عقد وزير الأشغال العامة، فايز رسامني، اجتماعًا صباح اليوم الخميس مع مديري الصيانة والطرق والمباني في الوزارة، إضافة إلى المتعهد المعني، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى غرق أوتوستراد سن الفيل – الدكوانة بالمياه يوم أمس الأربعاء.
وأكد رسامني، في حديثه إلى إذاعة "صوت لبنان"، أن "التفتيش المركزي والجهات المعنية بدأت تحقيقًا دقيقًا ومفصلًا في الحادث لاتخاذ التدابير القانونية المناسبة".
وأشار إلى الوضع المتردي للبنى التحتية الحيوية في لبنان، والتي تعاني من التدهور على مدار سنوات طويلة، مؤكداً أن "هذا الوضع يستدعي اتخاذ تدابير سريعة ومؤقتة، مثل طلب من مجلس الوزراء تخصيص موازنة مالية عاجلة لبدء أعمال إعادة تأهيل البنى التحتية، بالإضافة إلى محاسبة المخالفين والمرتكبين".
وفيما يتعلق بملف التعيينات، أوضح رسامني أنه "ليس لديه أي فكرة عن هذا الموضوع".
وكان قد تعرض أوتوستراد سن الفيل - البوشرية ميرنا الشالوحي، يوم أمس الاربعاء، لفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، مما تسبب في تعطيل حركة السير وازدحام مروري كثيف.
وفي الساق نفسه، علّقت جمعية "اليازا" في بيان على "تشكل السيول امس، جراء الامطار، والتي حولت شوارع العاصمة وضواحيها الى مستنقعات وتسببت باختناق مروري"، واكدت انه "من غير المنطقي تحميل الحكومة الاولى للعهد، التي لم تمضِ ايام على ولادتها مسؤولية إهمال الوزارات المتعاقبة لجهة انكفائها عن تنظيف مجاري الصرف الصحي واقنية المياه ومجاريها، ومن الواجب ان تتمتع اعمال الوزارات واداراتها العامة بالاستمرارية، فلا تتأثر بتغيير المناصب وتبدلها او بالفراغات التي تحدث على مستوى هيكلية الدولة".
واشارت الى انه "يقتضي بذل كل الجهود المضنية من قبل الاجهزة الوزارية والبلدية والادارية المختصة، لفتح مجاري الصرف الصحي وقنوات مياه الامطار ومجاريها تفاديا لكارثة أخرى كالتي حلت بالامس في عدد من مناطق العاصمة والضواحي فاحتُجز عشرات الآلآف من المواطنين في سياراتهم لساعات طويلة وطلاب في حافلاتهم ينتظرون فرجاً لم يأتِ الا مع إصلاح جدي بنّاء يقضي على فساد مستشر يتحكم بالشعب اللبناني".
تابعت:"لئن كانت حكومة الرئيس سلام، مشكوراً لبادرته، بفتح تحقيق في ما حصل اليوم من كوارث مرورية، فلن تبقى هذه الحكومة بمنأى عن المسؤولية ان لم تسارع الى ممارسة واجباتها لاحقاً بما يتعلق بصيانة المجاري المذكورة، وإلا فسوف نكون أمام ترهل مؤسساتي بالغ الخطورة غير قابل للإصلاح ما ينعكس على العهد برمته، وهو العهد الذي يعول عليه اللبنانيون لإصلاح الخلل البنيوي الذي ينعكس انهيارا وافلاسا وانحطاطا وهدرا يصيب كل القطاعات الخدماتية والمعيشية".
ختمت:"تكرر اليازا ما سبق وأبدته مرارا وتكرارا من وضع إمكاناتها على مستوياتها كافة بتصرف الإدارة لمساعدتها على التخلص من هذه الكوارث المتلاحقة المترافقة مع كل زخة مطر، وهي تصرّ على رفع الضرر المتربص بالطرق وقائيا قبل حدوثه، وهي تشير الى انه من النادر ان عوقب المسؤولون عن هذا الإهمال المتمادي والمستمر، عسى أن تكون حوادث اليوم عبرة لتحريك القضاء واجهزة التفتيش في الوزارات والبلديات المعنية لمعاقبة كل متقاعس ومسؤول".