رأى الخبير في الشؤون الاميركية الأستاذ سام منسى أنه ليس هناك أي نقاش حول شكل ومضمون العلاقات الشخصية بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, وإن وجدت بعض التباينات فهي شكلية وتكتية طالما أنهما يلتقيان في كل ما هو استراتيجي. معبرا عن اعتقاده بأن للادارة الاميركية الحالية قلب وعقل اسرائيلي ولن تراع المصالح العربية.
وفي حديث لموقع "ايست نيوز" قال منسى ان العلاقة بين ترامب ونتنياهو لا تدعو الى العجب وخصوصا على الصعيد الشخصي. ويمكن ان تكون هناك تباينات في بعض العناوين، ولكن ما يربطهما هو النظرة الى المنطقة والى العمل السياسي. ولذلك ان ما يجمعهما أنهما يعبران عن نظرة شعبوية عنيفة ومتطرفة. والى هذا الجامع بينهما هناك توافق على الخطوط العريضة بينهما بالنسبة الى القضايا التى تهم البلدين وهي شاملة وموسعة تعني الدولتين والمنطقة والعالم.
اضاف: اليوم امام ترامب ونتنياهو عدد من المعضلات، أبرزها مستقبل غزة ومصيرها بعد وقف إطلاق النار وكيف ستستكمل عملية اطلاق الرهائن. وثانيهما وهي الاهم تلك التي ترتبط بمستقبل عملية السلام في المنطقة. فلنتنياهو نظرة توسعية استيطانية تتلاقى ونظرة ترامب الذي لا يستسيغ الدولة الفلسطينية ولم يتكلم يوما عن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولو كانت منزوعة السلاح إنما يريد صيغة معينة تحسن أوضاع الفلسطينيين اقتصاديا ولا ترقى الى مستوى تأمين حقوق الشعب الفلسطيني أي حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
أما بالنسبة الى الاتفاقيات الإبراهيمية يبدو واضحا ان ترامب يسعى لتوسيع هذه الاتفاقات، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، رغم وجود عقبات كبيرة أمام هذه العملية، خاصة بالنسبة لموقف الحكومة الإسرائيلية الحالية. ويبقى السؤال كيف يمكن لنتنياهو ا تقديم الحد الادنى لحقوق الفلسطينيين بما يرضي المملكة السعودية لتدخل معه في برامج التطبيع وخصوصا ان للمملكة شروطا نهائية في هذا الإطار قبل ان تقدم على أي خطوة.
ولجهة التحديات التي تتعلق بإيران وملفها النووي، والذي تعتبر اسرائيل تهديدًا وجوديا لها نتيجة ، فان ذلك سيبقى ملفا محوريا في المحادثات الاميركية الإسرائيلية. ومن المرجح أن يكون الخلاف بين ترامب ونتنياهو تكتيكيًا، مع تشديدهما المطلق على منع إيران من الحصول على سلاح نووي سواء عبر المفاوضات أو من خلال ضربة عسكرية.
اما حول تشكيك ترامب باستمرار الهدنة في غزة وانعكاس ذلك على لبنان اكد منسى أن ترامب يتبنى الموقف الاسرائيلي ، وما يصح على غزة يصح على لبنان . وما هو واضح ان ما جرى في غزة في يشير الى عملية وقف اطلاق النار من اجل تمرير صفقة تبادل الاسرى اما في في لبنان ما هو ظاهر ان الخطر باق على بعض القرى الجنوبية التى تبقى معرضة للاحتلال الا في حال ايقنت أن الجيش قادرا على ان يمسك بزمام الامور الامنية في الجنوب.
وفي الشان اللبناني حذر منسى من انهيار الهدنة بعد 18 شباط الا ان الخطر الجدي يكمن في استمرار الخلافات اللبنانية حول تفسير التفاهم والقرار 1701.
ويقول منسى ان المشكلة الكبرى بالنسبة الى اسرائيل هي ايران، فهي لم تعد تهتم لحزب الله في لبنان، ولا لحركة حماس في غزة ولا للوجود الايراني في سوريا وتوجهها الاساسي هو نحو "ايران النووية" علماًللادارة الاميركية الحالية هي قلب وعقل اسرائيلي ولن تراعي المصالح العربية.