عاجل:

مخاوف أوروبية من "صفقة قذرة"... ما علاقة ترمب وبوتين؟

  • ٤٧

طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، يوم الخميس، بضرورة إشراكهم في أي مفاوضات سلام بشأن النزاع الدائر في أوكرانيا، وذلك عقب مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أعرب ترمب عن رأيه بأن أوكرانيا لن تتمكن من استعادة كامل أراضيها ولن تكون قادرة على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمن أي اتفاق مستقبلي.

شهدت الأسواق المالية الروسية انتعاشًا بعد تصريحات ترمب، حيث ارتفعت أسعار ديون أوكرانيا في ظل الحديث عن احتمال عقد أول محادثات منذ سنوات لإنهاء الحرب التي تعد من أشد الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. لكن التصريحات التي أبدت استعداد ترامب للتفاوض مع بوتين بشكل أحادي الجانب أثارت قلقًا شديدًا لدى كييف وحلفائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن يكون البيت الأبيض بصدد الوصول إلى اتفاقات من دون مشاركتهم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في هذا السياق: "نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لا يمكن أن نقبل بأي اتفاقات تُعقد من دوننا". وأضاف أن بوتين يسعى إلى جعل المفاوضات ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، وهو أمر يجب ألا يُسمح به.

من جانبها، أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن هناك خططًا لتحضير اجتماع بين الرئيسين الروسي والأميركي في مكان ما في السعودية. وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن أوكرانيا ستكون جزءًا من محادثات السلام بشكل أو بآخر، ولكنه أشار إلى أن هناك مسارًا تفاوضيًا ثنائيًا بين الولايات المتحدة وروسيا سيُفتح أيضًا.

وقد اتخذ المسؤولون الأوروبيون موقفًا صارمًا ضد محاولات ترامب المباشرة، مؤكدين أن أي اتفاق من دون مشاركة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي سيكون من المستحيل تنفيذه. وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، مشيرة إلى أن التنازلات المبدئية التي قدمتها الإدارة الأميركية مرفوضة تمامًا. وأضافت: "لماذا نعطيهم (الروس) كل ما يريدونه حتى قبل بدء المفاوضات؟ ... إنه استرضاء، ولن يكون لهذا النجاح أبداً".

وأعلنت مصادر دبلوماسية أوروبية أن وزراء الخارجية الأوروبيين وافقوا على الانخراط في "حوار صريح وشاق" مع المسؤولين الأميركيين بشأن هذا الملف.

في المقابل، أعلن ترمب في تصريح له عقب مكالمته مع بوتين أنه يعتقد أن الرئيسين يرغبان في السلام، وأكد أن من غير الواقعي أن تتوقع أوكرانيا العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ضمن أي اتفاق مستقبلي. كما شدد على أن القوات الأميركية لن تشارك في أي قوة أمنية قد يتم تشكيلها في أوكرانيا لضمان وقف إطلاق النار.

من جانب آخر، أعرب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث عن دعم بلاده لمفاوضات السلام بقيادة ترامب، حيث وصفه بـ"أفضل مفاوض في الكوكب"، مؤكدًا أن ترامب هو الوحيد القادر على جمع الجانبين للوصول إلى تسوية سلمية.

يشار إلى أن روسيا كانت قد استولت على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وفي ذات العام استولى وكلاؤها على أراض في شرق أوكرانيا. ثم في عام 2022، شنّت روسيا غزوًا شاملًا لأوكرانيا مما أسفر عن احتلال مزيد من الأراضي في الشرق والجنوب، وعلى الرغم من تصدي أوكرانيا للغزاة الروس في بداية الحرب، إلا أن قواتها تعاني من نقص في العدد والعتاد العسكري، حيث فقدت المزيد من الأراضي خلال الهجوم المضاد الأوكراني في 2023.

الآمال في التوصل إلى حل ما تزال بعيدة، حيث تطالب موسكو بتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي لتكون دولة محايدة في أي اتفاق للسلام، في حين تشترط كييف انسحاب القوات الروسية بالكامل وحصولها على ضمانات أمنية مشابهة لعضوية حلف شمال الأطلسي.

وأخيرًا، اعترف المسؤولون الأوكرانيون بأن عضوية أوكرانيا الكاملة في حلف شمال الأطلسي قد تكون بعيدة المنال في المستقبل القريب، وأن أي اتفاق سلام قد يترك بعض الأراضي المحتلة في أيدي الروس.

المنشورات ذات الصلة