ايست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
وُلد غولان ونشأ وسط إسرائيل و كان جنديًا مقاتلًا في لبنان والضفة الغربية وغزة وسرعان ما ترقى في صفوف الجيش الإسرائيلي وهو حاصل على درجة الماجستير في سياسة الإدارة العامة من جامعة هارفارد وقد اشتهر كقائد بصراحته وبحرية تفكيره.
غولان هو أحد أبرز الإسرائيليين الذين أخذوا زمام الأمور بأيديهم لإنقاذ الاسرائيليين في السابع من اكتوبر وقد منحت صورته الجديدة كبطل حياته السياسية دفعة قوية لمسيرته السياسية وقرر أن مهمته الجديدة هي إحياء اليسار المحتضر في بلاده حيث انتُخب في أيار زعيماً لحزب العمل من يسار الوسط في إسرائيل بنسبة 95%.
قال في مقابلة مع صحيفة الغارديان في الكنيست الشهر الماضي: "كجندي احتياط بذلت قصارى جهدي وهذا هو الوقت المناسب للمضي قدمًا في أمور أخرى يمكن أن تكون مفيدة لإسرائيل. مساهمتي المتواضعة هي التأكد من وجود بديل لهذه الحكومة الكارثية هذا هو دوري."
كانت السياسة الإسرائيلية بالفعل في حالة من الفوضى قبل 7 أكتوبر والحرب التي تلت ذلك في غزة. في ديسمبر 2022 عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى منصبه بعد فترة قصيرة في المعارضة على رأس أكثر الائتلافات يمينية في تاريخ إسرائيل. بدأت الحكومة الجديدة في تشديد السياسة ضد الفلسطينيين وشرعت في برنامج إصلاح قضائي يعتقد الكثير من الإسرائيليين أنه يرقى إلى مستوى التراجع الديمقراطي مما أدى إلى حركة احتجاج ضخمة مناهضة للإصلاح وهدد حوالي 60,000 متظاهر برفض الخدمة العسكرية كجزء من الاحتجاجات.
قال غولان إن السياسة الإسرائيلية قد تغيرت وأضاف: "لست متأكدًا مما إذا كانت إسرائيل دولة ديمقراطية حقًا بعد الآن... لم تعد مسألة يسار أو يمين: هذه التسميات لا معنى لها".
يرى غولان أن اليمين اليوم في إسرائيل هم الأشخاص الذين يعتقدون أن بإمكانهم ضم ملايين الفلسطينيين وأن على إسرائيل أن تتبنى نوعًا من سياسة الانتقام وأنهم يستيطعون العيش بسيوفهم وعدم محاولة التصالح مع الفلسطينيين أو أي كيان معادٍ آخر في المنطقة. أعتقد أن العكس هو الصحيح.
في حديثه إلى صحيفة الغارديان كانت رسالة غولان كزعيم لقائمة الديمقراطيين الجديدة واضحة بأنهم الحزب الصهيوني الوحيد في إسرائيل الذي يعترف بأهمية إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ولكن الأمن هو الأولوية القصوى.
يعتقد غولان مثل الغالبية العظمى من الإسرائيليين أنه يجب القضاء على حماس من القطاع وأنه يجب اتخاذ إجراءات أقوى في شمال إسرائيل ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية القوية وهو يتفهم مخاطر الحرب الإقليمية فجميع أبنائه الخمسة البالغين يخدمون في الاحتياط.
"رؤيتنا هي حل الدولتين ولكننا الآن أمة في حالة صدمة لقد فقد الناس إحساسهم بالأمن فهم لا يثقون في الجيش الإسرائيلي لحمايتهم. نحن بحاجة إلى أن نكون مبادرين عسكريًا ولكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى الجمع بين ذلك وبين الرؤية السياسية. لا أنوي القول إن الأمر سهل... إنها عملية ستستغرق سنوات".
وعلى عكس ائتلاف نتنياهو فقد وضع الديمقراطيون خطة "لليوم التالي" للحرب وقال غولان إنه يجب أن تستمر إسرائيل في التمتع بحرية العمل في غزة والضفة الغربية في المستقبل القريب بينما تقود الدول العربية والولايات المتحدة بناء "جزر من الاستقرار" و"بديل لحماس" في غزة يتضمن عودة السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها.
وأضاف أنه من شأن حكومة معقولة أن تعيد بناء العلاقات مع الحلفاء الذين توترت علاقتهم مع نتنياهو بسبب طريقة تعامله مع الحرب وحشد الدعم الدولي لاحتواء التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها في المنطقة.
وختم غولان: "المعسكر الليبرالي في إسرائيل لا يزال حيًا... نحن لا نقاتل من أجل الانتقام نحن نقاتل من أجل أمن إسرائيل. لا يمكننا القيام بذلك وحدنا نحن بحاجة إلى بقية العالم معنا."