شنت إسرائيل مساء السبت غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان بعد تحليق مكثف للطيران الحربي في أجوائه، في حين نفذ جيشها عملية تفجير كبيرة استهدفت منازل عدة في بلدة يارون، مع الاستمرار في استباحة البيوت والأحياء السكنية، بالإضافة إلى قطع الأشجار وجرف الطرقات في البلدة.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي المنطقة الواقعة بين عزة وكفروة على 4 دفعات، مثلما استهدف بلدات أخرى بينها حريتا بـ5 غارات ورومين وزفتا وبركة الجبور في مرتفعات جبل الريحان.
كما نفذ الجيش الإسرائيلي أيضا غارتين بين صبوبا وحربتا في البقاع اللبناني.
محاولات إجراء تغييرات
قبل ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إسرائيل تحاول إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على إجراء تغييرات في المنطقة الحدودية مع لبنان، لكن ثمة شكوك بأن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب كريماً مع الإسرائيليين في الجبهة اللبنانية كما كان معهم فيما يخص الموضوع الفلسطيني وجبهة غزة".
ووفق الإذاعة: "إسرائيل تسعى أيضاً لإقناع الولايات المتحدة بتأجيل موعد انسحابها من لبنان إلى ما بعد 18 شباط/ فبراير الحالي"، مشيرة إلى أن "قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تعمل على بلورة سياسة الرد للجيش على أي خروقات من جانب حزب الله قبيل الانسحاب الكامل لقواته من لبنان، وتشمل سياسيات الرد اعتماد تعريف جديد وموسّع لما ستعتبره إسرائيل تهديداً لها".
وأضافت: "ستمنع إسرائيل بالقوة ما كان يحدث على حدودها الشمالية قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مثل جولات أفراد مسلحين من حزب الله على الحدود، وجولاتهم برفقة الجيش اللبناني أو قوات اليونفيل".
وتابعت: "التحدي الأول للجيش قد يكون تظاهرات احتجاجية في المنطقة الحدودية، إسرائيل ستعتبرها تهديداً وتتعامل معها بوصفها تهديداً، الأوامر الدقيقة للتعامل مع هذه التظاهرات لم تحدد بعد، لكن الاختبار الأول قد يكون قريباً مع الانسحاب الإسرائيلي".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "الجيش الاسرائيلي قرر أن لا مانع من عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم اعتبارا من مطلع الشهر المقبل".
الجيش اللبناني يواصل اتشاره
ويواصل الجيش اللبناني انتشاره في قرى جنوب لبنان تطبيقاً للقرار الأممي 1701، بانتظار الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي في 18 شباط/ فبراير الجاري.
وانتشرت فرق الجيش اللبناني في داخل بلدات ربّ ثلاثين، طلوسة وبني حيان، في قضاء مرجعيون، بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، تمهيداً لعودة الأهالي إليها.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجي، في بيان، عن "انتشار وحدات عسكرية في بلدات رب ثلاثين وبني حيّان وطلوسة - مرجعيون في القطاع الشرقي بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)".
أضافت: "تتابع الوحدات العسكرية تنفيذ أعمال المسح الهندسي وفتح الطرقات داخل هذه البلدات"، داعيةً "المواطنين إلى الالتزام بتوجيهات الوحدات المنتشرة حفاظًا على سلامتهم".
كما يواصل الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل في ما خص الوضع في المناطق الحدودية، ضمن إطار القرار 1701.