إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
تأتي الشجاعة في أشكال متعددة وبالنسبة لأنس المدني فقد تمثلت الشجاعة في الجلوس في مكتبه في الطابق السادس الذي يطل على مبنى البرلمان في دمشق كل يوم عند الظهيرة. متسلحاً بحبوب لتهدئة قلبه وشاشة تعرض لقطات من كاميرات المراقبة على السلالم وجواز سفر في جيبه طوال الوقت كان أنس مؤسس ومنسق الأغاني في إذاعة نجوم إف إم يبدأ بهدوء البرنامج الأكثر شعبية في المحطة بعنوان "ضد الفساد" الذي يستهدف السياسيين ورجال الشرطة والقضاة وحتى كبار رجال النظام.
قال الرجل البالغ من العمر 54 عاماً: "كنت أستعد كل يوم لاستدعائي إلى المخفر وكان يراودني كابوس الاعتقال".
ومن المفارقات أن الفساد هو الذي أنقذه فقد دفع مبلغاً شهرياً قدره مليون ليرة سورية لمسؤولي النظام لإبقائه خارج الزنازين، هذا بالإضافة إلى حرصه على عدم التلفظ بكلمات "بشار الأسد" وهو ما كان سيشكل انتحاراً.
وحتى مع رحيل الأسد لا يزال أنس يظهر على الهواء كل يوم في الساعة الثانية عشرة ليكشف عن الفساد، والسؤال الكبير هو إلى أي مدى سيتسامح حكام سوريا الجدد مع الانتقادات التي ستوجه إليهم ؟؟