هآرتس
15/1/2025، تسفي برئيل: خطة
المراحل لتصفية المخطوفين
الصفقة
لم يتم التوقيع عليها بعد. تأثير “اللحظة الاخيرة” ما زال يحلق فوق الصفقة، وحياة
الـ 33 مخطوف يهددها رئيس حكومة منغلق ومجرم مدان يتولى منصب وزير الامن الوطني
ومخادع ليس له ضمير يسمى وزير المالية. أمل المخطوفين معلق الآن بعضلات مجرم ظلامي
آخر، الذي حتى قبل دخوله الى البيت الابيض نجح في الاثبات “مرةاخرى” بأن نتيناهو
لا يعرف إلا القوة. ترامب هدد بفتح باب جهنم اذا لم يتم التوصل الى الصفقة – في
الحقيقة هو لم يشر الى العنوان الذي وجه التهديد اليه، لكن هذا الشخص ادرك ذلك.
فقط المخطوفين لا يؤثر عليهم التهديد بجهنم. فهم يعرفون جيدا كل اقسامها، لا يوجد
لهم، أو لنا، سوى الانتظار بذعر اللحظة سيخرجون فيها من الهاوية وتوجيه عيونهم
الميتة الينا ويسألون: “أين كنتم حتى الآن؟”.
إن
زمن محاسبة النفس العامة لم يأت بعد، وسيكون مطلوب في حينه الاجابة على سؤال شديد
واحد وهو كيف فشل الجمهور ولم ينجح في لي ذراع الحكومة وفرض وقف اطلاق النار
وانقاذ المخطوفين حتى عندما عرض الرئيس بايدن قبل اشهر كثيرة خطته، التي تشبه
تقريبا الصفقة الحالية، وعندما كان المخطوفون الاحياء أكثر؟. ولكن من اجل أن يكون
الانتقاد الذاتي حقيقي فان هناك حاجة الى النظر جيدا الى “الصفقة” الموجودة على
الطاولة وفرك العيون بدهشة، حيث أنه في نهاية المطاف هذه الشروط كان يمكن التوقيع
على صفقة شاملة.
التفاصيل
حتى الآن غير معروفة بالكامل، لكن المباديء معروفة. قبل أي شيء هناك وقف لاطلاق
النار، “تهدئة”، وخلالها سيعيد الجيش الاسرائيلي “انتشاره”، أي أنه سينسحب من ممر
نتساريم ومن بعض اجزاء في محور فيلادلفيا وسكان غزة يمكنهم العودة “بصورة خاضعة
للرقابة الى شمال القطاع. مئات السجناء الفلسطينيين، عدد كبير منهم من السجناء ثقيلي
الوزن، سيتم اطلاق سراحهم، والمساعدات الانسانية ستتوسع، وفي اليوم الـ 16 لوقف
اطلاق النار ستبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية في الصفقة – اذا سارت الامور على
ما يرام فسيتم اطلاق سراح جميع المخطوفين، لكن هذا سيكون مرهون بالانسحاب الكامل
للجيش الاسرائيلي من القطاع.
عمليا،
الجيش الاسرائيلي سيصبح في فترة وقف اطلاق النار حامية عالقة في المواقع. هو لن
يستطيع مواصلة “تدمير البنى التحتية”، وتسوية البيوت وتفجير “مواقع مشبوهة”. في
هذا الوضع للقتال فان الجنود ما زالوا يمكن أن يقتلوا بنار المسلحين، ويمكن أن
يدوسوا على عبوات جانبية، وحماس يمكنها القول وبحق بأنها لم تعد تستطيع السيطرة
على كل من يحمل السلاح في القطاع، لأن الجيش الاسرائيلي قام بتدمير بنية سيطرتها
القيادية التحتية. هكذا قيل في قائمة الانجازات التي عرضها الجيش في الحرب.
لو
أن الحكومة كانت جدية في نيتها استكمال الصفقة بالكامل، وتحرير جميع المخطوفين
“حتى آخر واحد منهم”، ومنع موت الجنود ودفع ثمن ذلك، فلماذا لم توافق على التوقيع
على صفقة واحدة شاملة، بنبضة واحدة وبدون مراحل. عندما يكون من الواضح أن نتيجتها
ستكون نفس نتيجة صفقة الماحلتين؟ لماذا لا يتم انقاذ حياة المخطوفين الذين يمكن أن
يموتوا بالذات اثناء التفاوض على اطلاق سراحهم؟ ولماذا نقوم بتعريض حياة الجنود
الذين مهمتهم هي فقط متواجدين على الارض الى حين انتهاء المفاوضات وانتظار تعليمات
للانسحاب؟.
نتيجة
هذه التساؤلات هي أن الحكومة لا تنوي الوصول الى المرحلة الثانية للصفقة، وأن مجرد
وجودها يدل على نية خبيثة. هكذا، هذه النتيجة تحتاج الى انقاذ أي مخطوف يمكن
انقاذه في المرحلة الاولى وكأنه لن تكون مرحلة ثانية الى الأبد. لأنه يجب أن لا
نغرق في الاوهام. الطموح الى الاستقرار والتواجد والحلم بالاستيطان في غزة لم
يتلاشى، بل تم تأجيله لبضعة اسابيع. هذه الحكومة اثبتت بالفعل بأن حياتها هي أهم
من أي اعتبار آخر. بالتالي، يجب علينا الاستعداد للسيناريو الذي ستستمر فيه حرب
الابادة في غزة بعد اطلاق سراح الـ 33 مخطوف. وحياة المخطوفين الآخرين ستصبح اضرار
عرضية وهامشية، مقارنة بحجم الحلم. وماذا عن الجمهور الصامت؟ هو يمكنه ضم هذا
الفشل الى صفقة الانتقاد الذاتي.