خاص – "إيست نيوز" – اجمعت مراجع ديبلوماسية لبنانية وعربية على عدم استغراب ردة الفعل الاسرائيلية والأميركية تجاه تبني القمة العربية غبر العادية التي عقدت في القاهرة امس للخطة المصرية لاعادة اعمار غزة من دون نقل اي من سكان القطاع الفلسطينيين الى اي دولة مجاورة او في العالم خلافا للخطة التي كشف عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب والتأييد الإسرائيلي الذي حظيت به نتيجة حكم المتشددين في تل أبيب.
وقالت هذه المصادر لـ "ايست نيوز" انه كان من الغباء ان تلقى المبادرة موافقة اميركية على الرغم من تلميح القمة من ان الخطة الجديدة ستطرح على الادارة الاميركية لان تطبيقها لا يمكن ان يتم بدون موافقتها ومشاركتها في عمليات الإعمار للقطاع عدا عن الحاجة الى مشاركة العديد من الشركات الاميركية والدولية المتخصصة في لإعمار والانشاءات الكبرى فالحديث عن عشرات المليارات كتكلفة مقدرة للخطة لا يمكن المضي فيها خارج موافقة الدول الكبرى وهي بالمختصر المفيد خليجية وأميركية واما بالشراكة بين هذه الدول وخصوصا بالنسبة الى الشركات العابرة للقارات.
وعلى هذه الخلفيات قالت هذه المراجع انها بحاجة الى بعض الوقت لمناقشة تفاصيل الخطة مع التوقع بان موافقة اميركية لا بد منها ان تاتي لاحقا على خلفية سعي الادارة الجديدة الى توسيع الاستثمارات الاميركية في الخارج ولا سيما تلك التي لها مردود لم تعرفه بلادهم من قبل فالتكلفة المقدرة في مرحلتها الأولى تتحدث عن عشرين مليار دولار فيما الخطة الشاملة تتجاوز الـ 60 مليارا قبل اكتمال اعادة الاعمار وهي عملية مفتوحة على المجهول من الأرقام.
وانتهت هذه المصادر لتقول ان للبحث صلة في هذا الموضوع وأنه من الصعب الحكم على ما يمكن ان تشهده المواجهة الأميركية – العربية وخصوصا ان الاجماع الذي حظيت به الخطة لا يمكن الاستهانة به. فللعرب كلمتهم في مجالات الاستثمار الدولية وهي لغة يفهمها الرئيس الأميركي فكيف له ان يرفض مثل هذه الشراكة المطروحة.
ما بالنسبة للهموم الامنية الكامنة خلف المعارضة الاسرائيلية فقد كفلتها الخطة لإرضاء هذه الدولة وهي التي قالت بانهاء وجود حركة حماس في القطاع تدريجا وخصوصا ان اعيد ضمه الى الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وأريحا لمن نسي انها هذه هي الأراضي التي انشئت عليها هذه الدولة بموجب اتفاق اوسلو والتي عمل على نسفها الاسرائيليون كما الايرانيون وبعض العرب ويكفي التذكير بهذا العنوان لفهم الكثير من الخفايا التي لا بد ان تظهر يوما ما وهو ليس ببعيد.