عاجل:

عون: ندعم مبادرة السلام ونرفض طرد الفلسطينيين من أرضهم (الأنباء الكويتية)

  • ٢٤

كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين:

طلب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من وزير خارجية البرتغال باولو رانجيل، خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، أن «تضغط دول الاتحاد الأوروبي لاستكمال انسحاب إسرائيل (من الأراضي اللبنانية التي احتلتها بعد الحرب الأخيرة) ضمن المهلة المحددة في 18 الجاري».

وقال الرئيس عون: «يدعم لبنان المبادرة العربية للسلام ويرفض الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة».

وتناول الرئيس عون مسألة النازحين السوريين في لبنان وما تمثله من عبء على المستويات كافة، معيدا التأكيد على ضرورة عودتهم إلى بلادهم بعد تغيير النظام فيها وانتفاء الأسباب التي تبرر بقاءهم في لبنان. وقال إن على دول الاتحاد الأوروبي ان تضغط لإعادة النازحين إلى بلادهم لا لاستمرار بقائهم في لبنان.

موقف رئيس الجمهورية جاء ضمن حملة ديبلوماسية واتصالات كبرى يبذلها لبنان الرسمي، لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده.

واستقبل الرئيس عون أمس رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام وسعد الحريري وقال ميقاتي: «بحثنا في الأوضاع الراهنة وخصوصا ما يتعلق بالتطورات الحاصلة في الجنوب واقتراب الانسحاب الإسرائيلي يوم 18 فبراير. وتمنيت له أن تتمكن الحكومة الجديدة من تنفيذ الوعود التي أطلقتها وتنفيذ خطاب القسم».

وقال السنيورة: «الأمل كبير بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة التي نتمنى لها التوفيق».

وأضاف: «اليوم مناسبة لإعادة تأكيد ضرورة احترام الدستور وتطبيق اتفاق الطائف، وتطبيق القرار 1701.. لا شيء مستحيلا مع توافر الإرادة، القيادة، والشجاعة».

وقال الرئيس سلام: «زيارتي للرئيس هي للتهنئة اولاً بانتخابه، وللتداول والاستماع الى ما لدى فخامته من تطلع ورؤية لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، علماً أن الاستحقاق الانتخابي استُكمل بتأليف الحكومة التي نتمنى لرئيسها القاضي نواف سلام التوفيق، والبلد بحاجة الى عناية سريعة لكثير من الأمور».

وقال: «نأمل أن تكون الأجواء مؤاتية للمؤتمنين على السلطة اليوم، لتكون متعاونة ومتراصة لما فيه خير البلد. ويمكنني القول إن اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة هم من (الأوادم)، وينتظرون الخير وما سيأتي به عليهم وعلى لبنان، فهنيئاً لنا جميعاً ما وصلنا اليه اليوم».

وإلى النشاط الرسمي، استأثر حضور الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بالاهتمام، مع مباشرته بزيارة مسؤولين رسميين، واستقبال مسؤولين وديبلوماسيين ووفود شعبية في منزله «بيت الوسط» في بيروت.

بداية اللقاءات كانت مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري النائبة السابقة بهية الحريري والمستشارين النائب والوزير السابق د.غطاس خوري وهاني حمود.

واستهل الرئيس الحريري نشاطه خارج بيت الوسط بزيارة قصر بعبدا حيث هنأ الرئيس جوزف عون بالولاية الرئاسية وغادر ضاربا موعدا للكلام حيث قال «انتظروني يوم الجمعة».

ومن قصر بعبدا، انتقل الحريري إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإلى السرايا الحكومية حيث كان لقاء مع الرئيس نواف سلام قبل زيارة الرئيس نجيب ميقاتي، فدار الفتوى حيث استقبله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.

وأنعشت «العودة المؤقتة» للحريري والتي تستمر أياما، مناصري «تيار المستقبل»، وأظهرت ان رئيس الحكومة السابق هو أحد الثوابت في المعادلة السياسية والشعبية في البلاد، وان كان اختار تعليق نشاطه السياسي والإقامة في العاصمة الإماراتية (أبوظبي)، إلا ان الشارع الخاص به لا يزال على تماس قوي معه، وكذلك انتشار تياره على مساحة الوطن. وبدا أن ساحة الشهداء في وسط بيروت ستشهد حشدا كبيرا غدا الجمعة، في الذكرى الـ 20 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث سيلقي الحريري الابن كلمة بعد تلاوة الفاتحة على ضريح والده بجوار مسجد محمد الأمين.

وعلى خط انطلاق الحكومة الجديدة، ذكرت مصادر مطلعة لـ «الأنباء»، أنه قد تولى صياغة مسودة البيان الوزاري نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزير الثقافة غسان سلامة. ومعروف عنهما المرونة والقدرة على تحقيق الغاية المطلوبة من دون إثارة ردات فعل أو استفزازات، خصوصا في موضوع الأمن الداخلي وسيادة الدولة على المناطق اللبنانية كلها، إضافة إلى موضوع السلاح بالتركيز على مضامين القرار 1701 واتفاق الطائف، إذ يؤكدان حصر السلاح بيد القوى الأمنية والعسكرية الرسمية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

وأضافت المصــــــادر: «المواضيع الأخرى التي يتناولها البيان هي موضع إجماع بين الأطراف كلها، وسط إرادة بإنجاز البيان في أقرب وقت وتقديمه إلى المجلس النيابي لنيل الثقة التي يتوقع ان تكون كبيرة، وربما تفوق التوقع للبدء بورشة النهوض التي أخذت على عاتقها تنفيذها، انطلاقا من خطاب القسم لرئيس الجمهورية الذي أصبح يشكل منطلقا للمرحلة المقبلة».

وذكرت المصادر «إن معظم الكتل والنواب الذين لم يتمثلوا في الحكومة يتجهون إلى حجب الثقة عنها، لانعكاس هذا الموقف سلبا لدى الرأي العام، الذي يتطلع إلى قيام حكومة تحظى بالدعم الكبير لتكون على مستوى تطلعات الشعب اللبناني».

المنشورات ذات الصلة