عاجل:

ذكرى جامعة لرفيق الحريري ورئيس الجمهورية نوه بمسيرته ونجله سعد أعلن عودة «تيار المستقبل» إلى العمل السياسي (الأنباء الكويتية)

  • ٣٨

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

تركزت الأنظار الجمعة على ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث أحيا «تيار المستقبل» الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري، في حضور نجله رئيس «التيار» الرئيس سعد الحريري، وأعلن الأخير ما كان منتظرا منذ ردح من الزمن، بوقف تعليق العمل السياسي لتياره، ودعا مناصريه إلى الاستعداد لخوض الانتخابات البلدية والاختيارية بعد فترة، ثم الانتخابات النيابية السنة المقبلة.

لم يكن مفاجئا الحشد الشعبي لـ «التيار الأزرق»، وكذلك نوعية الزوار الكبار إلى ضريح الرئيس الشهيد بجوار مسجد محمد الأمين. لا بل كان الجميع ينتظرون تأكيد المؤكد بعودة «تيار المستقبل» إلى العمل السياسي، وهو الذي لم يبتعد عن العمل الميداني.

اما العودة المتوقعة لرئيسه سعد الحريري إلى الساحة السياسية، فهي منفصلة على الصعيد الشخصي عن عودة «التيار»، ومؤجلة إلى حين نضوج ظروف خارجية تتيح ذلك.

عدالة رب العالمين

وقال الرئيس سعد الحريري أمام حشد جماهيري في الساحة «اليوم بعد عشرين سنة رجعنا إلى الساحة لنقول لرفيق الحريري اشتقنا لك. من عشرين سنة في هذه الساحة طردتم بشار الأسد من لبنان. وبعد عشرين سنة من الحكم الطائفي والاعتقال والوحشية، قام الشعب السوري البطل وطرد المجرم من سورية. يمكن هذه بداية العدالة ونهايتها وفي الحالتين اذا لم تنصفنا عدالة الأرض، فعدالة رب العالمين لا يهرب أحد منها. وهي مناسبة لنعلن دعمنا لاستقرار سورية وأفضل العلاقات الندية من دولة إلى دولة، كما أعلنت القيادة السورية الجديدة.. بهذه الـ20 سنة مر بلدنا بأزمات كثيرة، ونحن ولا يوم انكرنا ان جزءا من المسؤولية يقع علينا، وقدمت استقالتي وافسحنا المجال لمدة 3 سنوات وأكثر. نحن مسؤولون عن أنفسنا أمام الناس وأمام رب العالمين».

وأضاف «انحني امام كل الشهداء في كل المناطق، وارفع رأسي بالتضامن الذي عبرتم عنه واستقبلتم النازحين وقلتم بالفعل لا بالكلام ان لبنان واحد. وكما كانت مسؤوليتنا كلنا ان نواجه العدوان، مسؤوليتنا ترميم الجسم اللبناني الواحد».

وأكد ان «حل الازمة الاقتصادية مسؤولية الجميع. واليوم هناك فرصة ذهبية. أصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة».

وتوجه إلى أهل الجنوب والبقاع والضاحية بالقول «أنتم شركاء في هذه الفرصة ومن دونكم لا يمكن أن تتحقق. لكن يجب أن تكسروا أي انطباع من السابق بأنكم قوة تعطيل واستقواء وسلاح. أنتم شركاء في فتح جسور العلاقة مع الأخوة العرب وشركاء في إعادة الإعمار، والأهم: أنتم شركاء بقوة في إعادة الاعتبار للدولة، التي وحدها بجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها، تحمي اللبنانيين، كل اللبنانيين».

وتابع «مشروع رفيق الحريري دستور الطائف وبناء الدولة وتطوير المؤسسات والحفاظ على سيادة الدولة. نحن داعمون للعهد والحكومة وكل مجهود لبناء دولة طبيعية لنستعيد دور لبنان في العالم. نحن مع الجيش وخروج الاحتلال الإسرائيلي من كل القرى التي يتواجد فيها.

