عاجل:

بن فرحان من بيروت: تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم في لبنان (الأنباء الكويتية)

  • ٢٥

كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين:

حركت زيارة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إلى بيروت الأمل في تكريس الدعم العربي ضامنا للبنان الجديد، وبانيا لنهضة منتظرة على كل الصعد، بدءا من عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، بدور محوري سعودي كبير سبق انتخاب الرئيس جوزف عون، عبر زيارتين لشقيق الوزير صاحب السمو الأمير يزيد بن فرحان، ساهمتا مع تحرك اللجنة الخماسية في تمرير الملف الرئاسي.

وقد انتقل وزير الخارجية السعودي مباشرة من المطار إلى القصر الجمهوري ببعبدا، حيث استقبله الرئيس عون. ثم زار عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتوجه إلى السرايا الحكومية، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

كما التقى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام.

وعقب اجتماعه مع الرئيس عون في القصر الجمهوري في بعبدا، قال وزير الخارجية السعودي في كلمة مقتضبة للاعلام، «بحثنا في مستجدّات لبنان والمنطقة وأكّدت استمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه. وأضاف: أعربت للرئيس عون عن دعم الإصلاحات من أجل الخروج من الأزمات. وشدد على «أهميّة تعزيز الإصلاحات في لبنان من أجل إعادة ثقة الدول به.

ونعمل بجدّية للحفاظ على سيادة وأمن واستقرار لبنان، كما بحثنا في أهميّة الالتزام بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتطبيق القرار 1701 والمملكة متفائلة تجاه لبنان».

وأضاف: «على رغم التحديات التي تواجهنا في المنطقة، فإن المملكة تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب القسم (لرئيس الجمهورية) إذ إن تطبيق الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي».

وتابع: «نحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته».

وشكر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان، «لاسيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي».

واعتبر زيارة وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فرحان إلى لبنان «رسالة أمل».

ورحب عون بالوزير السعودي واستذكر الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة، معربا عن أمله في أن تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة.

وأشار الرئيس عون إلى أن «خطاب القسم كتب لينفذ، لاسيما وأنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته».

وأمل «أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد». كما حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة بإعادة الإعمار، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن وزير الخارجية نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى الرئيس عون وشعب لبنان والحكومة، وتمنياتهما لهم بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء.

ودون وزير الخارجية السعودي الكلمة الآتية في السجل الذهبي للقصر الجمهوري: «بسم الله الرحمن الرحيم.

سعدت وتشرفت بتواجدي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، راجيا المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعا لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين وتعزيز وشائج العلاقات بينهما في كل المجالات».

وكانت المساعي لتشكيل أول حكومة للعهد استمرت بوتيرة مرتفعة، وسط تكرار الرئيس عون أمام زواره «ضرورة تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد»، معددا ما يعتزم القيام به من زيارات إلى عواصم عربية وأجنبية في طليعتها الرياض.

وعلمت «الأنباء» ان «الثنائي» (حركة أمل وحزب الله) رفض بشدة عرضا من الرئيس المكلف سلام بمنح 4 وزراء شيعة لـ «الثنائي» مع وزير مسيحي يدرج في حصة «تيار المردة».

وأصر «الثنائي» على نيل الحصة الشيعية كاملة (خمسة وزراء) نسبة إلى تمثيله الكامل للطائفة في المجلس النيابي بـ 27 نائبا من 27. وألقى «الثنائي» باللوم على الرئيس المكلف في إثارة هذه المشكلة، والتسبب تاليا في تأخير ولادة الحكومة. وقالت مصادر مقربة منه لـ «الأنباء» إن «التعويل على دور رئيس الجمهورية لمعالجة هذه المشكلة المستجدة».

وذكرت المصادر ان «الثنائي» يتطلع إلى الحكومة الجديدة بأمل وتفاؤل، خصوصا في ملف إعادة الإعمار، وهو أبدى يقينه من ان الجيش الإسرائيلي يمعن في تدمير القرى الشيعية تحديدا، لتأليب البيئة الشعبية على «الثنائي» عشية الانتخابات النيابية المقررة في مايو 2026، وقبلها الانتخابات البلدية والاختيارية المقررة في مايو المقبل.

وكشف مسؤول سابق في «حزب الله» لـ «الأنباء» عن تفاهم مع العماد جوزف عون سبق انتخابه بساعتين في الدورة الثانية في 9 يناير، وذلك خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة الأولى التي نال فيها عون 71 صوتا، والثانية التي أعلن بعدها رئيسا للجمهورية بعد نيله 99 صوتا.

ومما جاء في التفاهم، عدم استفزاز «الثنائي» بتعيينات في مراكز حساسة بينها منصب قائد الجيش والمدير العام للأمن العام وقادة سائر الأجهزة الأمنية، وكذلك منصب وزير الدفاع، حيث اعترض كل من النائبين محمد رعد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ «حزب الله» والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل على أحد عميدين متقاعدين من الطائفة المارونية لتولي منصب وزير الدفاع، بدعوى اتهام الضابط المرشح بالتعرض للمقاومة واعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية.

كما أيد «الحزب» ترشيحات رئيس الجمهورية لعدد من الضباط لخلافته في منصب قائد الجيش.

وفي معلومات أخرى خاصة بـ «الأنباء»، ان قياديين عدة في «حزب الله» طالبوا القيادة الجديدة بالانتقال إلى العمل السياسي بالكامل في المرحلة المقبلة. وأفادت معلومات بأن الرئيس المكلف نواف سلام اصطدم بتنازع الكتل النيابية والأحزاب على الحقائب الأساسية.

وهو ما عبر عنه بعد لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية عقب جولة المشاورات التي أجراها مع الأحزاب والكتل النيابية. وأبدى ضيقا من حجم المطالب وسط معلومات بأن كتلة «الاعتدال» دخلت على خط التنافس، واشترطت تسمية من يتولى وزارة الداخلية تحت طائلة عدم المشاركة في الحكومة. فيما نصحت مرجعيات نيابية الرئيس المكلف بضرورة التعاطي بمرونة مع ملف التشكيل، وتنظيم تشابك مطالب ومصالح هذه الأطراف.

وقالت مصادر متابعة لـ «الأنباء»: «هذه الأجواء دفعت بسفراء اللجنة الخماسية إلى الاجتماع للبحث في تسهيل ولادة الحكومة».

وأشارت إلى ان تأخير التشكيل بضعة أيام لن يوقف مسيرة انطلاقة المرحلة التي تحركت بعد وقف إطلاق النار وتوجت بانتخاب رئيس الجمهورية. وذكرت انها ستستكمل بتشكيل حكومة متوازنة تعبر عن أطياف الشعب اللبناني وتساعد على قيام الدولة.

في المقابل، ذكر مقربون من الرئيس نبيه بري ان أجواء التكليف إيجابية وأن «الثنائي» قد سهل مهمة الرئيس المكلف إلى أقصى حد، وأن الأمور تسير على الطريق الصحيح.

وقالوا: «عدا وزارة المال، كان (بري) منفتحا على كل الخيارات لتسهيل مهمة التأليف، خصوصا لجهة التخلي عن وزارتي الأشغال والزراعة».

المنشورات ذات الصلة