عاجل:

فجر العودة: 22 شهيداً و122 جريحاً في مسيرات طرد الإحتلال من الجنوب (اللواء)

  • ٢٥

ثمن باهظ، ولكنه أقل كلفة بكثير من بقاء الاحتلال الاسرائيلي على أرض الجنوب، جنوبي الليطاني الى آخر نقطة على الخط الأزرق..

24 شهيداً و124 جريحاً، بينهم 9 اطفال، ومسعف في حصيلة صادرة عن وزارة الصحة، برصاص جنود الاحتلال ودباباته ومسيّراته على أهالي القرى التي رفض المحتل الخروج منها، ضارباً عرض الحائط باتفاق وقف اطلاق النار.

وحسب معلومات «اللواء» فإن الاتصالات التي اجراها الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وقيادة الجيش اللبناني وحتى الرئيس المكلف نواف سلام بالاميركيين والفرنسيين العضوين الاساسيين بلجنة الاشراف على وقف اطلاق النار، لم تسفر عن نتيجة تذكر لضمان الانسحاب الكامل بعدما قرر الاحتلال البقاء في عدد من مناطق القطاع الشرقي، بدليل ما قامت به قوات الاحتلال خلال اليومين السابقين للإنسحاب المفترض من تخريب البنى التحتية في قرى الحدود وتجريف وحفر الطرقات ورفع السواتر والعوائق ونسف مزيد من المنشآت لمنع اهالي قطاعي الجنوب الاوسط والشرقي من العودة، بعد تخريب قرى القطاع الغربي التي دخلها الجيش اللبناني وهو مدمرة بشكل شبه كامل.

وحسب معلومات جهات رسمية أيضاً، فإن الجيش اللبناني لم يستطع التحرك بحرية خلال عمليات انتشاره بسبب ممارسات الاحتلال ومنعه من التقدم والانتشار، واكتفى بتحذير المواطنين من عدم دخول قراهم قبل تأكيد الانسحاب الاسرائيلي وتنظيف القرى وفتح الطرقات، وقام بالتنسيق مع البلديات كسلطات مدنية مسؤولة لضمان عدم تسرّع الاهالي بالعودة الى قراهم حفاظا على ارواحهم . كما لم تنفع اتصالاته مع لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار وخلال اجتماعات اللجنة القليلة في ثني الجانبين الاميركي والاسرائيلي عن منع الاحتلال من استكمال العدوان على القرى.

اما وقد وصل الوضع الى هذا الحد، فلا بد حسب مصادر مطلعة على الموقف الرسمي وموقف حزب الله، من انتظار ما سيحصل لاحقاً، وهل يبقى الاحتلال كما اعلن في خمس نقاط يعتبرها حيوية بالقطاع الشرقي، وقالت المصادر لـ«اللواء»: ان الحزب اوكل امر متابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب الكامل الى الدولة ولجنة الاشراف، والحكومة قالت انها تتابع الوضع وسينتظر الحزب نتائج هذه المساعي الرسمية، وقالت: «اذا بقي الاحتلال نبني على الشيء مقتضاه، حيث يحق للبنان وشعبه الدفاع عن ارضه بكل الوسائل، كما تنص كل المواثيق والشرائع الدولية».

مشاورات الحكومة مستمرة

وعلى الرغم من الانشغال اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي بما كان بدور على ارض الجنوب من عزم المواطنين على العودة الى قراهم في الجنوب، فإن المساعي لتأليف الحكومة لم تتوقف، من زاوية اصرار الرئيس المكلف على انهاء مسودة توزيع الحقائب في بحر الايام القليلة المقبلة.

واكدت مصادر المعلومات على ان لقاء الرئيس المكلف نواب سلام مع الرئيس بري اتسم بالايجابية والاستعداد للتعاون التام.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن العمل في الملف الحكومي يتم بكثير من الروية والحكمة بعيدا عن الضوضاء الإعلامي، وان مسألة التأليف لا تخضع لأي تسرع، وهناك اتصالات تحصل بوتيرة متقدمة لكنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة بعد.

