عاجل:

تأليف الحكومة.. «لا إقصاء لأحد» و«لا محاصصة لرئيسي الجمهورية والحكومة» (الأنباء)

  • ٢٥

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

يسير قطار التأليف الحكومي على السكة، على الرغم من مواجهة الرئيس المكلف نواف سلام مطبات، لن تتعدى رفع السقوف من قبل بعض الأفرقاء لتحصيل مكاسب، بينها احتفاظ «الثنائي» بحقيبة وزارة المال من بوابة تكريس عرف «التوقيع الثالث» (وزير شيعي إلى جانب رئيس الحكومة السني ورئيس الجمهورية الماروني).

وتشهد البلاد عبورا تدريجيا نحو الرخاء والبدء بمعالجة أزمات لطالما كانت مستعصية. ولا شك أن التأليف السريع المتوقع للحكومة سيبدل من مشهد التعطيل وتقطيع الوقت الذي مرت به ولادة الحكومات السابقة. وتوزع المشهد أمس بين أروقة مجلس النواب، حيث استمع الرئيس المكلف إلى رؤساء الكتل النيابية في استشارات غير ملزمة، يصل على أثرها إلى وضع مسودة وتصور للحكومة، ليعرضهما على رئيس الجمهورية.

واستقبل رئيس البلاد العماد جوزف عون البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على رأس وفد من المطارنة.

وقال البطريرك الراعي من قصر بعبدا: «نبارك للرئيس (جوزف) عون بانتخابه ونهنئه على خطاب القسم والثقة التي أعطاه إياها الشعب والدول، وتمنينا له التوفيق في كل الأمور». وأجاب ردا على سؤال: «الرئيس عون مؤمن بما قاله في خطابه ولا شيء يحصل بين ليلة وضحاها وما قاله واضح».

وأوضح أن «الرئيس عون يتمنى أن تتألف الحكومة في أسرع وقت وألا يكون هناك إقصاء لأحد، والرئيسان عون وسلام يدهما ممدودة للجميع». وتابع البطريرك: «تفاءلوا بالخير تجدوه، ننطلق من التفاؤل وليس من التشاؤم، نحن نريد عيش الرجاء والأمل ونريد أن ننهض ونقوم معا».

كما استقبل الرئيس عون بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي على رأس وفد من المطارنة. واستقبل أيضا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي مع وفد من المطارنة.

ويستعد الرئيس عون لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت. وهو يبذل جهودا لتكريس الرخاء في البلاد، والانتقال إلى ورشة عمل مطلوبة تتيح انفراجات أمام المواطنين وتعزز الثقة بالدولة.

ويستمع الرئيس عون إلى الجميع ويتعاطى بسلاسة من بوابة حث الجميع على العبور إلى منطق الدولة، وتكريسها مظلة للمواطنين. وضرب المثل في العمل المؤسساتي بإعلانه رفض نيل حصة في الحكومة، وتاليا الحفاظ على مكانته رئيسا للبلاد ولمجلس الوزراء وقت حضوره جلساته، وعدم تحجيم موقع الرئاسة بحصص وزارية. كذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس المكلف نواف سلام.

وفي عين التينة، استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل الفاريس.

ولاتزال تداعيات الاستشارات اللبنانية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة المكلف موضع اخذ ورد لدى «الثنائي الشيعي»، وسط صعوبة اتخاذ موقف حاسم في التعاطي مع المرحلة المقبلة. فالثنائي يخشى المشاركة في حكومة يكون فيها أقلية محاصرة ومستضعفة بمواجهة غالبية ساحقة، كما يخشى أيضا الانتقال إلى المعارضة خارج الحكومة في ظروف تواجه فيها البلاد و«الثنائي» تحديات كبيرة، أولها تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية. وكذلك الانتقال إلى مرحلة بحث مصير سلاح «حزب الله» ومن ثم موضوع إعادة الاعمار، حيث ان مناطق بيئة «الثنائي» بمعظمها مهدمة أو متضررة، ولا يمكن ان يبقى معها في موقف المتفرج من دون المشاركة الفاعلة في عملية إعادة الاعمار.

ومن هنا ترى مصادر مراقبة لـ «الأنباء» ان تلويح «الثنائي» بمقاطعة الاستشارات غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف تدخل في باب إفساح المجال أمام مشاورات تحمل ضمانات حول مسار المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار، حددت مواعيد كتلتي «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري، وكتلة «حزب الله» (الوفاء للمقاومة)، في آخر جدول الاستشارات للكتل الكبيرة والأساسية بحيث تكون تظهرت صورة المواقف، ولإتاحة المزيد من الوقت لإجراء المشاورات. وقد تلقى الرئيس المكلف نواف سلام الذي تقدم باستقالته من المحكمة الدولية، الرسالة حيث وجه في تصريحه بعد التكليف بما يشبه رسالة تطمين بالقول: «لسنا من أهل الإقصاء».

وتوقعت المصادر «إضافة إلى التطمين سواء من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال استقباله وفد المجلس الشيعي برئاسة الشيخ علي الخطيب، وكذلك الرئيس المكلف، إلى اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيس المجلس نبيه بري، انسحاب مزيد من الأجواء الإيجابية في الملف الحكومي. وستكون زيارة ماكرون الجمعة مناسبة للتأكيد على الدفع نحو سيادة الدولة. ومثل هذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال تعاون الجميع وتوافقهم على العمل معا لمواجهة التحديات الوطنية».

وستحدد الاستشارات التي تنتهي الخميس شكل الحكومة، وإذا ما كانت ثلاثينية، او من 24 وزيرا وهذا الأمر الأكثر ترجيحا، ومن وزراء اختصاصيين مع وجود وزراء من السياسيين يمثلون الكتل الأساسية.

وتأمل المصادر ان تتم معالجة هذه الإشكالات سريعا، لتجنب تأخر تشكيل الحكومة، اذ المطلوب ان تبصر النور سريعا، خصوصا ان لبنان أمام استحقاق أولي بعد 10 أيام بانتهاء المهلة لانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل الأراضي اللبنانية، وانتشار الجيش حتى الحدود، وما يستتبع ذلك من تحرك سواء لرئيس الجمهورية، أو لرئيس الحكومة باتجاه الدول العربية والأجنبية لدعم لبنان في المرحلة المقبلة.

وفي هذا الوقت تحاول إسرائيل استغلال هذه المهلة حتى النهاية، من خلال ممارسة المزيد من عمليات التدمير والتجريف التي شملت عددا من البلدات الحدودية، كما أعاقت انتشار الجيش اللبناني في البلدات الحدودية في القطاعين الأوسط والشرقي كما كان مقررا. فيما ترددت اصوات التفجيرات في القرى الحدودية في مختلف مناطق الجنوب. وتواصلت عمليات البحث عن المفقودين من بين الأنقاض، اذ تم رفع 6 جثامين من بلدتي طيرحرفا والخيام.

وكان الجيش الإسرائيلي عمد إلى تفجير منازل وتجريف الطرق في عيتا الشعب وحانين ومارون الراس. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن العدو نفذ عملية نسف في بلدة مركبا في قضاء مرجعيون.

على صعيد آخر، وفيما أكدت كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ان إسرائيل ستنسحب من الأراضي اللبنانية بنهاية المهلة المحددة في 26 يناير الجاري، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقريرا سريا يدعو السلطات إلى الانسحاب من لبنان في شكل كلي وعدم تكرار تجربة العام 1982.

المنشورات ذات الصلة