كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:
تستهل الحكومة اليوم مشوارها الإصلاحي على وقع طبول الحرب والتهديدات من قبل إسرائيل كوسيلة ضغط لفرض شروط إضافية يرفضها لبنان، وكان ذلك واضحا من خلال كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة، بالتأكيد على الثوابت اللبنانية بسيادة الدولة على أراضيها ورفض أي احتلال، وحصر السلاح بيد الدولة، وكذلك رفض حروب الآخرين على الأرض اللبنانية.
وتتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء الأولى لحكومة الرئيس نواف سلام بعد نيلها الثقة، والتي دعا إليها اليوم الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس العماد جوزف عون.
وكان متوقعا أن تشهد الجلسة تعيينات أمنية، خصوصا في منصب قيادة الجيش بعد انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية في 9 يناير 2025.
إلا أن جدول الأعمال الخاص بالجلسة لم يتضمن إدراج تعيينات، ومن غير المستبعد تاليا أن يدرج اقتراح من خارج جدول الأعمال بتعيين جزئي في منصبي قائد الجيش والمدير العام لأمن الدولة والمدير العام للأمن العام، في ضوء معلومات لـ «الأنباء» أشارت إلى توافق الأربعاء على اسمي العميدين رودولف هيكل لقيادة الجيش، وحسن شقير للمديرية العامة للأمن العام.
وكان مسؤول رسمي كشف لـ «الأنباء» عدم التوصل حتى مساء الثلاثاء إلى اتفاق حول «التعيينات الجزئية، وليس بالضرورة منصب قائد الجيش، بل ربما الملحقات الخاصة به». ولم يشأ التعليق على ما تردد عن طرح كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب اسمي عميدين من الجيش والأمن العام لخلافة اللواء إلياس البيسري في المديرية العامة للأمن العام، إلى ان تم التوافق كما تردد أمس على اسم نائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.
وبات مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن رودولف هيكل الأقرب إلى ترقيته لرتبة عماد وبالتالي تولي قيادة الجيش، كما يقترب العميد ادكار لاوندس من الجيش اللبناني، وهو يشغل حاليا منصب قائد قطاع جنوب الليطاني، وممثل الجيش اللبناني في اللجنة الأمنية الخماسية التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، من منصب المدير العام لأمن الدولة.
وستشهد الأيام المقبلة مزيدا من الاتصالات لحسم هوية الحاكم الجديد لمصرف لبنان بين مرشحين عدة يجري التداول بأسمائهم أبرزهم وزير المال السابق جهاد أزعور، ووزير العمل السابق كميل أبو سليمان، إلى كل من كريم سعيد (شقيق النائب السابق فارس سعيد) وكارلوس أبو جودة وفراس أبي ناصيف (شقيق زوجة نجل رئيس الحكومة).
وتردد استمرار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في الخدمة، بعد تمديد سن تقاعده القانونية مرتين أسوة بالقائد السابق للجيش (الرئيس عون)، إلى تأجيل تعيين مدير للمخابرات في الجيش ورئيس لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
على أي حال، أدرج في جدول الأعمال الخاصة بجلسة الحكومة مناقشة المواقع الخاصة بستة سفراء من خارج الملاك الديبلوماسي لجهة تمديد خدمات بعضهم، أو تعيين جديد كامل أو جزئي.
وفي شق متصل، كانت الإطلالة اللبنانية الخارجية الأولى للعهد إيجابية ويبنى عليها، سواء من خلال زيارة المملكة العربية السعودية والاستقبال اللافت، وان لم تدخل في تفاصيل المطالب اللبنانية التي سيتم بحثها لاحقا في زيارة مقبلة لرئيس الجمهورية برفقة رئيس الحكومة نواف سلام لإعادة العلاقات اللبنانية ـ السعودية إلى عصرها الذهبي، كما لقيت الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة قبولا واستحسانا واسعين.
وفي وقت حسم وزير الداخلية العميد أحمد الحجار أمر الانتخابات البلدية، وحدد مواعيد إجرائها على مدى أربعة أسابيع بين 4 و25 مايو المقبل، فإن الانتخابات النيابية التي ستجري في مايو من السنة المقبلة يثار حولها الكثير من الهمس لجهة تعديل قانون الانتخاب الذي يكون دوما موضع خلاف.
وفيما يطالب البعض بوضع قانون جديد يكون لرئيس الحكومة رؤية فيه كونه شارك في نقاشات سابقة في هذا الشأن، يتوقع رفض غالبية القوى السياسية لذلك. فيما يميل كثيرون، كما يقول الرئيس نبيه بري، إلى إجراء تعديل طفيف بالسماح للمقترع بمنح صوتين تفضيليين بدلا من صوت واحد كما هو في القانون الحالي، على اعتبار أن هذا التعديل يحد من الاصطفاف الطائفي. وفي الجنوب، أفاد عدد من سكان القرى الحدودية، بأن حذرا يسود تحركاتهم في القرى والبلدات المدمرة في الحافة الأمامية، إذ يعمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار، وتسيير دوريات آلية في مناطق متقدمة من أحياء القرى. ويواجه عدد من المزارعين صعوبة في تفقد بساتينهم المتاخمة لمستوطنة المطلة، وكذلك على المقلب الآخر في خراد بلدة ديمر ميماس، جراء خطر إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي. ويجمع كثيرون من المواطنين على وصف يومياتهم بـ «الصعبة للغاية» في تلك المناطق، خصوصا لجهة إقدام البعض منهم وبمبادرة فردية على إعادة بناء ما تهدم من بيوت، وغرف كانت مخصصة للاستخدام الزراعي.
وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية، بأن مسيرة إسرائيلية ألقت قبل ظهر الأربعاء قنبلة صوتية في اتجاه مواطن على الطريق المؤدية من تل النحاس إلى كفركلا.
كذلك أشارت «الوكالة» إلى تحليق مسيرة إسرائيلية على علو منخفض في أجواء بلدة الناقورة.
وقرابة الظهر استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة في رأس الناقورة، وأفيد عن إصابة شقيقين كانا يتفقدان أرزاقهما.