عاجل:

عون في الرياض: إطلاق العودة العربية إلى لبنان (اللواء)

  • ٣١

تشكِّل زيارة الرئيس جوزاف عون اليوم إلى المملكة العربية السعودية، واللقاء المنتظر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نقطة تحوُّل كبرى في مجرى استعادة العلاقات المميزة بين لبنان والمملكة، وفاتحة خير لعودة العرب إلى لبنان من بوابة الرياض

وتتوقع مصادر لبنانية ذات صلة أن تشهد العلاقات اللبنانية الخليجية مزيداً من التعافي، خصوصاً إذا وضعت الإصلاحات على النار، وحدث تقدُّم في تطبيق مندرجات الطائف والقرار 1701 ، وما يرتبط به من قرارات.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية اليوم ستحاط بكثير من الإهتمام  لاسيما انها ستخرج بنتائج إيجابية لمصلحة لبنان وترسم مسارا جديدا من العلاقات وتفتح الآفاق فضلا عن إدراجها في سياق دعم المملكة للفصل الجديد في البلاد،وهذا ما تعكسه محادثات الرئيس عون مع كبار المسؤولين السعوديين على أن تستتبعها متابعة سعودية مكثفة. 

الى ذلك، أشارت المصادر  نفسها إلى أن رئيس الجمهورية وفور عودته من زيارته الى المملكة ومشاركته في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة سيطلع مجلس الوزراء على نتائج حراكه،وأوضحت أن هناك جلسة مرتقبة للحكومة هذا الأسبوع على ان يوزع جدول أعمالها قريبا على الوزراء،وتستمر الزيارة للرياض لساعات، تليها مشاركته في القمة العربية الطارئة في القاهرة الثلاثاء، المخصصة لبحث الوضع في غزة في ضوء مشاريع التهجير الاميركية – الاسرائيلية للفلسطينيين والتي ستقابلها مساهمة عربية في مشاريع اعمار القطاع الذي دمره الاحتلال الاسرائيلي.

 وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية متابعة للزيارتين، ان الرئيس عون يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي ووفد اداري، يصل الى الرياض قرابة الثانية والنصف بعد الظهر ويقام له استقبال رسمي في المطار يشارك فيه امير منطقة الرياض والوزير المرافق، امين مدينة الرياض ورئيس الشرطة والسفير السعودي في لبنان د. وليد البخاري وسفير لبنان في المملكة د. فوزي كبارة الذي ينضم الى الوفد الرسمي. 

وبعد استراحة في مقار اقامة الرئيس بفندق «ريتز»، يتوجه الرئيس والوفد الى الديوان الملكي حيث تُعقد محاثات بين الوفد اللبناني الذي يضم الى الوزير رجي والسفير كبارة العميد اندريه رحال ، المستشار السياسي  جان عزيز، المستشارة إلاعلامية والناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية  نجاة شرف الدين، ومدير مكتب الإعلام رفيق شلالا ووفد وزاري سعودي. وتليها خلوة للرئيس عون مع ولي العهد السعودي الاميرمحمد بن سلمان.

ويتخلل الزيارة عشاء تكريمي على شرف الرئيس والوفد، ويبيت عون ليلته في الرياض قبل الانتقال الى القاهرة صباحاً.

 واوضحت المصادر ان موعد زيارة الرئيس عون الرسمية للمملكة لم يتحدد بعد بإنتظار استكمال تحضير نصوص 22 اتفاقية سيجري توقيعها بين لبنان والسعودية، وهي لن تتأخر كثيراً.

 اما في مؤتمر القمة بالقاهرة الذي يصلها الرئيس صباحاً، فستكون هناك كلمة للرئيس عون يعرض فيها المستجدات اللبنانية منذ انتخابه وتشكيل الحكومة ويؤكد على استعادة علاقات لبنان العربية بكل تفاصيلها، ويعرض موضوع الاحتلال الاسرائيلي لبعض المناطق والنقاط في القرى الجنوبية، ويطلب دعم الاشقاء العرب لتحريرها والمساهمة في اعادة الاعمار. 

 وستكون للرئيس عون لقاءات مع نظرائه الرؤساء والملوك والامراء العرب لم تحدد تفاصيلها بعد نظراً لكثرة مواعيد الزعماء، لكنه سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويعود الى بيروت بعد انتهاء القمة مباشرة ما لم يؤجل عودته الى يوم الاربعاء اذا استجدت مواعيد مع الزعماء العرب. 

 وفيما الانظار تتجه الى ما ستخرج به القمة حول لبنان وسبل مساهمة العرب في انهاء الاحتلال الاسرائيلي، واصل العدو امس انتهاكاته لوقف اطلاق لنار بالتعرض للمواطنين الجنوبيين وخرق السيادة اللبنانية، اضافة الى توسيع نطاق احتلاله لبعض المناطق في تخوم القرى. 

