عاجل:

تاج صيف الـ 2025 لماذا بعلبك؟ (خاص)

  • ١٥٧

خاص- "ايست نيوز" - بعد انتخاب العماد جوزف عون وموجة الامل التي عمت الوطن بأسره بدأت لجان المهرجانات الدولية الاستعداد لبرنامج صيف العام 2025 وبدأت تتسرب المعلومات عن عودة الفنانين والفرق العالمية الى لبنان هذا الصيف اضافة الى الفنانين العرب واللبنانيين. 

ولكن هذا الصيف من المفترض أن يكون لأم المهرجانات اللبنانية "مهرجانات بعلبك الدولية " الحضور الابرز وذلك للأسباب الاتية:

اذا عدنا تاريخيا الى المحطات المفصلية في تاريخ لبنان والتي غالبا ما تكون مترافقة باحداث امنية كنا نرى الاعمال التي تقدم مباشرة بعد تلك الاحداث في مهرجانات بعلبك الدولية وكانها مراة لما حصل ولكنها كانت تقدم لأيضا الحل  للازمات في الايام الاتية ونقصد هنا تحديدا الاعمال الرحبانية الخالدة. 

فعلى سبيل المثال لا الحصر اتت الاعمال الرحبانية بعد ثورة العام 1958 في بعلبك وكأنها تأكيد على نهائية الكيان اللبناني والولاء لجيشه فقط وهذا الامر كان واضحا من خلال عمل عودة العسكر ( الذي عرض ايضا في سينما الكابيتول في بيروت وحاول منعه يومها الحزب السوري القومي) والذي كان يمجد الجيش اللبناني ويحاكي قصة "سالم" البطل الي لا زال حيا حتى اليوم في كل حادث يترافق مع استشهاد معين. 

وبعد العام 1967 أو ما يعرف بنكسة ال67 أتت المهرجانات لتجسد حقيقة النضال من أجل الحق فكانت جبال الصوان المسرحية الرحبانية التي ترجمت واقع المقاومة والاستشهاد من اجل الارض في وجه الظالم. 

وفي العام 1975 اندلعت الحرب اللبنانية بعدما كان مقررا ان تعرض مسرحية ايام اليسا في موسم العام 1975 في مهرجانات بعلبك الدولية فانطفأت اضواء القلعة الى ان عادت مع عودة الحياة في العام 1994 أما العودة الفعلية فكانت مع عودة السيدة فيروز في العام 1998 التي أعادت مقتطفات من مسرحيات سابقةعرضت في بعلبك (البعلبكية وجسر القمر وناطورة المفاتيح وجبال الصوان) ويومها اثبت المعلم الكبير منصور الرحباني كم كان على حق الى جانب شقيقه الراحل عاصي الرحباني عندما رسما لنا وطنا في منتهى الجمال ولكننا كنا عاجزين عن تحقيقه وذلك في أغنية السيدة فيروز "اخر مرة غنيتلك" التي أدتها في نهاية تلك الليالي الساحرة التي زينها قمر مدينة الشمس.

اما في العام 2006 فكانت عودة السيدة فيروز الى بعلبك من خلال اعادة تقديم مسرحية "صح النوم" التي كانت قد عرضت في بداية السبعينيات في معرض دمشق الدولي ولكن تزامنت ليلة الافتتاح مع اندلاع حرب تموز وكان ما كان... 

أما اليوم وبعد كل الازمات والحروب التي عصفت بوطننا وبعد المقاومة الشرسة التي قادتها مهرجانات بعلبك الدولية برئاسة السيدة نايلة دوفريج منذ العام 2014فبات من  الطبيعي ان يكون صيف هذا العام في مهرجانات بعلبك الدولية مميزا وأن يحاكي ليس فقط ما مررنا به انما عليه أن يعطينا الامل بالغد الاجمل وان تجعلنا ليالي بعلبك هذا الصيف نتمسك أكثر بلبناننا الذي نراه اليوم يولد من جديد بالرغم من بعض العثرات التي يحاول البعض زرعها في وجه العهد الجديد وأن تترصع هذه الليالي في صيف العام 2025 بنسمات رحبانية لكي يكتمل المشهد التاريخي اللبناني.

وبناء على كل ما تقدم فان مهرجانات بعلبك الدولية ليست كما غيرها من المهرجانات فهي صورة  لبنان الاتي كما كانت دائما وكما ستبقى في المستقبل "حكاية وطن لا يموت".

المنشورات ذات الصلة