15 شباط 2025
خاص- "ايست نيوز" -
توقفت مراجع سياسية وديبلوماسية امام مسلسل الاحداث الذي شهدته بعض المناطق في بيروت الادارية ولا سيما على طريق المطار لترفع من نسبة التحذيرات من وجود مشروع يهدف الى اثارة القلاقل في البلاد وإحياء مظاهر الفوضى السابقة التي كانت تستغل لاحداث تغييرات سياسية او ادارية معتبرة ان أيا من هذه الأهداف بات صعبا إن لم يكن مستحيلا.
ولفتت هذه المراجع عبر موقع "إيست نيوز" في تقييمها للتطورات الأخيرة، فلفتت إلى ان الأخذ بالأسباب التي قادت إلى حال الفوضى لا يشفي، فما حصل في مطار الامام الخميني في طهران عند منع احدى الطائرات الايرانية من التوجه الى بيروت لا يستأهل هذه التصرفات. وان الاتصالات الديبلوماسية سبق لها ان طوت أحداثا مماثلة من قبل سواء في مطار بيروت او في المطارات الايرانية منذ ان بلغت الحرب في لبنان ذروتها في نهاية ايلول الماضي و ترافقت مع تدابير قد تكون اقسى مما حصل ولم تاتي بردات الفعل هذه التي عدت خروجا على الكثير من التفاهمات السابقة ولا سيما ما يتعلق منها بمطار بيروت الدولي والطرق المؤدية إليه والتي ساهمت بيقائه مفتوحا طيلة اشهر الحرب الطويلة منفذا للبنانيين من والى العالم وموقعا ليستقبل برامج المساعدات الدولية على انواعها.
وإزاء ردات الفعل التي شهدتها طريق المطار وصولا الى منطقة بشارة الخوري ونفق سليم سلام على مدخل وسط بيروت وجسر الرينغ قالت المراجع عينها انها هددت مناسبات عدة ولا سيما التحضيرات التي كانت جارية ليل الخميس – الجمعة تحضيرا لإحياء الذكرى العشرين للشهيد رفيق الحريري وكان يمكن ان تؤدي الى احداث غير متوقعة لو لم تستوعب الاتصالات الجارية ردات الفعل المضادة حتى انتفت كليا بانتظار الترتيبات التي اتخذتها القوات الامنية على عجل لمنع وصول المتظاهرين الى ساحة الشهداء.
وامام هذه القراءة السياسية والديبلوماسية بقي هناك من يراهن على تفاهم ما يعيد تنظيم الحركة بين المطارات الايرانية ولبنان عبر عواصم ومطارات ثالثة كما سبق وحصل. علما ان الطائرات الايرانية لم تستخدم مطار بيروت سوى في مناسبات محددة فهو لا يقدم لها أي خدمات لوجستية بفعل العقوبات الدولية والاميركية خصوصا التي شملت شركات الطيران الايرانية الوطنية والخاصة كافة منذ سنوات عدة ومن دون استثناء. لكن مصادر عسكرية واستخبارية اعطت الاحداث الاخيرة صورة ومعنى آخر فهي رأت فيها محاولات لاحياء نوع من الفيتو السياسي والامني بحلة جديدة وسط انشقاق بين نظريتين واحدة متشددة وأخرى تحتسب ان اي تصرف مبالغ فيه قد ينعكس ليؤذي منفذيه قبل غيرهم.
واضافت هذه المصادر لتقول ان تبرؤ قيادتي حركة امل بطريقة علنية وإعلامية واضحة وتردد "حزب الله" في تبني او نفي ما حصل ورده الى مجموعات "غوغائية" وغير "منضبطة" شغلت بال كثيرين. وخصوصا بعدما طالت الاعتداءات سيارات مواطنين صودف مرورهم في المكان وإحراق احدى سيارات موكب دولي عائد الى نائب قائد القوات الدولية "اليونيفيل" وهي التي دفعت الى البحث عن أسباب أخرى لتفسير ما حصل. وبانتظار المزيد من المعلومات فقد تحدثت بعض المداولات ابان المعالجات ان هناك شرخا ما، ولو كانت بداياته محدودة بين تيارين حزبيين مختلفين يتحكمان بتصرفات مسؤولي الحزب على الارض. الاول متشدد وينادي بردات الفعل الحاصلة لنصرة ايران ايا كان الثمن وبين من يحتسب لنتائجها السلبية على لبنان بعد نهاية الحرب قبل لملمة ذيولها.
وتضيف القراءة المشار إليها، أن ما حصل يسيء الى جهود رئيس الجمهورية ومعه الحكومة الجديدة المبذولة في مواجهة شرسة مع عدو بات يتحكم بسماء منطقة الشرق الأوسط وليس بسماء بيروت ومطارها فحسب نتيجة ما قادت إليه الحرب التي استدرجها بعض اللبنانيين سواء عن سابق تصور وتصميم او بطريقة لم تكن محتسبة بسبب حسابات سياسية وعسكرية خاطئة. إضافة الى ذلك فان اقفال مطار بيروت أمام الطائرة المستهدفة دفع كثر الى التمعن بما يمكن ان تحمله مما يثير القلق بمعزل الحديث عن اللبنانيين على متنها والتي قادت الى نوعية ردة الفعل غير الطبيعية.
وانتهت هذه المصادر لتقول أنه ليس من مصلحة احد التلاعب بالأمن الداخلي وفي المرافق العامة في هذه المرحلة الدقيقة. فالبلاد على موعد مع قرب نهاية المهلة للانسحاب الاسرائيلي من القرى المحتلة وتسليمها للجيش اللبناني والمصاعب التي يواجهها لبنان في ظل عدم التزام اسرائيل بها وقد تأتي أحداث طريق المطار لتعزز مخاوفها وتزيد من المبررات التي تتهم لبنان بعدم قدرته على تنفيذ التفاهم الأخير . ولا ننسى ان ما حصل يقع في توقيته وشكله ومضمونه على عتبة تشييع الامينين العامين للحزب السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وما يمكن ان يرافقه من أحداث غير متوقعة وسط مخاوف من تحضيرات اسرائيلية خبيثة قد تكون دامية لاستغلال الحدث ما لم تنجح في منعه او تاجيله مرة أخرى.