وحسب مصادر متابعة، فإن هذا التوسع الاحتلالي يُعقّد اكثر لاحقاً مهمة لبنان بالتفاوض مع الكيان الاسرائيلي، وبعد ان كان الحديث قبل سنتين يدورحول 13 نقطة قديمة محتلة تحفّظ عليها لبنان في العام 2006، اصبح التفاوض اصعب مع الاحتلال مع اضافة التلال الخمس المحتلة والتوغل اليومي لقوات الاحتلال في اراضٍ جنوبية حدودية يقيم فيها نقاطاً ثابتة تضاف الى المناطق والنقاط الاخرى المحتلة. ولعل الكيان الاسرائيلي يقوم بتوسيع احتلاله ليس لأسباب امنية فقط، بل من اجل تحسين شروط تفاوضه لاحقاً وفرض شروط جديدة على لبنان.

مجلس الوزراء

وفي بحر الاسبوع الطالع، تعقد الحكومة أول جلساتها، ضمن برمجة أولويات، تبدأ بالتعيينات في المراكز الأمنية، ثم الإدارية والدبلوماسية والقضائية لإعادة الحياة إلى الإدارة.

وتحدث الرئيس سلام في حفل غنائي أقيم مساء امس الأول في العاصمة، فشدد على «أهمية هذه اللحظة التاريخية»، مؤكداً أن «لبنان أمام فرصة حقيقية للإصلاح»، ومشيراً إلى أن «الثقة التي نالتها الحكومة هي ثقة بلبنان ومستقبل الشباب بلبنان، فهي حكومة الإصلاح والإنقاذ، أما بيروت فهي المدينة العريقة التي يحق لها العيش بسلام ويليق بها الجمال والحرية، فهي عاصمة الأدب والفنون في هذه المنطقة، وهذا الحشد الفني دليل واضح لعودة بيروت كما عهدناها».

الدعم الضروري

واعتبر المدير المعاون لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي هاوليانغ شو بعد زيارة ليومين أن لبنان يحتاج في هذه المرحلة الحرجة إلى المساعدة ، والدعم هذا يمكن أن يشكل عاملاً حاسماً في تعزيز الاستقرار والتعافي وإعادة الإعمار.

جنبلاط يتطلَّع مجدَّداً إلى زيارة سوريا

سياسياً، وفي محاولة لاحتواء الوضع في منطقة جرمانا أعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه سيزور سوريا مجدداً، وطلب موعداً للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، وليقول من هناك أن الشام هي عاصمة سوريا.

وطالب جنبلاط، في المؤتمر الصحفي لذكرى استشهاد والده كمال جنبلاط  أحرار سوريا أن يحذروا من المكائد الاسرائيلية.

وكان كلام رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو عن نية اسرائيل حماية الدروز في سوريا وقع الاثر السيىء في مختلف الاوساط اللبنانية والعربية.

ووجَّه وجهاء ومشايخ جرمانا بيانا للمعنيين قالوا فيه أنه :كنا وما زلنا جزءاً أصيلاً من ريف دمشق وسوريا، ونرفض الفتنة وندعم محاسبة المسؤولين عنها.

لمناسبة 16 آذار ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، قال: صبرنا وصمدنا وانتصرنا بعد 42 عاماً، سقط النظام السوري وتحرر الشعب، وعادت الحرية إلى سوريا بفضل أحمد الشرع.

وقال: نريد 16 آذار ذكرى شعبية كبيرة، مضيفاً: من يريد أن يأتي من المسؤولين والاحزاب أهلاً وسهلاً به، ولن توجه أي دعوة، وسيكون هناك علم واحد، وهو العلم اللبناني.

المطار

على صعيد الوضع في المطار، وبعد ما انتشر عن ضبط أموال مهربة إلى لبنان، وفي إطار السعي إلى تعزيز الوضع الامني هناك، زار وزراء المال والداخلية والاشغال : ياسين جابر وأحمد الحجار وفايز رسامني المطار، وعقدوا اجتماعاً حضره قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري والمدير العام للطيران المدني  فادي الحسن، وقائد سرية التفتيشات في قوى الامن العميد غزت الخطيب، وجرى التركيز على تفعيل عمل أجهزة الكشف على حقائب الركاب والبضائع.

استمرار الانتهاكات

ميدانياً، وفي جديد الخروقات الاسرائيلية، أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه مواطنين كانوا على الطريق بين بلدتي العديسة وكفركلا، ونفذت قوات الاحتلال قصفاً على أطراف بلدة كفرشوبا، كما شنت غارات وهمية في منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو متوسط.

  وقرابة السادسة مساء أمس، سُجِّل قصف مدفعي معادٍ إستهدف اطراف مزرعة بسطرة لجهة مزارع شبعا المحتلة.

الى هذا، حلّقت مسيّرات إسرائيليّة بكثافة فوق جبل الريحان في منطقة جزين. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو متوسط.

وقد أقرّ نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري «أن الحكومة غير قادرة على إخراج إسرائيل بالقوة العسكرية من بلادنا».وقال متري على ما نُقِلَ عنه في حديث تلفزيوني : لا نملك حالياً إلّا تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا. 

وأضاف: نسعى أن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم، وأن يكون الجيش اللبناني مسؤولاً عن تأمين الحدود والدفاع عن السيادة!

المنشورات ذات الصلة