عاجل:

إنشاء «صندوق الإعمار» على الطاولة و250 مليون دولار من البنك الدولي (اللواء)

  • ٢٥

على مسافة يومين فقط، وغداة نيل حكومة «الإصلاح والانقاذ» الثقة بـ95 صوتاً، وهي ثقة عالية نسبياً، يستعد الرئيس جوزف عون، الذي ثمن الثقة النيابية للحكومة، لا سيما لجهة التسليم بسقف الدولة في القضايا الوطنية الكبرى، للقيام بأول زيارة له في الخارج، بزيارة المملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات واتفاقيات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واجراء محادثات، على درجة من الأهمية، عشية انعقاد القمة العربية الطارئة في مصر غداً، حول القضية الفلسطينية.

بالتزامن، تزايدت المخاطر الاسرائيلية، في ضوء ما اعلن في تل ابيب عن ضوء أخضر اميركي لاعتداءاتها على لبنان، وعدم الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها عند الحدود جنوب لبنان، امتداداً الى جنوب سوريا، والاستمرار بالغارات والاغتيالات في الجنوب والبقاع وصولاً الى الهرمل..

ويشتد الخرق الاسرائيلي، على مرأى العالم، لاتفاق وقف النار مع انتظام الحياة الدستورية في لبنان بعد نيل الحكومة ثقة نيابية كبيرة ما يُبشّر بإنطلاقة واعدة للعهد الجديد وللحكومة الجديدة تبدأ تباشيرها بجولة رئيس الجمهورية جوزف عون على بعض الدول العربية وفرنسا، وبجلسة اولى لمجلس الوزراء من المرجح ان تعقد الاسبوع المقبل او الذي يليه، وقد يجري فيها حسب معلومات «اللواء» من مصادر وزارية تعيين القادة العسكريين والامنيين من قائد الجيش الى مديرين عامين لقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة وغيرها، كما يدرس آلية التعيينات الادارية والدبلوماسية والمالية تمهيداً لملء الشغور الكبير في الادارات والمؤسسات الرسمية، الى جانب متابعة عملية تمويل اعادة الاعمار خلال جولات رئيس الجمهورية ولاحقاً جولات رئيس الحكومة.

لكن المصادر الوزارية اوضحت لـ «اللواء» ان لا شيء واضحاً بعد حول التعيينات العسكرية والامنية ولم يتبلغ وزيرا الدفاع والداخلية اي معلومات عن التعيينات وموعد الجلسة، ولا دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء حتى الان. فما زال الكثير من الوزراء يدرسون ملفاتهم ويعدون خططهم بإنتظار ما يقرره الرئيس نواف سلام عن موعد الجلسة والدعوة لها رسمياً خاصة ان رئيس الجمهورية المعني الاول بتعيين قائد الجيش قد يكون خارج لبنان.الا اذا انعقد مجلس الوزراء في السرايا لبحث جدول اعمال اداري اجرائي لا تعيينات فيه.

برقية ولي العهد السعودي

لاقت خطوة نيل الحكومة الثقة، استعداداً لمباشرة مهامها ارتياحاً عربياً ودولياً، فقد تلقى الرئيس نواف سلام تهنئة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لمناسبة نيل الحكومة الثقة، معبراً عن أمله بالتوفيق والسداد للرئيس سلام، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي.

وجدد المتحدث باسم الخارجية المصرية التأكيد على وقوف مصر الدائم الى جانب الدولة اللبنانية، ودعمها لكافة المساعي الهادفة الى تحقيق مصالح اللبنانيين، مشددا على اهمية العمل المشترك لمساعدة لبنان على تجاوز التجاذبات الاقتصادية والسياسية الراهنة.

وهنأ الولايات المتحدة في بيان مساء امس «شعب لبنان على تصويت الثقة الناجح في 26 شباط للحكومة».

وتمنت لحكومة الرئيس نواف سلام النجاح تحت قيادة الرئيس جوزف عون، واكد ان اميركا تتعاون مع الحكومة الجديدة في لبنان بينما تنفذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية بشكل عاجل، واعلنت عن الاستمرار في دعم الجيش اثناء تنفيذ وقف الاعمال العدائية.

