عاجل:

ما بين نفقي "التوقيت اللبناني" والتوقيت "الأميركي" سيناريوهات "همايونية"! (خاص)

  • ٤١

خاص"ايست نيوز" - عكست التسريبات المتناقضة حول " التشكيلة الحكومية" من الداخل والخارج آفاقا جديدة لا يمكن تجاهلها وخصوصا انها فتحت الابواب على مجموعة من الاسئلة المنطقية  حول أبعاد ما يحصل وخفايا المرحلة الحالية وتلقي الظلال على ما هو مرتقب من تطورات المرحلة المقبلة.

على هذه الخلفيات يستفيق اللبنانيون بتوقيتهم المحلي على مجموعة من السيناريوهات والأخبار التي توحي بالتفاؤل وتبشر بقرب ولادة التشكيلة الحكومية المنتظرة  على وقع تأكيد الرئيس المكلف تبنيه شخصيات أثير الجدل من حولها بغية إبعادها عنها واصراره على انه هو من اختارها على خلفية كفاءتها بعيدا من اي التزام سياسي او مذهبي او حزبي او مناطقي اريد ان يزج به فيها. ومن بين هؤلاء  الوزير والنائب السابق ياسين جابر المرشح ليكون وزيرا للمالية في الحكومة العتيدة. ليناموا لاحقا على ما سمي برسائل اميركية وغربية، اطلقت بتوقيت واشنطن  تقول"ان واشنطن تضغط لابعاد وزراء محسوبين على "حزب الله" او حلفائه لبعض الحقائب ومنها المالية.

 وتزامنا مع النقاش حول هذه  المؤشرات المتناقضة في الشكل والمضمون، والتي تلاقت على طرفي نقيض  إن تم حصرها بموضوع جابر وحقيبة المالية تصر إحدى الشخصيات الشيعية "المستقلة" لتقول انه لامر مضحك ومستغرب الى الحدود القصوى أن اصبح الرئيس الاميركي دونالد ترامب "واليا" على لبنان لدرجة انه سيهتم بالاضافة الى تكوين إدارته الاميركية الجديدة، سيتفرغ للاهتمام بالشأن اللبناني. وأنه سيتدخل لجهة تزخيم عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع حقائبها على الطوائف والمذاهب اللبنانية. كما انه سيهتم لاحقا بالتعيينات الادارية والعسكرية والامنية والقضائية ويوزعها مناصفة بين المسلمين والمسيحيين  في محاولة منه لاستغلال التحولات التي شهدتها المنطقة قياسا على ما انتهت اليه حربي غزة ولبنان وما شهدته الساحة السورية من انقلاب لم يكن ينتظره احد في ايام معدودة عدا عن مظاهر تفكيك المقاومة العراقية بمظاهرها غير الشرعية وما أصاب إيران من هزات نتجت عن الضربات الاسرائيلية على قطاعات حيوية وما اصاب انتشارها في المنطقة ما بين لبنان وسوريا والعراق.

وعليه، أضافت هذه الشخصية في قراءتها للمناقشات الجارية ان مثل هذه السيناريوهات وإن ظهرت صدقيتها "الهمايونية" فهي تتلاقى مع رؤية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام طالما انه هو من يختار الوزراء في الحقائب الاساسية على خلفية كفاءتها بعيدا من اي انتماء او أي توصيف آخر لأشخاصهم  بعيدا من اي اسباب اخرى يمكن ان تعيق ايا من هذه الخطوات المنتظرة حكوميا.وان قيل ان سلام  مقتنع باستبعاد حزب الله عن الحقائب الأساسية المتصلة بملفات الانماء والاعمار وتلك العسكرية والأمنية فإنه لن يخطىء في اختياره للوزراء من البيئة غير الحزبية "الفاقعة" ووزارة المالية من بينهم لا بل هي الاكثر أهمية من بين نظيراتها الحكومية.

وتنتهي هذه الشخصية الى القول بأن رفض اي دور ومهمة توكل الى "حزب الله" سياسيا وعسكريا لا يمنح  "حلف الناتو" حق التدخل وتقرير خيارات ومصير اللبنانيين وهي أمور تسلب مجددا سيادة لبنان وتكرس الوصاية عليه مجددا بكل مظاهرها السيادية وغير السيادية. وتستطرد لتقول ان أهم ما يجب تحاشيه في هذه المرحلة الدقيقة الابتعاد عن كل مظاهر الكيدية السياسية الانتقامية التي بدأت تطل بقرنها من مرحلة التكليف الى مسار التأليف لانها لا تخدم لبنان الذي أثبت التاريخ والتجارب التي شهدها بأن لبنان  لا يُحكم إلا بتعاون وتكافل وتضامن أبنائه بمختلف أطيافهم وأن اي خطوة تؤدي الى اقصاء او استبعاد اي مكون لن تفيد الساقين إليها ،لا بل فانها ستاخذ البلد الى التعطيل والهلاك مجددا.

المنشورات ذات الصلة