عاجل:

السعودية تعيد لبنان إلى الحضن العربي (نداء الوطن)

  • ٢٨

كتب طارق أبو زينب:

بعد أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي، تشهد البلاد خطوة مفصلية نحو استعادة الاستقرار والوحدة. تم انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة في إنجاز تاريخي، ثمرة جهود مشتركة قادتها المملكة العربية السعودية عبر اللجنة الخماسية بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.

هذا التطور  لاقى ترحيباً واسعاً داخل لبنان وخارجه، مما أعاد الأمل إلى اللبنانيين في مستقبل أفضل، خصوصاً بعدما عانى لبنان خلال السنوات الماضية من شعور عميق بفقدان الاتصال مع محيطه العربي.

تقول ليلى حجازي، الأمينة العامة المساعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للاتحاد العام للمنتجين العرب في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لـ"نداء الوطن: "لبنان عانى طويلاً من العزلة، اليوم نلمس تغيراً تدريجياً بفضل الدعم السعودي، الذي يعكس التزاماً واضحاً بإعادة بناء الثقة وتعزيز الاستقرار. السعودية ودول الخليج لم تكن مجرد محطات عمل للبنانيين، بل شكّلت ملاذاً آمناً وفرّت لهم فرصاً لحياة كريمة".

أضافت: "دعوة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون إلى زيارة المملكة، كانت بمثابة تأكيد على حرص السعودية على احتضان لبنان ودعمه في هذه المرحلة الحساسة. مجرد رؤية الرئيس اللبناني، يتلقى دعوة رسمية من المملكة تعني لنا الكثير. إنها رسالة للعالم بأن لبنان ليس وحيداً".

مساعدات سعودية تتجاوز الأزمات

على مر السنوات، أثبتت السعودية وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني. خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أطلقت المملكة جسراً جوياً عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت مساعدات شملت مواد غذائية، أدوية، ومواد إيوائية، استفاد منها عشرات الآلاف من المتضررين.

وفقاً لتقارير مركز الملك سلمان للإغاثة، منذ عام 2024، استفاد أكثر من 1.7 مليون شخص من الدعم الإنساني المقدم إلى لبنان. بالإضافة إلى ذلك، استفاد 69,930 فرداً من المساعدات الغذائية والإيوائية والكسوة الشتوية. كما تم توزيع حليب الأطفال على 106,272 طفلاً، في حين استفاد 729,402 فرد من الأدوية والمستلزمات الطبية. هذه الأرقام تُبرز التزام السعودية الطويل الأمد تجاه لبنان، بغض النظر عن الأزمات السياسية المتكررة.

السعودية شريك أساسي

أكد العديد من أفراد الجالية اللبنانية في السعودية لـ "نداء الوطن" أن المملكة لم تعاملهم كضيوف، بل كأشقاء. يقول فادي، رجل أعمال لبناني مقيم في الرياض منذ 25 عاماً: "السعودية وفرت لنا فرص عمل وحياة كريمة، وهي اليوم تدعم لبنان على الصعيدين السياسي والإنساني. وعلى الرغم من التزام السعودية الراسخ بمساعدة لبنان لتجاوز أزماته، فإن الطريق نحو الاستقرار يتطلب إرادة سياسية قوية من الأطراف اللبنانية للتغلب على هذه العقبات الداخلية"

آفاق جديدة للتعاون اللبناني السعودي

كشف مصدر لبناني مقيم في السعودية لـ "نداء الوطن" أن الدعم السعودي لا يقتصر على الأزمات، بل يمتد لرؤية طويلة الأمد لاستقرار لبنان. وأوضح أن مستثمرين سعوديين يعتزمون تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال مشاريع استثمارية، بعد استعادة الثقة عقب انتخاب الرئيس وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل حكومة كفاءات.

وأكد المصدر أن السعودية تعتبر استقرار لبنان جزءاً أساسياً من استقرار المنطقة، وتسعى إلى دعمه اقتصادياً وتحفيز الإنتاج. أما في ما يخص إعادة الإعمار، فالتوجهات ما زالت غير واضحة في ظل اشتراط المجتمع الدولي تنفيذ القرار 1701 .

أمل جديد يلوح في الأفق

 يبقى السؤال: هل سيتمكن اللبنانيون من استثمار الدعم السعودي في إصلاح حقيقي؟ يجب على القيادة السياسية الاستفادة من هذه الفرصة، مع تجنب إدخال لبنان في محاور تتنافى مع طبيعته، والتمسك بمبادئ اتفاق الطائف لضمان استقرار البلاد وسيادتها في مواجهة التوترات الإقليمية .


المنشورات ذات الصلة