تأرجح التوقعات حول موعد ولادة الحكومة في ظل استمرار محاولات تفكيك العقد امام تشكيلها، ومواصلة الرئيس المكلف نواف سلام مشاوراته لانجاز التشكيلة الحكومية بنسختها النهائية قبل اعلانها بعد التشاور مع رئيس الجمهورية.
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ»الديار « من مصدر مطلع، فان سلام في صدد تفعيل التفاوض مع بعض الكتل النيابية بعد الاتفاق الذي جرى بينه وبين الثنائي الشيعي اول امس على التفاصيل المتعلقة بالحقائب والاسماء، وتاكيد تثبيت اسناد وزارة المال للنائب والوزير السابق ياسين جابر واستبدال بعض الاسماء التي كانت مطروحة باسماء اخرى قدمها الثنائي ومنها اسم وزير الصحة الذي كان الرئيس المكلف اقترح ان يكون من خريجي الجامعة الاميركية.
واضافت المعلومات ان سلام طلب درس اسم احد الوزراء الخمسة، قبل الموافقة عليه من دون ان يشكل هذا التريث عائقا للاتفاق الذي حصل.
وعلمت «الديار» ان الرئيس المكلف وضع رئيس الجمهورية خلال زيارته لقصر بعبدا مساء اول امس بعيدا عن الاعلام في اجواء الاتفاق المذكور وما توصل اليه في مشاوراته مع اطراف اخرى، مستمهلا انجاز التشكيلة النهائية بانتظار استكمال مشاوراته.
ووفقا للمعلومات، اكد الرئيس عون على اهمية استكمال هذا المنحى لانجاز التشكيلة الحكومية باسرع وقت، مشددا على ان تكون الحكومة كتلة متنوعة تمثل سائر مكونات البلاد.
وقال المصدر المطلع ان اجواء لقاء سلام مع النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل ظهر اول امس اتسم بالمرونة والايجابية في التعاطي مع الاسماء وانه ابقى على الحقائب المطروحة للثنائي كما هي.
ولفت الى ان سلام لم يضع فيتو على الوزير جابر الذي يتوافق مع الشروط التي حددها لجهة انه غير حزبي وليس نائبا او مرشحا للنيابة، ويملك الكفاءة والمواصفات التي تؤهله ليكون وزيرا للمال، عدا عن خبرته وعلاقاته الجيدة للغاية مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالاضافة الى علاقاته الخارجية.
وقال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ»الديار» : « من البداية لم نكن العقدة بوجه تاليف الحكومة، وبعد اللقاء الاخير مع دولة الرئيس المكلف نؤكد ان العقدة ليست عند الثنائي الوطني امل وحزب الله»، لافتا الى « ان ما جرى برهن حرصنا على تسهيل تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن، وانه على عكس ما يصور البعض فان ما سمي بعقدة تمثيل الثنائي كانت اسهل من باقي العقد «.
وامل المصدر بان « تكون الامور ميسرة لولادة الحكومة قريبا «، مشيرا الى ان هناك ظروفا داخلية وخارجية ضاغطة تفترض تاليفها باسرع وقت ممكن.
وفي هذا السياق قال مصدر سياسي مطلع لـ»الديار «: ان المعلومات المتوافرة لديه تفيد بان ولادة الحكومة مرجحة الاسبوع المقبل لا سيما بعد الاتفاق بين الثنائي الشيعي والرئيس سلام على التفاصيل، وان الرئيس المكلف سيفعل عملية التفاوض مع الاطراف الاخرى بنفس الروحية خلال الساعات المقبلة».
واضاف « هناك امكانية لتسريع تاليف الحكومة وولادتها مطلع الاسبوع او قبل نهايته في ابعد تقدير، لكن الامر مرهون بنتائج استكمال سلام مفاوضاته مع الاخرين وابرزهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، بالاضافة الى حسم التمثيل السني».
ولفت انه في حال لم تؤلف الحكومة الاسبوع المقبل فان هناك مخاوف جدية من ان تصعب مهمة سلام، وهذا ما لا يريده الرئيس المكلف او رئيس الجمهورية.