البنك الدولي

كما تلقى الرئيس سلام التهنئة بالثقة من وفد البنك الدولي برئاسة نائب الرئيس عثمان ديون والمدير الاقليمي للبنك جان كريستوف كاريه، خلال استقباله في السراي، في أول يوم عمل بعد الثقة.

وتم التطرق الى البرنامج الطارئ لدعم لبنان في اعادة الاعمار، وضرورة انجاز الاصلاحات المطلوبة.

واعلن ديون انه ذكر امام الرئيس سلام بأن هناك مبلغاً وقدره 736 مليون دولار اميركي جاهزاً ومخصصاً لـ 4 مشاريع في قطاعات: المياه - الطاقة، الزراعة واصلاح المالية العامة، وتمت المواقفة عليها، بانتظار التصديق عليها من مجلس الوزراء ومجلس النواب.

وكشف ديون عن البحث بالبرامج الطارئ لاعادة اعمار لبنان وبقدره 5 مليار دولار اميركي، سسهم البنك الدولي فيه بنحو 250 مليون دولار، وسيعمل مع الحكومة لتأمين المبلغ الباقي من اجل البدء بالمرحلة الاولى من اعادة الاعمار.

الاتفاقيات جاهزة

وعشية توجه رئيس الجمهورية الى الرياض الاحد فمصر الاثنين المقبل، أوضح مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أنّ الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال زيارة رئيس الجمهورية للسعودية أصبحت شبه جاهزة، مشيراً الى أنّ لبنان حريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية. وأكد أنّ الالتزام بالإصلاح مطلوب من كل المجتمع الدولي ولكن هناك بعض الترتيبات اللوجستية المطلوبة وسنجتمع بالمستشار الاقتصادي للرئيس جوزاف عون لهذا الغرض. 

واستمرت المواكبة الفرنسية للضع اللبناني الجديد، حيث زارت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت لبنان والتقت رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في حضور السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، وجرى عرض ابرز التحديات التي تواجه الحكومة، لا سيما ضرورة استكمال الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي اللبنانية المحتلة، اضافة الى ملف اعادة الاعمار... 

كما التقت ديسكوت وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بحضور ماغرو، وعرض معهما للأوضاع في لبنان والمنطقة بشكل عام، وللوضع في جنوب لبنان بشكل خاص والجهود التي تقوم بها فرنسا، في إطار عضويتها في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، لدفع اسرائيل الى الالتزام الكلّي بالاتفاق. وأكد الوزير رجّي للوفد الفرنسي ضرورة الضغط على اسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية بشكل كامل، ووقف خروقاتها واعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أعلن لبنان مراراً التزامه بتطبيقه. كما شدد على ضرورة إنهاء ملف النزوح السوري في لبنان وعودة النازحين الى بلادهم بعدما انتفت أسباب وجودهم وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، وذلك من خلال مساعدتهم على إعادة بناء مدنهم وقراهم وتوفير مقومات العيش لهم. 

وأكدت ديسكوت استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب اسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار 1701. وشددت على أهمية دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وضرورة تعزيزه. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الاصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.

 وفي سياق المواكبة الخارجية ايضاً، استقبل الوزير رجّي المبعوث الخاص لكندا الى سوريا وعضو البرلمان الكندي عمر الغبرا، ترافقه سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم، وبحث معهما الأوضاع في لبنان وسوريا، بالإضافة الى قضية النازحين السوريين. وأكد الوزير رجّي حاجة سوريا لدعم المجتمع الدولي من خلال رفع العقوبات عنها وتقديم المساعدات الاقتصادية لها، وضرورة تغيير المقاربة الدولية ومقاربة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لملف النزوح السوري بعد تبدّل الظروف في سوريا، وتحوّل النازحين السوريين في لبنان الى نازحين اقتصاديين. كما شدد الوزير رجّي أمام الغبرا، الذي تعتبر بلاده من الممولين لوكالة الأونروا، على أهمية استمرار عمل الوكالة وتمويلها في لبنان، طالما لم تنتف الحاجة لها بعد. 

