- كتب آفي أشكينازي في صحيفة "معاريف":
- عادت رومي غونين وإميلي ديماري ودورون شتاينبرخر في الأمس إلى إسرائيل، بعد 471 يوماً. لقد وصلن في البداية إلى قاعدة رعيم، رمز الإخفاق العسكري في 7 أكتوبر، والموجودة بالقرب من المكان الذي خُطفن منه في ذلك الصباح الملعون، خلال "الفظائع" التي حدثت في كفر غزة، وفي معسكر رعيم القريب من مهرجان نوفا.
- أمس، بلغ التأثر وسط الجمهور الإسرائيلي الذروة، ومن جهة ثانية، استمر التخوف وعدم الوضوح بشأن تطبيق الصفقة، أم لا، مثل الغموض الذي استمر حتى توقيع الصفقة في الدوحة في قطر. هل سننتقل إلى المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة؟ وهل سيُطلق سراح الـ95 مخطوفاً الذين ما زالوا أسرى لدى "حماس"؟
- لقد حاولت "حماس" في الأمس استعراض قوتها أمام الإعلام الدولي، وتثبت أنها صمدت في الحرب، ولا تزال تسيطر بيد قوية على غزة. لكن دعونا نضع الأمور في نصابها الصحيح. لقد تلقّت "حماس" ضربة قوية. وبعد عدة أيام، عندما يعود السكان إلى المناطق التي نزحوا عنها خلال الحرب، سيعودون إلى أحياء سُويّت بالأرض، وإلى منازل لم يعد لها وجود، من دون طرقات، ومن دون شوارع. حينها، سيدركون حجم المحنة التي ألحقتها بهم "حماس". حينئذ، سيصبحون حذرين ومشككين ويقظين. ومثل هذا الوضع قد يدفع بهؤلاء الناس إلى التحرك ضد إسرائيل. ومن المحتمل أن يحاولوا التمرد ضد "حماس"، وهذا ما سنعرفه قريباً؟
- الساحة الثانية التي تثير القلق هي ساحة الضفة الغربية. فهي من جهة، مدعومة من إيران و"حماس" من الخارج، وتشهد بناء بنى تحتية "إرهابية" مع كتائب "حماس"، تماماً مثلما جرى في غزة. وستحاول "حماس"، الآن، الخروج من هناك بهجمات تتحدى بواسطتها الجيش الإسرائيلي، وبعد قليل، سيأتي شهر رمضان، وهو مناسبة دينية مقدسة لدى المسلمين، ويمكن أن يشجع الشباب المسلم على القيام بهجمات "إرهابية".
- إن إطلاق سراح مئات "المخربين"، وخصوصاً الشباب منهم، وعودتهم إلى منازلهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية، هو موضوع مثير للقلق. وترافُق هذا مع شهر رمضان يخلق تخوفاً مزدوجاً ومضاعفاً. ويدرك الجيش الإسرائيلي ذلك، ويستعد له.
- إن السريتين اللتين جرى نقلهما إلى الضفة الغربية لإقامة حواجز، يمكن أن تخلقا احتكاكات بـ"المخربين" في البلدات، ومن المحتمل إجراء الجيش الإسرائيلي مناورات في الضفة الغربية. لقد سبق أن وضع الجيش لواء "كوماندوس" من أجل هذه المهمة، ونقل وحدات نوعية، مثل سييرت إيغوز، ومن المحتمل أن نرى في الأيام المقبلة قوات من لواء ناحال، ومن وحدات أُخرى، تنتقل إلى المنطقة من أجل تدمير البنية التحتية لـ"حماس" هناك.
- والسؤال المطروح هو: هل مثل هذا القتال يمكن أن يعرقل وقف إطلاق النار؟ الظاهر كلا. ثمة شك في أن في استطاعة "حماس" –غزة شن هجوم في الضفة الغربية. لكن كما كتبتُ هنا سابقاً، فإن سكان غزة المحبطين من وضعهم لا يزالون تحت سيطرة "حماس".
- هنا يتعين على إسرائيل التعامل بصرامة، وعدم التساهل. مثلما هاجم سلاح الجو الإسرائيلي في الأمس سيارة تويوتا تابعة لـ"حماس" في جنوب القطاع، بينما كانت "حماس" تختبر قيود إسرائيل، وخلقت أزمة مصغرة رفضت خلالها إرسال أسماء المخطوفات الثلاث خلال ساعات. لكن بعد هجوم سلاح الجو والقتلى من "المخربين"، وصلت الرسالة جيداً إلى "حماس". إن اختبار الاتفاق هو من خلال إصرار إسرائيل والقوة التي سيبديها الجيش الإسرائيلي في غزة، وأيضاً في الضفة الغربية.
×