عاجل:

وداع مشهود للسيدين نصرالله وصفي الدين: الدولة هي الملاذ ورسالة إسرائيلية خائبة (اللواء)

  • ١٠

شيَّع حزب الله بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، وبمشاركة وفود خارجية أمينيه العامين السابقين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في المكان المخصص للمناسبة في المدينة الرياضية.

على ان الحدث، الذي كان مرتقباً، الدخول الاسرائيلي المعادي على خط التشييع، فقبيل إلقاء الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خطابه للمناسبة (بعيد الواحدة والنصف) حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق رؤوس المشيعين، اذ شاهد هؤلاء لا يقل عن 5 طائرات حربية تهدر فوق رؤوسهم قبل ان تغادر، ليعلن الجيش الاسرائيلي عبر اذاعته والقنوات التلفزيونية التابعة له ان استهداف - حسب مزاعمه - منصات لاطلاق الصواريخ في زبقين والخط الساحلي بين صور وبيروت ومنطقة انصار وصولا الى جرود الهرمل وبعلبك- وبلغ مجموع الاهداف المقصوفة حسب القناة 12 العبرية 14 هدفا.

ولاحظت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان «مئات الآلاف يهتفون «الموت لاسرائيل» في تشييع نصر االله، بينما تحلق فوقهم طائرات سلاح الجو».

محلياً، ومع بدء جلسات مناقشة البيان الوزاري، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب مسألة مؤكدة لا سيما ان بيانها الوزاري لم يشكل محور اعتراض نيابي كبير، ولفتت إلى أنه بعد انتهاء جلستي الثقة فإن هناك ترقبا لجلسة لمجلس الوزراء اما نهاية الأسبوع الحالي أو الأسبوع المقبل.

الى ذلك أوضحت هذه المصادر أن هناك أكثر من محطة خارجية  لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي  أكد أن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه، معلنة أنه يترقب انتهاء جلستي الثقة من أجل بحث ملفات قيد الطرح في مجلس الوزراء وذلك مع رئيس الحكومة نواف سلام.

إلى ذلك قرأت أوساط مراقبة موقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكثير من الدقة وما اورده في مسألة الدولة ما يفسح المجال أمام أسئلة عن ترجمة هذا الموقف وتوظيفه.

وفي الشأن الداخلي اكدت مصاد التيار الوطني الحر لـ «اللواء» ان كتلة التيار لن تمنح الثقة لحكومة الرئيس نواف سلام خلال جلسات المجلس والاسباب لا تتعلق بمضمون البيان الوزاري، بل بالتجربة مع والممارسة التي جرت خلال تشكيل الحكومة،وقالت: الثقة لا تعطى بل تكتسب، وماحصل خلال تشكيل الحكومة يمكن ان يتكررمع الرئيس نواف سلام وجدول اعمال الحكومة اصبح معروفا من تلقيها التعليمات منذ بدء عملية التشكيل حتى الآن.

قاسم

وشدّد قاسم في يوم الوداع، على التمسك بطرد الاحتلال واعادة الاعمار، وجدد الحرص على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، موجهاً في ختام كلمته رسالة الى الجميع مفادها: لا تفكروا ان تلعبوا بيننا وبين حركة امل لاننا واحد في الموقف.

واكد الشيخ قاسم على متابعة حزب الله تحرك الدولة دبلوماسيا لطرد الاحتلال ليبني بعد ذلك علىالنتائج ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، مؤكدا على قرار مشاركة حزب الله في بناء الدولة تحت سقف اتفاق الطائف، واعادة الاعمار، بالتزام سياسي واضح، واقرار خطة الإنماء والنهوض الاقتصادي في اسرع وقت ممكن.

واكد قاسم ان المقاومة باقية، معتبرا ان عدم انسحاب العدو الاسرائيلي من المواقع الحدودية الخمسة هو احتلال، وقال: اننا سنمارس المقاومة بالاساليب والتوقيت بما ينسجم مع المرحلة.

جولة قاليباف

وشارك وفد ايراني في التشييع، وعقد محادثات مصارحة مع كبار المسؤولين، حول موضوع العلاقة بين لبنان وايران وقضية السلامة في مطار رفيق الحريري الدولي.

فقد زار الوفد الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام.

وسمع الزائر الايراني من الرئيس عون ان «حرية اي بلد واستقلاليته ووحدته كُلٌّ لا يتجزأ، وان لبنان تعب من حروب الآخرين على ارضه». وقال: اوافقكم الرأي عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.

وقال قاليباف من عين التينة: زرنا اليوم الجمهورية اللبنانية على رأس وفد رفيع المستوى وممثلين عن كافة السلطات الايرانية ومختلف الجهات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وعن الجهات الثقافية، وعدد من ابناء الشهداء الايرانيين للمشاركة في مراسم تشييع الجثمان الطاهر للسيد نصر االله، والسيد صفي الدين.

واكد قاليباف وقوف بلاده مع اي قرار يصدر بالاجماع عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية.

واكد الرئيس سلام على ان الدولة تعمل جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية من اجل الضغط على اسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان.

مشيرا إلى ان الحكومة التزمت في بيانها الوزاري باعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي الاخير. واشار الى ان سلامة امن المطار والمسافرين هو الاعتبار الاساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من والي مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو من مسؤولية الدولة اللبنانية.

تشييع مشهود وضخم

على صعيد التشييع، شهدت مدينة كميل شمعون الرياضية ومحيطها طوفانا بشريا،  حضر من معظم مناطق لبنان وعشرات المدن العربية والعالمية للمشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين. كذلك شهدت باحة ضريح السيد حسن نصرالله امواجا من الحشود الغفيرة الذين  حضروا منذ  ساعات الصباح الأولى  الى محيط الضريح، الذي استمر العمل على تحضيره و إنجازه حتى الصباح الباكر، حتى فاق عدد المشاركين من المواطنين صبيحة التشييع نحو مليون و400 الف شخص حسب تقدير منظمي التشييع.

وما شهدته المدينة الرياضية  و باحة الضريح من حشود غفيرة، شهدته كل الطرق المؤدية للضريح، ولا سيما محيط السفارة الكويتية  وطريق المطار ومحيط الجناح، حيث  إنتظر الناس  مرور نعشي الامينين العامين لحزب االله  على عربة مخصصة  لذلك واكتظت باحات ومدرجات مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت بالحشود والجموع المشاركة وقد وصلت الحشود الشعبية والوفود الرسمية إلى باحة المدينة الرياضية وجلست في المدرجات، فيما تعذر على مئات الآلاف الوصول إلى المكان بسبب كثافة الحضور فإنتشروا في الطرقات المحيطة التي قطعت جميعها.

وحلّقت مسيرات تابعة للجيش اللبناني كل الوقت فوق بيروت وضواحيها والمدينة الرياضية.

واستمرت مراسم التشييع تحت اعين العدو الاسرائيلي الذي لم تفارق طائراته المسيرة اجواء المنطقة للمراقبة، من التاسعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر. وبعد كلمات الترحيب بالحضور والقاء ابيات من الشعر في تأبين الشهيدين، تم إدخال النعشين لبدء صلاة الوداع على جثمانيهما وسط هتافات المشاركين، قبل ان يتم نقل الشهيد نصر الله الى مرقده على طريق المطار ونثر الورود وتبارك المواطنون بنعشي ىالشهيدين عبر القاء مايلبسونه من سترات وكفيات وقبعات على النعشين وكان المحيطون بالنعش يردون لهم ما القوه بعد مسحه بالنعشين. 


المنشورات ذات الصلة