهمته النيران. وأضاف “قلوبنا منفطرة بالطبع، لكن بفضل حب الأطفال والأصدقاء سنتمكن من تجاوز هذا”.

وقالت الممثلة باريس هيلتون “انفطار قلبي تعجز عن تصويره الكلمات” بعد أن شاهدت منزلها على شاطئ البحر في ماليبو “والنيران تأتي عليه تماما في بث تلفزيوني مباشر”.

وقال الممثل جيمس وودز وهو يحكي في مقابلة تلفزيونية عن فراره من النيران “في يوم تسبح في حوض السباحة، وفي اليوم التالي يختفي كل شيء”.

وغامر بعض السكان بالعودة إلى المناطق التي اجتاحتها النيران بالفعل ليجدوا حطاما متفحما ومركبات محترقة. وفوق أحد الأعمدة رفرف علم أمريكي ممزق ومحترق.

ولجأ آلاف من سكان لوس أنجلوس الفارين من النيران إلى ملاجئ مؤقتة. ووجد فؤاد فريد ملجأ في صالة الألعاب الرياضية في مركز ويستوود للترفيه ولا شيء معه إلا سيارته وهاتفه. وأسعفهم الجيران بالبطانيات والملابس والمياه والبيتزا وطعام الحيوانات الأليفة.

أظهرت لقطات جوية بثها تلفزيون “كيه.تي.إل.إيه” مجموعة تلو الأخرى من المنازل المشتعلة في منطقة باسيفيك باليساديس.

وقال مسؤولون إن الحرائق في سفوح جبال سان غابرييل شرقا أتت على 10600 فدان وألف مبنى وأودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل.

وقال كيفن ماكغاون مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة لوس أنجلوس في مؤتمر صحافي “نواجه كارثة طبيعية هائلة. وأعتقد أنه لا يمكن وصف فداحتها كما يجب”.

وقال أنتوني مارون رئيس إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس في مؤتمر صحافي إن رجال الإطفاء من ست ولايات أخرى هرعوا إلى كاليفورنيا.

وقالت جانيس كوينونيس الرئيسة التنفيذية لإدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس للصحافيين “ضغطنا على النظام إلى أقصى حد. نتصدى لحرائق غابات باستخدام أنظمة مياه حضرية”.

واندلعت الحرائق في منطقة جنوب كاليفورنيا التي لم تشهد هطول أمطار منذ أشهر. ثم جاءت رياح سانتا آنا القوية محملة بهواء صحراوي جاف من الشرق نحو الجبال الساحلية فأذكت الحرائق أثناء هبوبها فوق قمم التلال وعبر الأودية.


المنشورات ذات الصلة