عاجل:

"يستحق ذلك الثمن الذي يجب دفعه".. ترمب: فرض الرسوم الجمركية لو كان مؤلماً سيجعل أميركا عظيمة

  • ١٦

أقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن مواطنيه قد يشعرون "بألم" اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين الرئيسيين، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأميركية "يستحق هذا الثمن".

ووقّع ترمب السبت قراره الذي سبق أن أعلنه بفرض رسوم جمركية نسبتها 25 في المئة على المكسيك وكندا، رغم اتفاق التجارة الحرة الذي يربط واشنطن بالبلدين، فيما فرض على الصين رسوما جمركية إضافية نسبتها 10 في المئة.

وجاء الإعلان في ختام أسبوع ثان لافت لولاية ترمب الجديدة. 

وتعد كل من الصين والمكسيك وكندا من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتعهدت الدول الثلاث اتّخاذ خطوات انتقامية لدى دخول الرسوم الجمركية حيز التطبيق الثلاثاء.

وكتب ترمب على موقعه للتواصل الاجتماعي تروث سوشال “هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا)”. وأضاف “لكننا سنجعل أميركا عظيمة مجددا، ويستحق ذلك الثمن الذي يجب دفعه”.

وفي وقت سابق، قال ترمب،لأحد، إنّه "سيجري محادثات صباح الاثنين مع رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ومع الحكومة المكسيكية، بعد فرضه الأحد رسوما جمركية بنسبة 25% على منتجات من كلا البلدين. وقال ترمب للصحافة “لقد فرضنا تعريفات جمركية لأنهم مدينون لنا بكثير من المال. أنا متأكد من أنهم سيدفعون”.

كما أكد ترمب الأحد أن المنتجات الأوروبية ستكون “قريبا جدا” مستهدَفة بدورها برسوم جمركية. وقال للصحافة “إنهم يستفيدون منا حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار. إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات، ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة”، مضيفا “ليس لدي جدول زمني لكن الأمر سيحدث قريبا جدا”. 

 وكان ترمب يعتبر الغضب الناجم عن ارتفاع الأسعار من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى فوزه في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي مسعى للحد من ارتفاع أسعار الوقود، حدد ترمب الرسوم على واردات الطاقة من كندا بعشرة في المئة فقط.

وبرر ترمب إجراءاته “الطارئة” بالهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

لكنه عبّر عن امتعاضه الأحد أيضا من العجز التجاري الذي لطالما اعتبره مؤشرا الى التعامل مع الولايات المتحدة بشكل غير منصف.

وقال “هناك عجز كبير بين الولايات المتحدة الأميركية وكل من كندا والمكسيك والصين (وكل البلدان تقريبا!) التي تدين (للولايات المتحدة) بـ36 تريليون دولار. لن نكون +البلد الغبي+ بعد الآن”.

وأضاف أن صحيفة “وول ستريت جورنال” التي اشتكت هيئة تحريرها اليمينية الجمعة من أن ترامب يشن “الحرب التجارية الأغبى في التاريخ”، “تعمل جاهدة لتبرير.. عقود من الاحتيال على أميركا”.

وفي منشور آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، استهدف ترمب كندا خصوصا، مكررا دعواته إلى جعل الجارة الشمالية لبلاده ولاية أميركية.

وإذ أشار إلى أن الولايات المتحدة تدفع “مئات مليارات الدولارات لدعم كندا”، قال ترمب “من دون هذا الدعم الهائل، لما كانت كندا موجودة كدولة قابلة للحياة”. 

وأضاف “لذلك، على كندا أن تصبح ولايتنا الـ51 الغالية”، مكررا تهديداته لأحد أبرز حلفاء بلاده.

وبحسب مكتب الإحصاء الأميركي، بلغ العجز التجاري في السلع مع كندا العام الماضي 55 مليار دولار فحسب.

وتعهّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو السبت أن ترد بلاده بفرض رسوم نسبتها 25% على سلع أميركية معيّنة بقيمة 155 مليار دولار كندي (106,6 مليارات دولار أميركي)، على أن تفرض أول جولة من الرسوم الثلاثاء تليها الثانية في غضون ثلاثة أسابيع.

وأعلن حكام عدد من المقاطعات الكندية بالفعل عن إجراءات انتقامية، على غرار وقف شراء الخمور الأميركية فورا.

ولم يعلن البيت الأبيض بشكل واضح الخطوات المحددة التي يمكن للبلدان المعنية اتّخاذها لرفع الرسوم.

وقالت سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة كيرستن هلمان لشبكة “إيه بي سي نيوز” الأحد “يصعب معرفة ما الذي علينا القيام به أكثر من ذلك، لكننا منفتحون بكل وضوح على أي مقترحات أخرى”.

ولفت ترودو الذي توجه إلى فلوريدا للقاء ترمب بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الى أن مساعيه للتحدث مع الرئيس الأميركي مرة أخرى بعد تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير لم تكن مجدية.

في الأثناء، أكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أنها وجّهت وزير الاقتصاد في حكومتها بـ”تطبيق الخطة ب” التي تتضمن تدابير غير محددة بعد “تقوم على (فرض) الرسوم وغير ذلك”.  

وأكد الاتحاد الأوروبي الذي تعهّد ترمب أيضا فرض رسوم عليه، أنه “سيرد بحزم”.

وتأتي إجراءات ترامب الجذرية في مجال التجارة بعد مساعي إدارته الجذرية أيضا، بهدف إدخال تغييرات كبيرة على الحكومة الفدرالية في أول أسبوعين له في السلطة.

المنشورات ذات الصلة