عاجل:

«محدلة الحكومة» تمشي».. ومراسيم التأليف بين عون وسلام (اللواء)

  • ٢٩

عزّز لقاء عين التينة بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام فرص الاندفاعة القوية لتأليف حكومة، في وقت لا يتأخر عن الموعد المزمع عدم تجاوزه نهاية الاسبوع المقبل، في وقت شكلت فيه زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فاتحة دعم دولي وعربي، بوصفه رئيس الدولة العضو في اللجنة الخماسية، وفي لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في الجنوب حيث برز موقفان الاول لرئيس الجمهورية جوزاف عون الذي طالب ماكرون بأن يوعز لشركة توتال الفرنسية للعودة الى العمل في الحقل اللبناني لاستخراج المشتقات النفطية، بعد التعهد الفرنسي بتنظيم مؤتمر دولي للبحث باعادة اعمار لبنان، والثاني من الرئيس سلام، الذي طالب ماكرون بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي للانسحاب من آخر نقطة في الجنوب بعد مهلة الستين يوما لانه خلاف ذلك، سيدخل البلد في مشكلة مع قضية وقف النار.

والاهم في الحركة السياسية والدولية امس، ان «محدلة الحكومة انطلقت»، وان المشاورات بين الرئيسين عون وسلام قائمة على قدم وساق للتفاهم على الصيغة العددية بحدود 24 وزيرا وخارطة توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وسواها.

وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف أطلق صفارة البحث المفصل في ملف تأليف الحكومة وكان لقاء اقرب إلى جوجلة مشاورات الرئيس المكلف.

وفهم من المصادر أنه تم التداول بتصور اولي حول شكل الحكومة دون تفاصيل أخرى  في أي توزيع أو أسماء أو غير ذلك،  وأن توافقا تم على أن تكون حكومة يتمثل فيها الجميع، لكن من المبكر حسم التصور النهائي لكن العمل سيكون مكثفا لتأمين ولادة قريبة للحكومة. 

وافيد أن سلام ينصرف إلى إجراء مشاورات واتصالات حول التشكيل وإي تطور بارز سيحتم لقاء سريعا بينه وبين رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ «اللواء» أن هناك  عدة تصورات حكومية  يتم التداول بها إلا أن محورها يدور على عدد معين وهو الـ ٢٤ وزيرا من غير السياسيين ومن اهل الاختصاص وقد تضم الحكومة وجوها نسائية بنسبة تفوق النسب السابقة مع العلم أن الحكومة السابقة لم تضم سوى وزيرة واحدة. اما مسألة توزيع الحقائب فلم تحسم بعد وذلك في انتظار حسم الحقائب السيادية والتوزيع الطائفي فيها. وتؤكد هذه المصادر ان العقدة الشيعية لم تحل بعد وإن  الفريق الشيعي لم يسم بعد  وهو ينتظر ما يعرضه عليه الرئيس المكلف.

وكان الحدث امس لبنانياً- فرنسياً بإمتياز مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنوعت فيه قضايا البحث، من معالجة وضع تشكيل الحكومة بعد ازمة مشاركة ثنائي امل وحزب اله، ووضع الجنوب بعد تصاعد الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار، وتحريك عجلة المساعدات للبنان. ولم تقتصر معالجة الشق الحكومي على الخلوة التي جمعت ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الجمهوري بعد الغداء الرئاسي، وتطرقت إلى الوضع الحكومي حيث وعد بري ماكرون خيراً. لكن شملت لقاء بري برئيس الحكومة المكلف الدكتور نواف سلام في عين التينة.

وبعد اللقاء قال سلام: الاستشارات النيابية لم تنته أمس لأنني استكملتها اليوم بلقاء الرئيس بري، وكان هناك إجماع من الكتل على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الانقاذ وسأتعهد بذلك. وتابع: اتعهد بالعمل 24 ساعة لتشكيل الحكومة ولا احد سيعطل ولن نسمح بفشل تشكيل الحكومة للبدء بالعمل المطلوب للانقاذ.

أضاف: نقرأ مع الرئيس بري بكتاب واحد هو الدستور المعدّل في الطائف، وسأبقى على تواصل معه. 

من جهته، اكتفى الرئيس بري بالقول: اللقاء كان واعدا.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر عين التينة حول مشاركة الثنائي في الحكومة: «قطعنا شوطاً كبيراً ولكن لم يحسم القرار بعد».

وبشأن موعد تشكيل الحكومة قالت المصادر: من الممكن أن تشكل سريعاً وخلال الاسبوع المقبل.

واعلن الرئيس بري مساء امس ان المسار متجه نحو الحل، ونواف سلام متعاون، ولم ادخل معه في الحقائب والاسماء، معتبرا ان شكل الحكومة هي مهمة الرئيس المكلف.

وحول اشراك «الثنائي الشيعي» في الحكومة اشار الى انه «عندما يعرض علينا الرئيس المكلف الاسماء نوافق، اذا كان الشخص كفوءًا، ونرفضه اذا لم يكن كفوءًا، حتى لو كان خيِّي».

وقال بري: في السابق لم نقبل بعزل اي مكوّن، ولن نقبل به اليوم، ولا احد يقبل بعزل حزب لله، وطالما انه «في لله بالسماء.. حزب لله على الارض».

وكانت خلوة الرئيس الفرنسي والرئيس بري في القصر الجمهوري بعد الغداء، تطرقت إلى الوضع الحكومي ووعد بري ماكرون خيراً. وقال بري مغادراً بعبدا: إن شاء لله خير.