وأوضحت هذه المصادر أن الصيغة وفق شكل الـ ٢٤  وزيرا لا تزال على حالها وهي تراعي التوزيع الطائفي وفق الدستور لكن ببورصة الأسماء لم تستقر على الرأي اما المعايير فهي على حالها بشأن عدم توزير حزبيين ونواب حاليين والترحيب بوحوه كفوءة وأصحاب الإختصاص.

كما زار الرئيس المكلف بعبدا امس، ويتوقع ان يزورها غداً لاعلان  مراسيم الحكومة العتيدة خلال 48 ساعة والمؤلفة من 24 وزيراً بلا حزبيين.

ودعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جميع الافرقاء من دون استثناء الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف والخروج من لعبة الزواريب، معتبرا اسرائيل المستفيد الاول من عدم تشكيل حكومة في لبنان، لانها لن تغفر لنواف سلام حكمه التاريخي في المحكمة الدولية.

غير ان فجر العودة، بدءاً من الساعة الرابعة من الفجر انتهاء مهلة الـ60 يوما في اتفاق وقف اطلاق النار بين  لبنان واسرائيل، بعدما امتنع الجيش الاسرائيلي من الانسحاب، والتصرّف كمحتل، يجرف الطرق، ويدمر المنازل، ويلعب بأعصاب الاهالي، فتح الطريق امام طرد المحتل، بالتحام الاهالي والجيش اللبناني، فدخلوا القرى،  غير آبهين بالرصاص وهدير المسيّرات وتحرك الدبابات.

ومع هذا الوضع الميداني الذي كان موضع متابعة وتقدير رسميين، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان»، وفقا لما افاد به قصر الاليزيه.

وجاء في البيان الرئاسي ان ماكرون شدد امام نتنياهو على اهمية ألا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها.

وعلى أثر ذلك أعلن الرئيس نجيب ميقاتي موافقة لبنان على التمديد الجديد للإنسحاب الإسرائيلي حتى 18 شباط المقبل.

رفض الطلب الإسرائيلي

وحسب المعلومات طلب الجيش الاسرائيلي عبر الأميركيين البقاء في 5 نقاط لمدة شهر، وهو الامر الذي يرفضه لبنان رفضا قاطعا.

لكن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اكد ان: لا صحة للاخبار عن ابلاغ اسرائيل لبنان بقاءها في 5 نقاط حدودية لـ15 يوماً. مضيفاً ان الرئيس عون لا يزال يتابع اتصالاته الداخلية والخارجية مع الجهات المعنية باتفاق وقف النار في سبيل استكمال الانسحاب الاسرائيلي مما تبقى من القرى الجنوبية المحتلة.

وكان الرئيس جوزاف عون واصل اتصالاته لحمل إسرائيل على الانسحاب، وكذلك فعل الرئيس نبيه بري.

وجاءت اتصالات الرئيس عون على خلفية ان سيادة لبنان ووحدة اراضيه غير قابلة للمساومة. واكد ان الجيش دائما مع الناس، فيما يكونون نكون، وسيظل ملتزماً بحمايتهم وصون امنهم.

واعتبر الرئيس جوزاف عون ان هذا اليوم يوم انتصار لبنان واللبنانيين وأن سيادة لبنان ووحدة اراضيه غير قابلة للمساومة.

واعتبر الرئيس نبيه بري ان معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون امس بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى تؤكد بالدليل القاطع ان اسرائيل تمعن بانتهاك سيادة لبنان، وخرقها لبنود وقف اطلاق النار.

ودعا الرئيس نجيب ميقاتي الدول الداعية للاتفاق الى تحمل مسؤوليتها في ردع العدوان، وتوجه بتحية اكبار الى اهلنا الصامدين في ارضهم في الجنوب.

واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان ما جرى هو دعوة صارخة من شعبنا في لبنان الى كل المعنيين الدوليين لالتزام العدو الصهيوني بالانسحاب الفوري ودون اي تأخير من الجنوب.

ونقل عن مسؤول اسرائيلي ان التوتر في الجنوب يبدده بيان اميركي سيصدر في الساعات المقبلة.

واعلن الجيش الاسرائيلي عن تصميمه على الاستمرار في العمل وفقا للتفاهمات بين اسرائيل ولبنان رغم محاولات حزب الله للعودة الى منطقة الجنوب.

وسحب الجيش الاسرائيلي سريتين من حرس الحدود من الضفة الغربية الى قيادة المنطقة الشمالية على خلفية ما حصل امس عند الحدود اللبنانية.

واعتبرت «اليونيفيل» ان المهم ان تنسحب القوات الاسرائيلية من الجنوب، وان يتصدر الجيش اللبناني المشهد.

لكن المحتل، خرج من 18 قرية، وبقي الجيش مع الاهالي من دون مسلحين.

وليلاً، انضم الى الشهداء المواطن ربيع زراقط من بلدة مركبا، والمواطن موسى علوية من مارون الراس برصاص الاحتلال، وانتشرت دعوات شعبية للزحف المكثف، لتحرير القرى الحدودية التي لا يزال فيها جيش الاحتلال: كفركلا، العديسة، رب الثلاثين، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا وعيترون.

وسارت مسيرات داعمة في الضاحية الجنوبية احتفالاً بعودة الاهالي قراهم الجنوب. كما سارت مسيرات داعمة في بعلبك.

ووصف حزب الله ما جرى بأنه مشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطها شعب المقاومة العظيم، المتجذر في ارضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الامين لسيادة الوطن والذي لا ينحني امام اي تهديد او عدوان.

شريط العودة

 ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة لوقف إطلاق النار تجمعات لعدد من الاهالي الذين وصلوا الى العديد من الأحياء الآمنة في بلداتهم الجنوبية سيرا على الاقدام،  فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على أمن الوافدين. وفتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري - بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد إصرار الأهالي على العبور، وكذلك فعل اهالي بلدة يارون برغم اطلاق النار عليهم. 

  ولكن اقفلت قوات الاحتلال مداخل بعض القرى مثل حولا وميس الجبل وطلوسة وتوغلت فيها، بعد ان اطلق جنود الاحتلال النار على المواطنين في كفركلا وحولا والقت المحلقات عليهم القنابل ما ادى الى ارتقاء شهيد في حولا واصابة 10 لبنانيين في بلدات برج الملوك وكفركلا وحولا ووادي السلوقي في إطلاق نار العدو. لكن الاهالي وقفوا بمواجهة دبابات الاختلال ورفع بعضهم صور الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله ما يعكس ارادة التحدي للإحتلال. 

  وقطع الاحتلال الطرقات المؤدية الى عدد من قرى القطاعين الاوسط والشرقي.وخطف اثنين من المواطنين دخلا الى بلدتهم حولا.كما اطلق النار على احد المواطنين في بلدة عديسة واصابه بجروح. وفي السياق، وصل عدد من اهالي الخيام إلى المدينة.

 ودخل أهالي بلدة عيتا الشعب بسياراتهم إلى قريتهم ولكن الجيش اللبناني منع الاهالي من دخول بلدة الطيبة عند مدخل القنطرة بسبب وجود جيش الاحتلال الاسرائيلي على بعد كلم واحد من الحاجز. كما دخل اهالي بيت ليف وحانين الى قريتهم.

كما تراجعت قوات الإحتلال الإسرائيلي إلى أطراف عيترون الشرقية بعد تقدم الأهالي إليها.واطلقوا النار على العائدين ما ادى الى سقوط عدد من الاصابات.

