عاجل:

سلام متمسك بصلاحيات التأليف.. و«فيتو أميركي» على توزير حزب الله (اللواء)

  • ٢٣

لليوم الخامس على التوالي، بقي الوضع على سخونته في الجنوب، والوضع الحكومي في غرف العناية الفائقة، لإعادة بناء التوليفة الوزارية بأسماء واختصاصات، تتلاءم مع المعايير الأربعة التي وضعها الرئيس المكلف امس الاول لدى خروجه من قصر بعبدا.

وعلى الرغم من التأخير في صدور مراسيم التأليف، بما يراعي مواد الدستور، فإن الرئيس المكلف ينتظر من الكتل النيابية اسماء اضافية ليتسنى له حسن الاختيار، من دون الانتقاص من حق اي كتلة او تجاوز المعايير الموضوعة للتأليف.

وحسب المعطيات المتوافرة، فإن عقدة وزارة المال هي أم العقد، بعد اللغط حول توزير النائب السابق ياسين جابر.

وتضيف المعلومات، ان الاسماء التي طرحها حزب الله لعدد من الحقائب تحتاج الى تدقيق، وطلب تزويده بأسماء اضافية.

وتتحدث المعلومات ان الرئيسين يسعيان ليكون وزيرٌ من كل طائفة، لا يرتبط بأي كتلة، لا سيما الطوائف الكبرى، فيترك للكتل تقديم اسماء لتعيين اربعة والخامس يقترحه الرئيس المكلف أو رئيس الجمهورية.

واجتمع الرئيس المكلف مساء الاربعاء الماضي، بعد عودته من بعبدا، مع النائب علي حسن خليل (امل) والحاج حسين خليل (حزب الله)، للبحث في المتغيرات، وحيثيات تسمية جابر للمالية.

كما اجتمع امس للمرة الثانية مع «الخليلين» للتداول في المستجدات المتعلقة بالاسماء.

ونُقل عن الرئيس المكلف قوله أمام زواره: لن اعتمد على الاسماء التي ترسل لي. أنا «بنقّي» وخياراتي هي شخصيات لا روابط حزبية سياسية لها.

ونقل عنه انه يريد حكومة اقتصادية من اكاديميين معروفين، واختار بعضهم من اساتذة في الجامعة الاميركية او اطباء في المستشفى التابع للجامعة.

وقال الرئيس جوزاف عون ان ليس هناك من «اقلية واكثرية» بل كفاءات، داعيا الجميع للمشاركة في مؤسسات الدولة، وممنوع الخلاف بين الناس الى اي عرق او طائفة انتموا.

وفي وقت، يصل فيه الى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم، في اطار التحرك العربي الداعم للبنان،من المتوقع ان يعود الى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان خلال 48 ساعة، في زيارة دعم للعهد الجديد وربما مسعى لتسهيل تشكيل الحكومة. كما يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم الجمعة حاملاً رسالة دعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون.

كما تزور لبنان الدبلوماسية الاميركية مورغان اورتاغوس خليفة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعدما عينتها في المنصب ادارة الرئيس دونالد ترامب. وهي نائبة المبعوث الاميركي الخاص للسلام الى الشرق الاوسط، ورئيسة للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية، وقد شغلت منصب الناطقة باسم وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.ومن اشد المؤيدين للكيان الاسرائيلي.

ومن زوار بيروت اليوم، مساعد وزير الخارجية الخارجية الايرانية الدكتور وحيد جلال زاده، ويلتقي وزير الخارجية عبد الله بو حبيب عند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر. فيما وصلت رسالة اميركية الى لبنان بموقف مستشار الرئيس دونالد ترامب مسعد بولس دعا فيها الى عدم تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة».

وأجرى الرئيس المكلف نواف سلام اتصالاً هاتفياً بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان للاطمئنان على صحته متمنياً له الشفاء العاجل.وكانت مناسبة لاستعراض الأوضاع العامة والتأكيد لسماحته ثباته على المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة.

ولكثرة الطلبات والشروط والضغوط الاميركية على لبنان والعهد الجديد والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، حول تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار المُمدّد بطلب اميركي، وحول تشكيل الحكومة الجديدة، تسرّبت شكوك الى اوساط سياسية وشعبية من ربط تشكيل الحكومة، بتسهيل تسريع انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الجنوبية التي ما زال يتواجد فيها، لا سيما بعد وضع «المعايير المتشددة» التي تستبعد السياسيين لا سيما من ثنائي المقاومة امل وحزب الله عن التركيبة الحكومية، وبعد الكلام الاميركي الصريح من اكثر من سيناتور ومسؤول بعد تكليف الرئيس نواف سلام عن ضرورة «منع حزب الله من السيطرة على قرار الحكومة».

وقد أقرّ نائب مستقل على تواصل مع الدول «الراعية» للوضع اللبناني بهذا التدخل والضغط الاميركي بقوله لـ «اللواء»: كلام المسؤولين الاميركيين صحيح، وببساطة فالاميركي لا يريد حزب الله في الحكومة ولا في القرار السياسي، وهذا يسبب مشاكل داخلية نظرا للتركيبة اللبنانية! ولذلك ايضا يعتقد النائب المذكور ان تشكيل الحكومة متأخر ولو قليلاً بسبب التعقيدات القائمة.

وما زاد الشكوك تلكؤ لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ورئيسها الاميركي الجنرال جاسبر جيفرز في وقف ممارسات الاحتلال واعتداءاته اليومية على قرى الجنوب وعلى الاهالي العائدين، وصولا الى تنفيذ غارات جوية تدميرية بعيداً عن خط الحدود كما حصل قبل ايام بالغارات على النبطية وزوطر، ما أوقع العديد من الشهداء والجرحى المدنيين.

هذا الربط بين تشكيل الحكومة وضبط وضع الجنوب بنظر المشككين بالنوايا الاميركية، يعود الى رغبة الادارة الاميركية في ترتيب البيت اللبناني سياسياً وامنياً وحتى اقتصادياً ومالياً بما يُلبّي اهداف الولايات المتحدة في المنطقة كلها، والتي تسعى لتنفيذها تدريجيا حيث امكنها وفي الخاصرات الرخوة، فوجدت في لبنان الخاصرة الاكثر رخاوة نظرا لطبيعة المشاكل فيه على كل المستويات، وحاجة البلاد والعباد الى اي دعم او مساعدة تنتشلهم من الاوضاع الصعبة التي يعيشونها، بينما لازالت الادارات الاميركية المتعاقبة تحبس عن لبنان الدعم المطلوب مستخدمة سيف العقوبات، وبخاصة في قطاع الكهرباء ومنع استجرار الغاز من مصر.

وفي خطوة توضيحية وتراجعية وتحذيرية نفى التيار الوطني الحر ان يكون طالب بحقائب بعينها أو بعدد من الوزارات، وطالب بأن تُعتمد المبادئ نفسها في تأليف الحكومة بالنسبة الى سائر الكتل والقوى السياسية.

ونصح التيار الوطني، كل الجهات المنخرطة في عملية تأليف الحكومة باعتماد الواقعية اللازمة من دون التنازل عن أيٍّ من المبادئ الحاكمة في الدستور والصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية والحكومة والوزراء وعدم الإنجرار الى مغامرات قد تودي بالبلاد الى الهلاك او تسبّب للعهد إنتكاسة غير مرغوبة أبداً، خاصةً وأن عملية تأليف هذه الحكومة بالذات أمر سهل إذا إعتمدت العدالة وحسن التدبير والتعاطي السوِّي.


المنشورات ذات الصلة