كتب رفيف دروكر في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية:
بعد بضعة اشهر من بداية الحرب التقى وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرجل المقرر في المملكة. اريد أن افعل هذا، فاجأ ابن سلمان بلينكن. اريد أن أوقع على تطبيع مع إسرائيل وأريد هذا الان. قبل أن نكون قريبين جدا من الانتخابات لديكم ولا يعود هذا ممكنا. ماذا تحتاج كي يحصل هذا؟ سأل بلينكن المتفاجيء. هدوء في غزة ومنحى لدولة فلسطينية، أجاب ابن سلمان.
لماذا تريد دولة فلسطينية، تساءل بلينكن. بالنسبة لي هذا لا يهم، اجابه بصدق ابن سلمان – حسب الوصف المفصل لبوب وود وورد في كتابه الأخير – لكن 70 في المئة من الجمهور في مملكتي اصغر مني. حتى 7 أكتوبر هذا الموضوع لم يعنيهم. منذئذ وهم يركزون على هذا. فضلا عن ذلك، زعماء الدول العربية الأخرى ينظرون الي، ولن أخون ناسي.
بلينكن تلقى منه الاذن لطرح الموضوع على بنيامين نتنياهو. نتنياهو كان معنيا جدا. حتى ذلك الحين كان يخيل أن 7 أكتوبر احبط الاحتمال الممتاز لاتفاق تطبيع إسرائيل – سعودي. ماذا يقصد حين يقول هدوء في غزة؟ سأل نتنياهو. الا يكون جنود إسرائيليون على ارض غزة، أجاب بلينكن. سنعمل على هذا، أجاب نتنياه وواصل: ماذا يقصد بمنحى لدولة فلسطينية؟ ينبغي لهذا ان يكون واضحا، غير قابل للتراجع، مصداق، حقيقي، أجاب بلينكن. حسنا يمكن العمل على هذا، سنجد صيغة ذكية ما، أجاب نتنياهو.
لا، لا صيغة، الكل باتوا يعرفونك، قال بلينكن. هذا يجب أن يكون حقيقي ومصداق. نتنياهو، لشدة الأسف، تخلى والفرصة إياها ضاعت. نتنياهو فضل استمرار الحرب على حلف دراماتيكي مع السعودية، وزن مضاد للمحور الإيراني، إعادة المخطوفين ومحاولة إيجاد حكم منافس لحماس في القطاع.
لشدة الفرح، بخلاف المخاوف (بما في ذلك مخاوفي)، الفرصة لم تضع. ابن سلمان لا يزال معنيا، الرئيس الأمريكي يرى في هذا إمكانية لجائزة نوبل وبالنسبة لنتنياهو هذه فرصة لشطب بعض من عار 7 أكتوبر. في جهاز الامن يعتقدون بان هذا “الكأس المقدس”، ليس اقل. حلف دفاع سعودي امريكي لا يخيفهم. تخصيب نووي على أراضي السعودية – نعم، لكن لا يبدو هذا كعائق غاير قابل للحل.
في الجانب الأمريكي يوجد تحد غير بسيط، تمرير هذا في الكونغرس. صحيح أن السيطرة للجمهوريين، لكن مطلوب اغلبية نسبية لحلف الدفاع (متعلق باي نموذج يتم اختياره). الديمقراطيون ينفرون من النظام السعودي وبالتأكيد لا مصلحة لهم لاعطاء انجاز للرئيس الجمهوري. ليس صدقة أن تحدث ابن سلمان مع بلينكن عن فعل كهذا قبل الانتخابات.
السؤال الدراماتيكي حقا هو في إسرائيل. اذا كان نتنياهو لا يزال يفكر عقلانيا يفترض أن يكون له منحى واضح: صفقة مخطوفين شاملة، انسحاب من قطاع غزة، وقف نار دائم، ادخال قوة عربية ما الى القطاع، باسناد السلطة الفلسطينية واتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية. هكذا يعيد المخطوفين المتبقين على قيد الحياة ويحسن جدا الوضع الاستراتيجي لإسرائيل. حماس وان كانت ستبقى لكنها ستكون ضعيفة. واذا أوقف نتنياهو هوسه ضد السلطة فحماس أعربت منذ الان عن استعداد للتخلي عن الإدارة المدنية في القطاع لصالح جسم آخر على أن يتمتع بشرعية فلسطينية ما.
في وضع الاستطلاعات اليوم، لا يقين بان ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يتجرآن على التوجه الى الانتخابات على أساس الاعتراض على هذا المنحى. لكن حتى وان كان كذلك، فهذه ستكون انتخابات بعد نصف سنة على الأقل، وربما اكثر. بكلمات أخرى يمكن لنتنياهو أن يحصل على كل المرابح الهائلة هذه بثمن غير رهيب يتمثل بتقصير الولاية لسنة وبضعة اشهر. فهل لا يزال يفكر عقلانيا؟