تصوير: "عباس سلمان"
في اليوم الأول بعدَ الستين، لم ينتظِر الجنوبيون أحداً، حرروا معظم قراهم في ظل تمنّع "إسرائيل" عن هذا الانسحاب، حيث انطلق أبناء الجنوب في زحف بشري للعودة إلى بلداتهم وقراهم بمؤازرة الجيش اللبناني وإجبار "الإسرائيليين" على الانسحاب منها، ووصل الزاحفون إلى المسافة صفر من المحتل،وسقط في صفوفهم عشرات الشهداء والجرحى، بينهم عسكريون من الجيش.
وأعلن البيت الأبيض في بيان مساء امس، أنّ “اتفاق وقف إطلاق النّار بين لبنان وإسرائيل، الذي تراقبه الولايات المتّحدة الأميركيّة، سيبقى ساري المفعول حتى 18 شباط المقبل”، مشيرًا إلى أنّ “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتّحدة ستبدأ أيضًا في مفاوضات في شأن عودة اللبنانيّين الذين تمّ أسرهم بعد 7 تشرين الأوّل 2023”. هذا من حهة.
من جهة ثانية، حرّكت عودة الاهالي الى قرى وبلدات الجنوب وما تخللها من عدوان "اسرائيلي" مباشر اوقع شهداء وجرحى، الاتصالات الديبلوماسية لتدارك ما حصل خوفا من اتساع رقعة المواجهات. وهذه الاتصالات ستستمر اليوم والبارز فيها لقاء صباحي بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر بعبدا.
وعقب صدور الموقف الاميركي صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الاتي:
تشاورت مع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الاميركي المولج رعاية التفاهم على وقف اطلاق النار.
وبعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، فان الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وامنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف اطلاق النار حتى 18 شباط 2025.كما تتابع اللجنة تنفيذ كل بنود تفاهم وقف اطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
يُضاف الى ذلك، وبناء على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة الاميركية مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون "الاسرائيلية" والذين اعتقلتهم "إسرائيل" بعد السابع من تشرين الأول.
كذلك افادت مصادر مطلعة ان "حزب الله أبلغ المعنيين بأنه لا يُشارك في أي اتصالات داخلية أو خارجية بخصوص تمديد مهلة الـ 60 يوماً، وأنه متمسك بنص الاتفاق وضرورة انسحاب العدو من دون أي تأخير".
كما اشار "الحزب" الى انه ليس في وارد الدخول في أي نوع من التفاوض الجديد، وأن على الدولة اللبنانية وفرنسا والولايات المتحدة أن تلزم العدو بتنفيذ الاتفاق".
اما في الملف الحكومي ، فيجري الرئيس المكلف نواف سلام اتصالات بعيدة من الاضواء لحسم التشكيلة الحكومية، وهو زار الرئيس عون امس ويتوقع ان يزوره غداً لاعلان مراسيم الحكومة العتيدة خلال 48 ساعة والمؤلفة من 24 وزيراً بلا حزبيين، بحسب ما كشفت اوساط مقربة من سلام .
كما اضافت الأوساط "ان لقاء الرئيس المكلف نواف سلام مع الرئيس نبيه بري السبت اتسم بالايجابية والاستعداد للتعاون التام".