ومساء زار سلام الرئيس عون وقال بعد اللقاء:  أطلعت الرئيس على نتائج الاستشارات مع النواب والكتل، وأؤكد اننا سنعمل 7 ايام و24 ساعة لانجاز الحكومة والانطلاق بورشة العمل الانقاذية المطلوبة، أما الاجواء مع الكتل فكانت أكثر من إيجابية. وأكد أن الحكومة لن تتأخر بما يتعلّق بي. وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح وسأعلن قريبا عن أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة.

اضاف: سوف نعرف موقف رئيس المجلس النواب نبيه بري من الحكومة بعد إعداد التشكيلة الحكومية.

وقال: أصرّيت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يحصل الانسحاب الإسرائيلي فورا،ً وأن لا يتأخر ولا ساعة وإلا فإنّ هذا يُهدّد استقرار البلد، ويجب على كلّ المجتمع الدولي أن يضغط في هذا الاتّجاه، ونحن نعوّل على دعم فرنسا.

زيارة ماكرون

بدأ الرئيس الفرنسي ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة الرئيس عون  بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان، واستقبله في المطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعقدا خلوة قال في نهايتها الرئيس ماكرون للصحافيين:  لبنان دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن  امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لاسيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى دولة الرئيس رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كما ساجتمع  مع الرئيس عون ثم مع رئيس البرلمان والرئيس ميقاتي.

وقال الرئيس ميقاتي: تحدثنا عن الاوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما اقتصاديا وفي مجال اعادة الاعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس ماكرون متفهما جدا للاوضاع اللبنانية، واعدا بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة.

وردا على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان  قال:  الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين  الفائت في باريس  لدعم الجيش واغاثة النازحين. والرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني  الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة اعمار الجنوب ، ويمكن للجميع المساهمة فيه.

وعما اذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان قال: الاجتماع الاول الذي سيعقده الرئيس ماكرون هو مع الضابطين  الاميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف اطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا الرئيس ماكرون  في اجتماع بعبدا عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. واعتقد ان الامور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد. وهناك وعود بان الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي. ونتمنى ان يحصل ذلك وان تكون الوعود في مكانها الصحيح.

في بعبدا

  ووصل ماكرون ظهراً الى القصر الجمهوري، حيث كان في استقباله الرئيس جوزيف عون، وعقدا لقاء منفرداً، أكد خلاله عون في اللقاء الثنائي مع الرئيس ماكرون «أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها ضمن المهلة المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار».

ودعا الى اعادة الاسرى فضلا عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللبنانية التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير».

 وتمنى «الإيعاز إلى شركة «توتال» بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية». وقال: أتطلع للقاء رؤساء دول الإتحاد الأوروبي بعد تشكيل الحكومة وتلبية دعوة الرئيس القبرصي فما يجمع لبنان وأوروبا شراكة من الواجب تفعيلها».

وتوجه لعون قائلا: إنتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس أنتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل فإنتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان، سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة، وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحا دبلوماسيا.

 وشدد على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وقال: اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، و سننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرًا دوليًا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي.

وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى الرئيسين عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.

وسبق اللقاء مؤتمر صحفي مشترك لعون وماكرون، اكد خلاله رئيس الجمهورية ان ثقة العالم بلبنان يجب ان تعود كاملة، لان لبنان الحقيقي الاصيل قد عاد، ولفت ماكرون الى دعم تشكيل حكومة سريعاً، وتقديم المساعدات، كاشفا عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد مساعدة اعادة بناء لبنان.

وفي الجميزة، تمشَّى الرئيس ماكرون مع الناس، واحتسى القهوة، والتقط المواطنون الصور معه، بعد المصافحات لكل من التقى به في الشارع.

وعن لقائه مع ماكرون، قال بري: إن النقاش عن الجنوب كان له الحيِّز الأكبر، والرئيس الفرنسي يهتم بلبنان، ويتجه الى اقامة مؤتمر دولي لدعم اعادة الاعمار.

وطلب الرئيس سلام من الرئيس ماكرون الضغط لانسحاب اسرائيل، الذي لا ينبغي ان يتأخر ساعة واحدة عن موعده لانه بذلك يهدد استقرار البلد.

و قالت  مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت حملت في طياتها دعما للعهد تجلى بالإعلان عن تنظيم بلاده لمؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان ويشارك فيه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

ولفتت هذه المصادر إلى أن الرئيس ماكرون والذي أبدى ارتياحه لعودة انتظام عمل المؤسسات أكد أهمية قيام حكومة منتجة تنصرف إلى إنجاز ما لديها من مهمات بعيدا عن أية عرقلة، ولذلك كان تشديده على التعاون بين المسؤولين، مركزا كما في بيانه الإعلامي على دعم الجيش ليكون الحاضر الأكبر  كقوى شرعية مسلحة في الجنوب وحصر السلاح بيد الدولة بالتالي لأن ذلك يشكل مشروعا لتفادي عودة الفوضى.

وفي المعطيات أيضا أن الرئيس الفرنسي وفي خلال خلوة قصيرة مع رئيس مجلس النواب تمنى العمل على دعم العهد.

ونفت أن يكون الرئيس ماكرون قد دخل في تفاصيل الملف الحكومي وما يجري في هذا المجال  لكنه أشار  إلى أن الوقت لم يعد يسمح للمصلحة الشخصية أو الفردية وذلك قبيل مغادرته قصر بعبدا.


المنشورات ذات الصلة