عاجل:

صفقة ترامب - نتنياهو: وقف الحرب مقابل التطبيع (الأخبار)

  • ٢٦

قُبيل مغادرته، أمس، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيناقش مع دونالد ترامب «قضايا استراتيجية تشمل الانتصار على حماس، وإعادة جميع المختطفين، ومواجهة محور إيران»، مُعتبراً أن «العمل المشترك مع ترامب يمكن أن يعزّز أمن إسرائيل ويوسّع دائرة السلام». ورأى نتنياهو أن هذا اللقاء يحمل أهمية خاصة، موضحاً أن قرار الرئيس الأميركي أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أول زعيم أجنبي يجتمع به «يعكس قوة التحالف والعلاقة بيننا، وهي العلاقة التي أدّت إلى اتفاقيات أبراهام». كما أعلن مكتب نتنياهو أن اللقاء المقرّر غداً في «البيت الأبيض»، سيركّز أيضاً على «الوضع في غزة وقضية المحتجزين».

وفتحت إشارة نتنياهو إلى «توسيع السلام» و»اتفاقيات أبراهام» التطبيعية، النقاش في إسرائيل حول الموضوع الأساسي الذي سيحضر على طاولة ترامب – نتنياهو الثلاثاء، خصوصاً أن هذه التلميحات تُضاف إلى إجراء لافت اتّخذه الأخير في ما يتعلّق بالوفد الإسرائيلي المفاوض حول غزة، إذ أشارت «القناة 12» الإسرائيلية إلى أن تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، على رأس فريق المفاوضات، بدلاً من رئيس «الموساد» ديفيد برنياع، «يعكس تحولاً من التركيز الأمني إلى الدبلوماسي»، موضحةً أن «الهدف لم يعد محصوراً باستعادة الأسرى، بل يتعداه إلى إنهاء وجود حماس في غزة»، معتبرةً أن «نتنياهو بحاجة إلى ديرمر – الذي يحظى بتقدير إدارة ترامب – لإدارة مفاوضات سياسية معقّدة». ونقلت القناة عن مصدر مطّلع قوله إن «إسرائيل مستعدّة لمواصلة وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكنها لن تُنهي الحرب من دون ضمان ألا تحكم حماس غزة».

من جهته، صحّح المحلل السياسي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، التكهّنات السابقة حول دوافع نتنياهو إلى تعيين ديرمر رئيساً للفريق التفاوضي، قائلاً: «المحلّلون كانوا على خطأ. لم يقم بيبي (نتنياهو) بإبعاد برنياع من منصب رئيس فريق التفاوض لإطلاق سراح الأسرى من أجل تأخير الصفقة وتخريبها، بل لأن ترامب وفريقه يريدان تسريعها وتوسيعها إلى ترتيب إقليمي مع السعودية»، في إطار المساعي الإسرائيلية لربط ملف غزة بالتطبيع في المنطقة. أما قناة «كان» العبرية، فكشفت أن «نتنياهو تحدّث مع زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم حول إمكانية تحقيق تقدّم كبير في محادثات التطبيع مع السعودية».

ويرغب نتنياهو، الذي يخطّط لقيادة التحرك مع السعودية – بحسب القناة – في «تجنيد شركائه في الائتلاف الحاكم لتقديم تنازلات مقابل إحراز تقدّم في محادثات التطبيع، وهو ما يُنظر إليه على أنه فرصة تاريخية». ويهدف رئيس الحكومة في المرحلة الأولى إلى «تقليص التهديدات التي تواجه مستقبل الائتلاف، والتي ظهرت أخيراً، وإزالتها عن الطاولة (...) ويخطّط بعد ذلك لاستكمال عملية التطبيع، والتي من المتوقع أن تتم على مراحل وتستغرق وقتاً». وفي الاتجاه نفسه، رأت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن إسرائيل قد تكون في طريقها نحو اتفاق سياسي واسع «أقدامه في غزة، ورأسه في السعودية». ووفق الصحيفة نفسها، فإن المحادثات حول المرحلة الثانية لن تُدار كما جرت العادة، «إنما ستدار هذه المرة من البيت الأبيض». ولفتت إلى أنه «من المتوقع أن يتحدّث ويتكوف مع رئيس الوزراء القطري، ومسؤولين آخرين مصريين، وبعدها يُحدد موعد سفر الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات».

في المقابل، شدّد رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، خلال لقائه وزير الخارجية التركي، أمس، على «ضرورة بدء مفاوضات المرحلة الثانية بين إسرائيل وحماس يوم الإثنين» (بعد حلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى للصفقة)، وهو ما سيحدث، لكنّ الاجتماعات ستنطلق هذه المرة من واشنطن - بينما كانت دائماً ما تنطلق في الدوحة أو القاهرة -، بمشاركة نتنياهو والمبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الذي وصفتْه «القناة 12» بـ»رجل الأعمال المعتاد على إبرام الصفقات». كما أشارت القناة نفسها إلى أن تولّي ويتكوف مهامه أدّى إلى «تغيير ملحوظ في إدارة المفاوضات مع الوسطاء ومع حماس»، وتوقّعت أن يعمل ويتكوف بأسلوب «دبلوماسية التنقّل»، خاصة بين إسرائيل وقطر، حيث سيلتقي المفاوضين الإسرائيليين في واشنطن، بينما سيلتقي الوسطاء القطريين والمصريين في الدوحة.


المنشورات ذات الصلة