عاجل:

لبنان مع العرب في مواجهة «الخطط الترامبية»... (الديار)

  • ٢٢

كتب ميشال نصر:

في واجهة الحدث اللبناني، ظلت جولة رئيس الجمهورية جوزاف عون الخارجية من الرياض الى القاهرة محط اهتمام اللبنانيين، الذين توقفوا باهتمام، عند ما ورد في البيان المشترك من تأكيد على دور الجيش واهمية دعمه. مواقف لا بد ستلقى ترجمة فعلية من خلال الدعم العربي الموعود في زيارة رسمية سيجريها الرئيس عون الى الرياض مجدداً حيث سيوقع اتفاقات في مختلف المجالات، تليها زيارة لولي العهد الى بيروت تلبية لدعوة وجهها اليه الرئيس عون.

زيارة الرياض

وفي قراءة تحليلية لنتائج الزيارة، رأت مصادر سياسية أنها جاءت «كمكافأة» لانجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وفقا لما يرضي المجتمعين العربي والدولي، اذ جاءت كفرصة للبنان للخروج من سنوات العزل الديبلوماسي، وللتأكيد على العلاقة الجيدة والمتينة بين لبنان والمملكة، في مؤشر على الرغبة اللبنانية في تعزيز هذه العلاقة على مختلف الأصعدة، وبالتالي جاءت تجديدا لـ «الشراكة» العربية المشتركة التي تراجعت بسبب تموضع لبنان السابق.

القاهرة

ومن المملكة توجه الرئيس اللبناني الى مصر للمشاركة في اجتماع القمة العربية، حيث كانت له سلسلة لقاءات، على هامشها، مع مجموعة من القادة الحاضرين، ابرزهم، الامين العام للامم المتحدة، الرئيس المصري، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الامين العام لجامعة الدول العربية، امير قطر، ملك الاردن، الرئيس الفلسطيني، الرئيس السوري، الرئيس العراقي، الذي ابلغ باستمرار المساعدة العراقية في مجال الفيول، وامكان رفعها.

وتنعقد القمة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير الديناميكيات التقليدية الحاكمة للاعراف السياسية والديبلوماسية والعلاقات الدولية، من اوكرانيا الى غزة، حيث تستشعر العديد من الدول العربية خطر النزعة العدوانية والتوسعية الإسرائيلية، ما يثير حالة من الغموض والضبابية بخصوص موقف واشنطن تجاه المنطقة وسلوك إسرائيل المستقبلي فيها، وهو ما ظهر بشكل واضح في المواقف السياسية الصادرة عن دول عديدة خلال القمة العربية، في مقدمتها مصر والأردن والسعودية.

اوساط ديبلوماسية عربية، رأت ان العرب باتوا على قناعة اليوم أنهم جزء أساسي من الصراع، بعد أن بات أمنهم القومي مهددًا في ظل خطة ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين على حساب الدول العربية، لذلك فإن الخطة العربية الرامية إلى إعمار غزة دون تهجير سكانها بحاجة إلى قرار عربي واضح رافض للخطة، والمطالبة بوقف الحرب ومنع عودتها من جديد، وضمان تثبيت الفلسطينيين على أراضيهم، ورفض تصفية القضية الفلسطينية برمتها، من هنا «واجب القمة توجيه رسائل واضحة برفض مخطط ترامب».

واشارت الى ان السلاح الأقوى في يد العرب لمواجهة المخططات الأميركية - الإسرائيلية، يكمن في اتخاذ موقف عربي واضح وجلي، والضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دوليًا، وضمان وقف الاستيطان والاعتداءات على الضفة الغربية، وضمان وقف مخطط الضم، مبدية خوفها في المقابل من الرد الاميركي، خصوصا ان العديد من الدول العربية تعاني من مشاكل كبيرة، وبحاجة الى المساعدة الدولية، وبالتالي فان موقفها الجامع قد يضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن، تماما كما حصل مع الرئيس الاوكراني.

المنشورات ذات الصلة