عاجل:

ولادة حكومة العهد الأولى .. وسلام: الإصلاح طريق نهوض لبنان (الأنباء الكويتية)

  • ٣٤

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

أخيرا تصاعد الدخان الأبيض من القصر الجمهوري في بعبدا بولادة حكومة العهد الأولى للرئيس العماد جوزف عون برئاسة القاضي نواف سلام في وقت قياسي، نسبة إلى المدة التي استغرقتها عملية تأليف الحكومات منذ أكثر من عقدين ونيف.

وبعد تذليل كل العقبات أمام ولادة الحكومة بجهود من الداخل والخارج، حضر الرئيس المكلف سلام إلى قصر بعبدا واجتمع بالرئيس عون قبل أن ينضم اليهما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سئل لدى وصوله عما إذا صار «الفول بالمكيول»، فأجاب: «اي صار إن شاء الله». وبعد نحو عشر دقائق، غادر بري قائلا: «بركات مار مارون»، في إشارة إلى أن القديس مارون عشية عيده المصادف اليوم الأحد.

وبعد مغادرة الرئيس بري، تم استدعاء أمين عام مجلس الوزراء اللبناني محمود مكية إلى القصر الجمهوري، وهو إجراء بروتوكولي يسبق في العادة الإعلان عن أي حكومة جديدة.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف سلام وقعا مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيرا. كما وقع الرئيس العماد جوزف عون مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

رئيس الحكومة نواف سلام قال من بعبدا بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية إن «الإصلاح هو الطريق الوحيد لنهوض لبنان»، مؤكدا «الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومتابعة انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى آخر شبر بالتلازم مع إعادة الإعمار».

وأكد «السعي لاستكمال تنفيذ اتفاق الطائف والمضي في إصلاحات مالية واقتصادية وإقامة سلطة قضائية مستقلة».

وأضاف سلام: «أعلم أن اي تشكيلة يصعب أن ترضي الجميع في وقت واحد، لكن هذه التشكيلة ستكون فريقا يعمل بتجانس ويلتزم مبدأ التضامن الوزاري. والتنوع بين أعضائها لن يكون مصدر تعطيل لعملها بأي شكل من الأشكال، والحكومة لن تكون مساحة لمناكفات وصراعات ضيقة».

ودعي مجلس الوزراء إلى عقد جلسته الأولى قبل ظهر الثلاثاء 11 فبراير في قصر بعبدا، على ان تسبق الجلسة الصورة الرسمية التذكارية للحكومة.

وتقدم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بالتهنئة لتشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا لخلفه نواف سلام ولأعضائها التوفيق.

وقال: «إننا نحيي جهود الرئيس جوزف عون لإصدار الحكومة الأولى في عهده، ونتمنى مجددا أن يكون التعاون الكامل سمة المرحلة التي تتطلب الكثير من العمل لحل القضايا الكثيرة العالقة، وفي مقدمها انهاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب واستكمال تطبيق القرار 1701.

كما نتمنى للحكومة الجديدة التوفيق في متابعة الجهود الانقاذية التي ارست أسسها حكومتنا على مدى أكثر من ثلاث سنوات».

والراهن ان اتصالات مكثفة أسفرت عن حكومة العهد الأولى وصدور مراسيم تأليفها من القصر الجمهوري، قبل ساعات من اجتماع أركان الدولة اللبنانية في كاتدرائية القديس جرجس المارونية بوسط بيروت، للاحتفاء بالعيد السنوي للقديس مارون بقداس يترأسه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.

وكثف رئيس الجمهورية اتصالاته لحلحلة العقد وما استجد منها في الاجتماع الثلاثي للرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا قبل ايام، في إطار سعيه لتأمين صدور التشكيلة الحكومية، تمهيدا لإطلاق ورشة عمل ضخمة محليا على صعيد المؤسسات، وخارجيا بجولات على دولة عربية وغربية صديقة، لتأمين تدفق استثمارات إلى البلاد.

