عاجل:

لبنان يتوجّه إلى مجلس الأمن ويعتبر الانسحاب الإسرائيلي المنقوص «احتلالاً» (الأنباء الكويتية)

  • ٢٩

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

تحديات عدة تواجه لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي غير الكامل من الأراضي اللبنانية. تحديـــات بعضها داخلــي والآخر إقليمي دولي، ذلك أن الجيش الإسرائيلي أخلى القرى الحدودية قبل ساعات من الموعد المحدد، وأبقى على احتلاله لخمسة مواقع رغم الرفض اللبناني.

وعقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اجتماعا استثنائيا في القصر الجمهوري في بعبدا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وصدر بيان رسمي عن رئاسة الجمهورية جاء فيه: «جرى خلال الاجتماع البحث في المستجدات المتعلقة بالوضع على الحدود الجنوبية والتطورات الناجمة عن استمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية».

وأكد المجتمعون على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشددين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزاما بالمواثيق والشرعية الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701.

كما جددوا تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء، في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده.

وأكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لتسلم مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها، بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم.

كما ذكر المجتمعون بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي الولايات المتحدة وفرنسا، عشية إعلان «وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701»، في 26 نوفمبر 2024، خصوصا لجهة تأكيد الرئيسين حرفيا على: «عمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان، لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل»، وعلى «تنفيذ خطة مفصلة للانسحاب التدريجي والنشر بين قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، على ألا يتجاوز ذلك 60 يوما»، وأيضا على أن «الولايات المتحدة وفرنسا تتفهمان أن إسرائيل ولبنان سيقبلان الالتزامات الواردة أعلاه بالتزامن مع هذا الإعلان».

وبناء عليه، وإزاء تمادي اسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي:

1 ـ التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقا لما يقتضيه القرار الأممي، كما «الإعلان» ذات الصلة.

2 ـ اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالا، مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية.

3 ـ استكمال العمل والمطالبة عبر «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، و«الآلية الثلاثية»، اللتين نص عليهما «إعلان 27 نوفمبر 2024»، من أجل تطبيق الإعلان كاملا.

4 ـ متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.

ختاما «يؤكد المجتمعون تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي».

وقالت مصادر نيابية لـ«الأنباء» إن الحكومة، التي تستعد لنيل الثقة من المجلس النيابي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، تواجه ضغوطا دولية تلامس حد التهديد لجهة الالتزام بالتعهدات التي أطلقتها، أو تلك التي وردت في خطاب القسم لرئيس الجمهورية، بعدما تم تسريب خارجي عن انه يتم ربط أي مساعدات أو استثمارات دولية بتنفيذ الحكومة التزاماتها أو البدء بتنفيذ هذه التعهدات، وفي وقت تضغط عملية إعادة الإعمار على الدولة بكل مكوناتها. وتزداد هذه المطالبة مع الانسحاب الإسرائيلي من القرى في ظل دمار هائل خلفته الحرب، وهو يفوق قدرة دولة أو دول.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن «قوات العدو انسحبت فجرا، من القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب، وهي: يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا والوزاني، فيما أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود. ومع دخول الجيش إلى هذه القرى، استمر توافد الأهالي لتفقد منازلهم وأرزاقهم.

وكانت قوات الاحتلال، باشرت الانسحاب ليلا، وبدأ الجيش بالانتشار في قرى بليدا وميس الجبل ومركبا. ومنتصف الليل، استكمل الجيش انتشاره في البلدات المحررة، وباشرت فرق من فوجي الهندسة والأشغال بإزالة السواتر الترابية ومسح الطرق الرئيسية من الذخائر والقذائف غير المنفجرة. كما سيرت قوات «اليونيفيل» دوريات في تلك القرى، وأقامت نقاط عدة إلى جانب الجيش اللبناني».

ومع ساعات النهار، بدأت طلائع الأهالي في الدخول إلى البلدات بآليات بينها جرارات زراعية وسيرا على الأقدام، في ضوء وعورة الطرق الترابية التي غطتها الحجارة وأجزاء ثقيلة من الصخور والأتربة، نتيجة عمليات التجريف التي قام بها الجيش الإسرائيلي. وتساوت المشاهد في البلدات لجهة الدمار الشامل وانعدام مقومات الحياة.

وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن اثنين من مقاتلي الحزب خرجا أحياء من تحت الركام والدمار في بلدة كفركلا. وتم نقلهما إلى مستشفى مرجعيون، علما انه تم نعيهما سابقا كشهيدين لـ«الحزب».

وفي الترتيبات الخاصة بتشييع الأمينين العامين السابقين لـ«حزب الله» السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الأحد 23 فبراير في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، وصولا إلى مواراة السيد نصرالله الثرى قرب مطار بيروت الدولي، سيتم تعليق حركة الطيران في مطار بيروت الدولي بين الثانية عشرة ظهرا والرابعة والنصف بعد الظهر إلى إعادة جدولة الرحلات.

فيما دعت السفارة الأميركية في بيروت مواطنيها إلى تجنب منطقة بئر حسن، بما في ذلك مطار بيروت يوم الأحد بالتزامن مع تشييع السيد حسن نصرالله.

المنشورات ذات الصلة