وأعرب المبعوث الكندي عن تفهمه لهواجس لبنان حيال النزوح السوري، وأكد دعم كندا لسوريا قوية ومستقرة وتحترم دول الجوار. كما أثنى على دور الجالية اللبنانية ومساهمتها الفعّالة في المجتمع الكندي، ووجه دعوة للوزير رجّي لزيارة كندا، فوعد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.

بالمقابل، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس «أنّنا تلقّينا الضوء الأخضر من واشنطن لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان». وأضاف كاتس: لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان.

لكن وزارة الخارجية الفرنسية ردت لاحقاً على كاتس بالقول: ان الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك من النقاط الخمس.

كما اكد الجنرال غيوم بنشان الذي يترأس الجانب الفرنسي في لجنة المراقبة الأميركية الفرنسية التي تراقب وقف إطلاق النار في جنوب لبنان في لقائه مع الصحافة خلال زيارة سريعة لباريس «لهدف مهم» إن الجيش اللبناني يقوم بعمل دقيق جداً ويتقدم بحذر في مناطق مختلفة، ثم إن بقاء القوات الإسرائيلية في خمس نقاط تقيّد تحرّك الجيش اللبناني وتلزمه ضمان أمن مداخل هذه المناطق حيث توجد القوات الإسرائيلية في المواقع الخمسة.

وقال: أن العمل الكبير الذي قام به الجيش اللبناني يعزز صدقية الرئيس والحكومة الجديدة في لبنان لضمان أمن جميع الأراضي اللبنانية. وكشف أنه حتى اليوم (امس) تمت أكثر من 170 عملية للجيش اللبناني لنزع أو تفجير مواقع سلاح غير شرعي.

وقال إن القوة الفرنسية مستمرة في عملها مع القوات الأميركية وبالتنسيق مع اليونيفيل والجيش اللبناني حتى يتم الانسحاب الإسرائيلي كلياً من الأراضي اللبنانية وتتمكن قوات الجيش اللبناني من الانتشار كاملاً في الجنوب اللبناني. وأكد أيضاً أن الجيش اللبناني يقوم بعمل كبير في مساعدة سكان الجنوب على العودة إلى منازلهم وضمان أمنهم ببذل جهود كبرى.  

جنبلاط للتمسك باتفاق الهدنة..

ونصح النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقاء الرئيس عون في بعبدا بالتمسك باتفاق الهدنة، ولاحظ ان الخطر الصهيوني يتمدد، وقال: «لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية، وحماية الأمن القومي العربي تبدأ من لبنان وسوريا والأردن».

السنيورة: القوة بالوحدة

ورأى الرئيس فؤاد السنيورة ان اسرائيل عدوة، وتبحث عن كل ما تستطيع الوصول اليه لخلق النفور بين اللبنانيين، وبالتالي يجب ان نتوحد، وان يدرك لبنان انه يقوم على وحدته الداخلية وقوته ليست بحجم الاسلحة بل بوحدة ابنائه.

وفي مجال حياتي- حيوي، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن تخفيض الاجراءات والتدابير لاحترازية لتجنب عتمة شاملة. واشارت الى ان التغذية اليومية عادت بين 6 و8 ساعات يومياً.

خرق الاتفاق مستمر

وعلى ارض الممارسات، قطعت قوات الاحتلال الطريق بين حولا ومركبا، وهددت باطلاق النار لى كل من حاول الاقتراب.

وسجل تحليق مكثف للطائرات المسيرة الاسرائيلية في البقاع، مع مواصلة دولة الاحتلال الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية.

واعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيدين بغارة من مسيرة للاحتلال استهدفت سيارة في مدينة الهرمل.

واعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة نقطة مراقبة تابعة لحزب الله في عيناتا.


المنشورات ذات الصلة