 ولاحقا اطلق الاحتلال رشقات نارية إسرائيلية في محيط تواجد المدنيين في بلدة مارون الراس وتم تسجيل إصابات جديدة في ميس الجبل جراء اطلاق الجيش الإسرائيلي النار في اتجاههم.

واكد العائدون اصرارهم على شاشات التلفزة على حماية قراهم وتمسكهم بالارض والسعي لتحريرها اذا استمر الاحتلال متواجدا فيها.

وابدت قوات اليونيفيل استعدادها للمساعدة في الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين أثناء عودتهم إلى قرى الجنوب.

ووسّع الجيش اللبناني بعد ظهر أمس انتشاره في قرى الجنوب المحررة وواكب الاهالي في عودتهم الى قراهم. واكمل انتشاره في مارون الراس وعيتا الشعب، وفتح طريق عام الطيري - بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد مفاوضات دامت لقرابة النصف ساعة وإصرار الأهالي على العبور. فيما اعلن  إعلام إسرائيلي: أن القيادة الشمالية في الجيش تأخذ بعين الاعتبار خروج الأحداث في جنوب لبنان عن السيطرة. 

 ونتيجة المد البشري الجنوبي وضغط الاهالي واصرارهم على دخول قريتهم كفركلا فرّ جنود الاحتلال من امام الزحف الشعبي تاركين وراءهم آلية عسكرية، وغادرت دورية اليونيفيل البلدة. كما نقلت قوات الاحتلال آليات من موقع الجرداح المقابل للضهيرة. وذكر المتحدث بإسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي في بيان: انه «في الفترة القريبة سنواصل اعلامكم (للجنوبيين) حول الأماكن التي يمكن العودة إليها، ولحين الوقت، نطالبكم بالانتظار» في اطار تراجع الاحتلال عن بقاء احتلاله.

و صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: تواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب - بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة - مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة.تُجدد قيادة الجيش دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم.

وأضافت القيادة في بيان ثان: دخلت وحدات من الجيش إلى بلدة الضهيرة - صور ومناطق حدودية أخرى، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءه على المواطنين موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية.

 وبعد الظهر، أطلقت قوات الاحتلال النار على موكب من سيارات المواطنين على طريق علما الشعب – الضهيرة، ولم تقع أي إصابات. كما اقدم جنود الاحتلال على إحراق المنازل في حولا وإعتقال عدد من المواطنين بحجة «انهم يشكلون تهديدا»!ولاحقا تم العثور على جثمان المواطنة الشهيدة غضية السويد في منزلها الذي رفضت مغادرته في الضهيرة. وتواصلت عمليات البحث اليوم عن جثامين الشهداء في بلدة شيحين.

وأفادت معلومات أن البلدات التي دخل اليها الأهالي:كفرحمام – كفرشوبا – حلتا – الخيام – عين عرب – الوزاني – دير سريان – القصير – القنطرة – الطيبة – عدشيت القصير – بني حيان – طلوسة – محيبيب – عيناثا – بنت جبيل- ميس الجبل- جباب العرب – عيتا الشعب – رامية – بيت ليف  - اطراف مارون الراس ويارون- شيحين – الزلوطية – ام التوت – البستان – الجبين – يارين – الضهيرة – شمع – البياضة – طير حرفا – علما الشعب – الناقورة .

في حين لا يزال الجيش الاسرائيلي في اطراف كفركلا – عديسة – رب ثلاثين – مركبا – حولا – ميس الجبل – بليدا – عيترون. ومروحين.

لكن تمكن العشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا من الوصول سيرا على الاقدام الى الاحياء الغربية للبلدين بعد تخطي حواجز الحيش اللبناني و امكنة قطع الطرقات من قبل الجرافات الاسرائيلية. وقرر عدد من الاهالي في بلدات مارون الراس ويارون وعيتا الشعب نصب خيم أمام منازلهم والمبيت فيها وعدم ترك البلدات.


المنشورات ذات الصلة