وحملت الساعات الفاصلة عن قداس وسط بيروت الكثير من الإيجابيات على صعيد الملف الحكومي، كانت باكورتها التنسيق بين الرؤساء الثلاثة للتوصل إلى صيغة نهائية أخيرة للتشكيلة الحكومية.

توازيا، جالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أمس على الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام، بعدما تفقدت مناطق جنوب الليطاني بعد ظهر الجمعة.

ميقاتي، جدد خلال لقائه أورتاغوس ترافقها السفيرة ليزا جونسون «مطالبة الولايات المتحدة الاميركية التي رعت تفاهم وقف إطلاق النار مع فرنسا، بإتمام الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي التي احتلتها في الجنوب بحلول 18 الحالي، ووقف التدمير الممنهج للبلدات والقرى، والشروع في تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وحل الخلافات الحدودية على الخط الازرق».

كذلك استقبل الرئيس سلام اورتاغوس في مقره في قريطم، بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون والوفد المرافق. وخلال الاجتماع اكدت اورتاغوس دعم الولايات المتحدة للعهد وللحكومة المرتقبة في ضوء رؤية الرئيس سلام القائمة على الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية، مبدية أملها بأن تبصر الحكومة النور في القريب العاجل. في المقابل، شدد سلام على «ضرورة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة بالتاريخ المحدد في 18 فبراير الحالي من دون تأخير». كما أكد «اهمية التعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمساعدة لبنان على النهوض وإعادة الاعمار والاستقرار».

وكان رئيس مجلس النواب استقبل اورتاغوس ايضا في مقر الرئاسة الثانية بحضور مستشاره الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس المجلس «جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان لاسيما الوضع الميداني في الجنوب على ضوء إمعان اسرائيل جريا على عادتها في خرق القرار الأممي 1701 واتفاق وقف إطلاق النار».

وأكد «أمامها أن إسرائيل هي شر مطلق، واستمرار احتلالها للأراضي اللبنانية يستوجب مقاومته». مشيدا بدور الجيش اللبناني وحرفيته بانتشاره وفقا لما نص عليه الاتفاق.

وكان تصريح أورتاغوس من القصر الجمهوري في بعبدا، أثار عاصفة سياسية زادت الضغوط على موضوع تشكيل الحكومة.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء»: «الموقف الأميركي الجديد من الوضع اللبناني ونتائج الحرب الأخيرة معروف للقاصي والداني. لكن اللافت وغير المقبول، كان غياب الحد الأدنى من الخطاب المعقول، من خلال الإشادة بإسرائيل والتي أعلنتها اورتاغوس من على منبر القصر الجمهوري بعيدا من الديبلوماسية التي كان يتحلى بها سلفها أموس هوكشتاين، الأمر الذي دعا رئاسة الجمهورية إصدار توضيح - رد في هذا الخصوص عبر مكتبها الاعلامي».

وسبق وذكرت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي، «ان الرئيس بري كان يدرك جيدا ان هذه النبرة المرتفعة لم تكن مفاجئة، وانه يمكن التعامل معها بما يؤدي إلى دفع الأمور نحو حلحلة العقد وليس العكس، خصوصا ان أية سلبية ستؤدي إلى تعقيدات وأمر واقع يغرق لبنان في أزمات إضافيه هو بغنى عنها، وبالتالي فإن الامور لابد ان تتجه نحو الحلحلة، سواء فيما يتعلق بالوضع الجنوبي لجهة لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار التي توقفت اجتماعاتها منذ تعيين اورتاغوس، أو ما يتعلق بالشق الحكومي. ويدرك بري جيدا ان تصعيد المواقف في شأن التكليف والتشكيل يرتبط بشكل وثيق بحركة الموفدة الأميركية والموفدين الآخرين».

في الجنوب، تتجه الأنظار إلى المنحى الجديد الذي ستتحرك على أساسه لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، بعدما اعلنت أورتاغوس الالتزام بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي احتلها في الموعد المحدد في 18 فبراير الجاري.

المنشورات ذات الصلة