عاجل:

ما ينتظره الجنوبيون انتشار الجيش الأحد المقبل (نداء الوطن)

  • ٢٣

تنتهي الأحد المقبل هدنة الـ 60 يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار. وتتّجه الأنظار نحو انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى الجنوبية الحدودية التي توغّل داخلها وأحدث تفجيرات هائلة في منازلها.

في هذا السياق، يتحضّر أبناء قرى الحافة الأمامية للدخول إلى قراهم صباح الأحد المقبل، رغم دعوة البلديات المتكرّرة للتريّث. ويُعِدّ أهالي كفركلا، البلدة الأكثر دماراً، أو كما يصف أهلُها حالها بالبلدة "المنكوبة كلياً"، العدّة للدخول إلى البلدة صباح انتهاء الهدنة، غير آبهين بالخطر المحدق بهم، ويتسلّحون بـ "الشوق" إلى بلدتهم، كما تقول أوساطهم. بل أكثر من ذلك يريدون رؤية ما حلّ ببلدتهم بعد الحرب.

لذا، ينتظر الدكتور موسى قاسم خليل الأحد المقبل بفارغ الصبر. وهو أكثر حماسة لزيارة بلدته المدمّرة. سيكون مع عدد كبير من أبناء كفركلا في موكب العودة. وعلى الرغم من أنه لا يخفي بأن العودة محفوفة بالمخاطر، غير أنه يقول: "لا نثق بالإسرائيلي. فهو قد لا ينسحب، وعودتنا ضرورة ملحّة، لأن هذه الأرض أرضنا". ويرى في خطوة العودة حافزاً لدفع العالم قدماً في اتجاه إعادة إعمار كفركلا بكل الوسائل.

في المقابل، لا ينسحب قرار العودة نهار الأحد على كل القرى والبلدات الحدودية. ومن بين هذه البلدات الطيبة التي تتعرّض منذ الأمس لتفجيرات متواصلة لمنازلها من قبل الإسرائيلي. ويصف عضو بلدية الطيبة منصور قشمر البلدة بأنها "معدومة الحياة". لكن قشمر يستدرك قائلاً: "ذاق أبناء البلدة ويلات النزوح وكلفة الإيجارات المرتفعة، ويسعون للعودة ونصب الخيم أو البيوت الجاهزة قرب منازلهم المدمّرة لأن الناس تعبوا من النزوح ويريدون أن يشمّوا رائحة البلدة وأن يعيدوا إعمارها".

أما بلدة ميس الجبل التي احتلّت المشهد مؤخراً، فلن يعود أبناؤها الأحد بحسب ما يقول رئيس البلدية عبد المنعم شقير. أضاف: "من المفترض أن نتريّث، لأن العودة المباشرة محفوفة بالخطر. وننتظر انتشار الجيش اللبناني وإزالة مخلّفات الحرب والذخائر غير المنفجرة".

وتابع: "لم يُبق الإسرائيلي حجراً على آخر في البلدة. ووضعنا خطة العودة وجهّزنا الجرّافات والآليات لفتح الطرقات وتوفير بعض مقوّمات الحياة. وستكون البيوت الجاهزة رفيقة العائدين إلى القرى الحدودية لتأمين السكن فيها. وهناك كثيرون يفضلون البيوت الجاهزة على البقاء في منازل إيجار في أماكن النزوح". وأكد شقير "رغبة كثيرين من أبناء البلدة في العودة ووضع بيوت جاهزة بمحاذاة منازلهم المدمّرة، في دلالة على عمق التعلّق بالأرض وعدم التخلّي عنها".

وحذّر شقير أخيراً من تلوّث المياه والذي يعدّه التحدّي الأكبر، قائلاً: "رمى العدو قنابل فسفورية في المياه أدّت إلى تلوّثها ما يستدعي العمل على فحصها ومعالجتها".

من غير الواضح بعد، ما إذا كان الإسرائيلي سيلتزم تنفيذ بنود الهدنة أم لا. لكن من المؤكد أن الأهالي عازمون على العودة إلى قراهم وبلدات الحافة الأمامية ولو تحت القصف، قناعة منهم بأن هذه الأرض لهم ولن يتخلوا عنها. ويرون أنّ انتشار الجيش في القرى كافة يعزّز الثقة أكثر بأن الإسرائيلي سينسحب. غير أن العين تبقى على ما تحمله تطوّرات الأيام الأخيرة من هدنة الـ 60 يوماً.


المنشورات ذات الصلة