والذين حاولوا قتل المشروع انظروا أين اصبحوا»، لافتا إلى ان «المشكلة مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الهروب من المسؤولية. الهروب من السلام إلى الحرب. مشكلة احتلال وقتل وتشريد شعب. ولا يمكن أن تحل، لا على حساب مصر ولا على حساب الأردن ولا على حساب المملكة العربية السعودية».

وقال «بعد عشرين سنة رفيق الحريري حاضر وجمهوره حاضر في هذه الساحة وبكل ساحاتنا، جمهور رفيق الحريري ليس فقط تيار المستقبل، الذي كان وسيبقى تيار الاعتدال، تيار إعادة الإعمار، تيار الدولة، تيار المؤسسات، تيار الحريات، تيار العروبة والحداثة والانفتاح والعيش الواحد بين كل اللبنانيين».

وتابع «نحن باقون معكم في كل الاستحقاقات الوطنية وكل شيء بوقته حلو».

مواقف داخلي

وفي يوم الذكرى، زار سياسيون وديبلوماسيون ووفود الضريح، وكانت مواقف استذكرت الشهيد، أبرزها لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي قال «نستذكر مع اللبنانيين تلك القامة الوطنية الكبيرة التي كانت لها اليد الطولى في إعادة لبنان إلى الخريطة العالمية من خلال حضوره الدائم وعلاقاته الدولية، وكان رائد إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب، وشكلت مواقفه السياسية مدماكا أساسيا في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني التي أقرها مؤتمر «الطائف». نفتقده اليوم ولبنان ينطلق في مسيرة النهوض من جديد بتضامن جميع أبنائه والتفافهم حول دولتهم، ونستعيد مع الرئيس الشهيد مقولته: ما حدا أكبر من بلده».

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري «يفتقده ويحتاجه الوطن، مشروع وحدة وشراكة واعتدال ومشروع إيمان بالإنسان من أجل لبنان».

رئيس الحكومة نواف سلام زار الضريح برفقة نائبه الوزير طارق متري، وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «الدرس الذي يجب استخلاصه في هذه الذكرى هو انه لا استقرار ولا أمان في ظل الإفلات من العقاب، نستذكر إرث الشهيد الكبير في خدمة لبنان وصون وحدته الوطنية والعمل من أجل ازدهاره. أحب اللبنانيين واحبوه، وحظي باحترام كبير في الوطن العربي والعالم، فترك للبنان رصيدا معنويا وسياسيا مشهودا».

وفي المواقف أيضا، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر «إكس»: «ما حدا اكبر من بلده.. هذا شعار الشهيد رفيق الحريري، تعالوا نجعل من الذكرى العشرين مناسبة وطنية للتفاهم حول مستقبل لبنان فيكون تنوعنا ركيزة لوحدتنا، والعدالة أساسا لنظامنا والشراكة ضمانا لوجودنا. تعالوا نجعل كل استشهاد، في سبيل لبنان، ساحة تجمع لا شوارع تفرق».

وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع عبر «إكس»: «الكل راحوا: من أمر، من خطط، من دبر ومن نفذ. 14 فبراير ذكرى استشهاد رفيق الحريري».

رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية قال بدوره «يفتقد ‎لبنان اليوم الرجالات الوطنيين. وفي الذكرى العشرين لاستشهاد الحريري نفتقده شخصية وطنية ومعتدلة ورجل حوار».

رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل كتب أيضا «عشرون عاما من النضال والتضحيات المستمرة، رسمت الطريق للبنان ليتحرر من الاحتلالات والوصايات ويرجع الأمل بغد مشرق».

ومن زوار الضريح الذين قرأوا الفاتحة أمامه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من «التقدمي» رأس ووفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي».

كما زار الضريح كل من السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير الروسي الكسندر روداكوف.

المنشورات ذات الصلة