عاجل:

حكومة سلام على نار التأليف الميثاقي.. والمراسيم خلال أيام (اللواء)

  • ٢٤

على توقيت ما جري من استحقاقات دولية واقليمية، يسير الوقت اللبناني بساعته الجديدة: دولياً وقف لاطلاق النار في غزة، وبدء عمليات تبادل الاسرى والمحتجزين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية. ولبنانياً: ووفقا لما اشارت إليه «اللواء» قبل ايام، فالرغبة الرئاسية لدى الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلف نواف سلام في ان تصدر مراسيم تأليف الحكومة العتيدة قبل الاحد المقبل، موعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب كامل جنود الاحتلال الاسرائيلي من قطاعات الجنوب عند الحافة الامامية، لا سيما في القطاعين الشرقي والاوسط، بعد الغربي.

وتميز لقاء سلام مع الثنائي الشيعي بالايجابية، والاستعداد للتسهيل، لتتمكن الحكومة من الولادة في الموعد المتوقع، بعد ان يعالج الرئيس المكلف مطالب الاطراف المسيحية، ويتحرك باتجاه القصر الجمهوري حاملا معه ما توافر له من مسودة او اكثر للتأليف، ليبتها مع الرئيس عون، الذي  أضاء شمعة في عنايا، امام ضريح القديس شربل.

واستمر التواصل بين ئيس الحكومة المكلف الدكتور نواف سلام وثنائي «امل وحزب لله»، وافيد عن عقد اجتماع ثانٍ امس، بين سلام ووفد الثنائي الشيعي النائب محمد رعد والحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل للمرة الثانية، بعد الاجتماع يوم الجمعة بينه وبينهم. وذلك استمراراً للنقاش حول وضع تصور أولي شامل لتركيبة الحكومة وتوزيع الحقائب والامور الاخرى مثل برنامجها واولوياتها، وبعد التشاور مع رئيس الجمهورية جوزف عون. وكل ذلك وسط معلومات عن رغبة الثنائي بتسهيل تشكيل الحكومة وتحصينها بالتوافقات المسبقة على كل هذه الامور الاساسية قبل الخوض في تفاصيل التشكيل وإسقاط الاسماء على الحقائب.

 وعلمت «اللواء» ان الرئيس نبيه بري رد على سائليه امس عن نتائج مسار الاتصالات واللقاءات التي تجري مكتفياً بالقول: «الامور ماشية بالاتجاه الصحيح». من دون اعطاء اي تفاصيل.

اما وقد تم حل ازمة الشغور الرئاسي في لبنان وبدأت إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة بعد تكليف نواف سلام، بدأ تسريب المعلومات عن قرب تشكيل الحكومة وربما الاسبوع المقبل كما قالت مصادر نيابية لـ«اللواء»، التي اضافت: ان دعم الكتل النيابية للحكومة الجديدة مرهون بأمور كثيرة، اولها اختيار وزراء اختصاصيين غير حزبيين،  والتزامها بنود الاصلاح على كل المستويات السياسية والادارية والاقتصادية والمالية والاجتماعية- المعيشية واعادة اموال المودعين، وذلك بهدف تشجيع عودة الاستثمارات الى لبنان، ومتابعة وقف اطلاق النار في الجنوب ووقف الخروقات الاسرائيلية بشكل نهائي، وتأمين الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القرى التي دخلتها ومن ثم وضع خطة عملية لإعادة الاعمار، وصولا الى ترتيب العلاقة مع سوريا وتنظيم عودة النازحين الى بلادهم. والتي وردت في خطاب القسم للرئيس عون وبيان التكليف للرئيس سلام.

وبغض النظر عن شكل الحكومة وتركيبتها والتي ستحكمها التسويات كالعادة، فإن المصادر النيابية تؤكد التوجه للتعاون مع الحكومة وتسهيل امورها لا سيما مع انطلاقة بداية العهد في حكومته الاولى التي يراهن عليها الكثيرون داخلياً وخارجياً، لكن هذه الشروط حسب المصادر النيابية ستحكم العلاقة بين الحكومة وبين الكتل النيابية– لا سيما منها التي تحمل لواء الاصلاح والتغيير- وقد يخرج من يعترض او يرفض بعض الاجراءات الحكومية او تقصيرها في تنفيذ ما وعدت به، اويُحاسبها في جلسات المساءلة لاحقاً.

وحسب المعلومات، فإن حقيبة المالية، حسمت لشخصية مقبولة من «الثنائي» ولا تشكل استفزازاً لأحد.

واكدت المعلومات ان التشكيلة ستكون ميثاقية، وتضم مختلف المكونات استناداً الى الكتل النيابي وتمثيلها في المجلس النيابي.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن عملية تأليف الحكومة تسير حتى الآن بخطى ثابتة على أن يكون الاجتماع المقبل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في الأسبوع الحالي أساسي لترتيب مسودة التشكيلة والتباحث في توزيع الحقائب وسط كلام يتردد عن احتمال بقاء الوزارات السيادية ضمن التوزيع نفسه والذي اعتمدته الحكومة السابقة.

وقالت إن رئيس الجمهورية على موقفه الداعي في استعجال التأليف وكذلك الرئيس المكلف والرجلين على توافقهما حول دور الحكومة المقبل ولفتت إلى أن التسهيل لمهمة الرئيس المكلف من قبل الرئيس عون  امر مفروغ منه.

ورأت أن الحكومة المراد تأليفها لن تستثني أحدا وهذا ما برز في مداولات المعنيين.

وعرَّج الرئيس الاميركي جو بايدن على الوضع في لبنان، على هامش تعليقه على دخول وقف النار في غزة حيّز التنفيذ.. وقال: مرحلة واعدة بدأت في لبنان، وقد بدأت بعد إضعاف قدرات حزب لله وسوريا، قائلاً، ان لبنان في مسار افضل بعد الاطاحة بأذرع ايران التي اصبحت في اضعف حالاتها منذ عقود، فيما سوريا اصبحت بلا الاسد.

فيصل بن فرحان الخميس

عربياً، يصل الخميس وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان، بعد زيارات دولية، بدأت مع الرئيس القبرصي، والرئيس الفرنسي والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريتش، الذي اكد بعد لقاء الرئيس عون على اهمية انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب ضمن المهلة المحددة، وانتشار الجيش على كامل الاراضي اللبنانية.

وتلقى الرئيس سلام دعماً لجهوده تأليف لحكومة، مشيرا بعدلقاء غوتيريتش اننا «سنكون قادرين للاعتماد عليه لحشد الدعم الدبلوماسي، للتأكد من انسحاب الاسرائيلي في اليوم الذي يجب ان يكملوا فيه انسحابهم».

ومن عين التينة، اعرب غوتيريتش عن ثقته بأن يكون للبنان قريبا حكومة تمثل كل المكونات وتضمن أمن جميع مواطنيها.

وفي الاطار المحلي، دعا  المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بعد اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «اللبنانيين جميعاً إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف لأنه واجب وطني لتشكيل حكومة وطنية جامعة من أصحاب الاختصاص والكفاءات، ودعوة القوى السياسية إلى التعاون مع رئيس الدولة والرئيس المكلف لإنقاذ البلد والنهوض بالوطن سياسياً واقتصادياً وحياتياً وإنمائياً لينعم لبنان بمستقبل زاهر وآمن يسوده السلام والاستقرار».

وخلال ترؤسه قداس الاحد، اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان رؤساء الدول يعربون عن ثقتهم برئيس الحكومة المكلف، ويتمنون له سرعة تأليف الحكومة مع الرئيس.


المنشورات ذات الصلة