عاجل:

أحد تجديد العهد... وداعٌ بحجم القضية والتاريخ (الديار)

  • ١٠٥

فرض موعد تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين نفسه على الاهتمامات، حيث الاتصالات والاجراءات التي تركز على تمرير استحقاق الأحد بهدوء، من دون أن تتسبب ضخامة ما سيجري بأي شيء يعكِّر المناسبة. فحزب الله الذي يخوض معركة إثبات وجود، لا يتعلق فقط بمستوى الحشد الشعبي بل بالتمثيل السياسي والخارجي، يريد من المناسبة استفتاء له، للتاكيد انه ليس في عزلة... فهل ينجح في الامتحان؟  

فـ «المنخفض الجوي» الذي يضرب لبنان ترك اثره في الملفات الداخلية المختلفة، حيث يتوزع الحدث بين التشييع اليوم، بكل تداعياته الامنية والسياسية الضاغطة، لا سيما بعدما اعلن النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي جو ويلسون على منصّة «إكس» ان»أي سياسي لبناني سيحضر تشييع السيد يعتبر نفسه واقفاً إلى جانب النظام الإيراني». اما الملف الاخر، فموعده الثلاثاء المقبل في المجلس النيابي لمنح ثقة «مضمونة» لحكومة الرئيس نواف سلام، في حين تبقى لافتة المحطات الاميركية الاوروبية في بيروت ناقلة رسائل سياسية وامنية من الادارة الترامبية للعهد وللحكومة.

غير ان «صقعة آدم» لم تبرد من أجواء الحزن والحداد السائدة في المدينة الرياضية، حيث تم نصب صور ضخمة للشهيدين نصر الله وصفي الدين، وسط رفع الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، ويجسد شعار «إنّا على العهد» في هذا الحدث التزام حزب الله العميق بمبادئه وقيمه، تأكيدا على استمرارية النهج الذي أسسه السيد نصر الله، والذي يظل جزءا لا يتجزأ من مسيرة الحزب على الصعيدين المحلي والإقليمي.

انجاز التحضيرات

فاللجنة العليا المشرفة على المراسم عملت على إعداد الموقع لتلبية احتياجات التشييع، حيث تم تركيب 6 شاشات كبيرة في مختلف أنحاء الملعب لنقل الحدث من جميع الزوايا، متوقعة حضور حاشد من المشاركين، إذ قدرت السعة الإجمالية للمدينة الرياضية بأكثر من 80 ألف شخص.

وسيتوزع الحضور على مختلف المساحات المتاحة، حيث سيخصص الجانب الأيمن من المدرجات للرجال ويستوعب حوالى 20 ألفًا، في حين سيخصص الجانب الأيسر للسيدات ويتسع لحوالى 30 ألفًا، وعند امتلاء هذه المساحات سيتم توجيه المشاركين إلى مناطق إضافية بما في ذلك مواقف السيارات التي ستستقبل نحو 30 ألف شخص.

مشاركة واسعة

وحسب تقديرات حزب الله فهناك وفود من 65 دولة ستشارك في التشييع، واكثر من 800 شخصية رسمية من خارج لبنان، اضافة الى آلاف المواطنين الذين حضروا من مختلف بلدان العالم. ومن ضمن الوفود المشاركة، نائب الرئيس السابق لجنوب افريقيا (حفيد نلسون مانديلا)، نجل تشي غيفارا، كذلك مجموعة من اليهود المعارضين لسياسة واشنطن في المنطقة، وللاحتلال الاسرائيلي.

وعلم ايضا ان مطار بيروت يشهد حركة كثيفة للرحلات الاتية من افريقيا، وكذلك من فنزويلا، كولومبيا، الارجنتين، والبرازيل، بشكل لم يشهده المطار سابقا.

الشيخ نعيم قاسم

وفيما المشاركة الشخصية للامين العام الشيخ نعيم قاسم ستكون محط اهتمام الكثيرين، فان كلمته، وفقا لمصادر مقربة من حزب الله، ستكون مفصلية في تاريخ الحزب ومسيرته، مشكلة انطلاقة لمرحلة جديدة بعناوين، ستطبع سلوك الحزب خلال الفترة المقبلة سواء في الملفات الداخلية وتعامل الحزب مع محاولات تطويقه الداخلية، والخارجية، حيث سيكون كلامه مؤشرا لكيفية معالجة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الجنوبية، تحت «غطاء الدولة»، «فحزب الله وضع تحرير الأرض في عهدة الدولة، لكن حيث يوجد احتلال توجد مقاومة»، وبالتالي عليها تحمّل مسؤولياتها الكاملة من أجل تحرير الأرض ومنع الاعتداءات والخروقات».

ولفتت المصادر إلى ان الامين العام سيركز على ان المقاومة مستمرة في مسارها الطبيعي، ولن تتوقّف عن الدفاع عن لبنان وشعبها وأمتها ومقدّساتها، ولن تتراجع عن أهدافها، وستظلّ صامدة ولن يتسنّى للعدو القضاء عليها، مؤكدا أنّ لبنان سيظلّ على الدوام بلداً للوحدة الوطنية والسلم الأهلي، لكن عندما يمسّ أحد بكرامة شعبها فهي جاهزة لأيّ قرار يحمي كرامته وإنجازاتها، فلبنان الذي قدّم أغلى قادته شهداء لن يكون موطئاً للصهاينة ولن يُقسّم تحت أيّ ظرف.

اجراءات مشددة

غير ان الحدث، فرض اتخاذ اجراءات امنية مشددة، تحسبا لاي خلل امني قد يطرأ، قبل خلال وبعد التشييع، وهو ما دفع بالمعنيين على المستويين السياسي والامني، الى تفعيل اللقاء والاجتماعات ووضع الخطط اللازمة، حيث علم ان غرفة عمليات امنية مشتركة اقيمت في ثكنة هنري شهاب، تضم كل القوى الامنية والعسكرية، التي رفعت جهوزيتها الى 100% لمواكبة الحدث.

وفي هذا الاطار كشف مصدر امني، ان الخطة الموضوعة اخذت بالحسبان المخاطر الداخلية، لجهة اي اعمال شغب او استفزاز قد تحصل، في ظل المعلومات المتوافرة عن امكان دخول بعض المشاغبين على الخط، لخلق «حالات امنية» يستفاد منها على وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفتنة، اذ تمكنت القوى الامنية من توقيف مجموعة من السوريين، ليست بعيدة عن هذه الاجواء، وثانيا على صعيد، اي اعتداء اسرائيلي قد يتعرض له المشيعون، سواء امني او عسكري، مطمئنة الى ان الوضع الامني ممسوك، والاجهزة المعنية مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات.

في هذا الخصوص، كشف مصدر ديبلوماسي عربي، ان دولة قطر قامت بسلسلة اتصالات خارجية مع عواصم القرار المعنية بالوضع اللبناني، وتحديدا واشنطن، للضغط على اسرائيل لعدم القيام باي اعمال استفزازية او اعتداءات، وقد نجحت هذه الاتصالات في الحصول على ضمانات في هذا الخصوص، علما ان قيادات كثيرة من المحور، من العراق وايران واليمن ستكون موجودة في بيروت.


المنشورات ذات الصلة