عاجل:

إسرائيل تحت اختبار حقيقي: أربعة أسوار انهارت في 7 أكتوبر والكارثة كانت حتمية

  • ٣٤

هآرتس - الوف بن

تحقيقات شعبة الاستخبارات العسكرية والشباك حول الفشل في 7 أكتوبر تصف اعدادات حماس للحرب والعمى والانغلاق في الطرف الإسرائيلي. فهي توفر اطلالة نادرة على إجراءات العمل في جهاز الاستخبارات، وحتى أنها تكشف الخلافات الداخلية في موضوع مواجهة حماس: الاستخبارات العسكرية أظهرت ثقة كبيرة بالنفس وتحمس اكثر من الشباك، الذي حذر من ازدياد قوة حماس وطرح اغتيال كبار قادتها في عملية وقائية.

لكن رغم الفروق في المقاربة بينهما فان الجهازين ارتكبا نفس الخطأ. فقد اضاعا فرصة اتخاذ قرار حماس مهاجمة إسرائيل وحدها من قطاع غزة بدون انتظار الشركاء في محور المقاومة وعلى رأسهم حزب الله. هذه كانت نقطة الحسم لرئيس حماس يحيى السنوار في الطريق الى الحرب، الامر الذي اختفى كليا من امام ناظري شعبة الاستخبارات “أمان” والشباك. فقد فشلا في جمع المعلومات عندما لم يعرفا ما يحدث في قيادة العدو. وفشلا أيضا في التحقيق عندما لم ينجحا في تصور هجوم على طول الجبهة وبصورة مفاجئة كليا، ولم يتساءلا هل التهدئة النسبية على الحدود تعكس خداع استراتيجي لحماس، الذي استهدف تخدير إسرائيل.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومن استبدله لفترة قصيرة، نفتالي بينيت ويئير لبيد، وافقوا على التقديرات الاستخبارية بأن الوضع محتمل ولم يتم تحديها. اتباع نتنياهو الاغبياء يعرضونه كعبقري استراتيجي فريد في نوعه، وقلقه العميق وحذره الزائد كبوليصة التأمين الوطنية. يبدو أن هذا هو الأساس لادعاء الدفاع عن نتنياهو، الذي يقول بأنه لو أنهم ايقظوه في الليلة التي سبقت هجوم حماس لكان ارسل كل الجيش المنطقة ومنع المذبحة في بلدات الغلاف وفي مواقع الجيش الإسرائيلي. هذه الرواية غير مقنعة، لأنه في الهجوم الذي سبق الحرب، حتى في الساعات التي كان فيها مستيقظ، نتنياهو لم يطلب من الاستخبارات إعادة فحص التقديرات. حسب معرفتنا هو لم يسأل: ماذا لو كنتم مخطئين والسنوار يخدعنا بالتهدئة، وفي الحقيقة هو يخطط لتجسيد ميثاق حماس وشن حرب تدميرية ضد إسرائيل.

نتنياهو لم يعرض حتى الآن على الجمهور روايته. فقد اكتفى بالتنصل من المسؤولية عن الكارثة والقاء التهمة على الخاضعين له. ولكن من السهل فهم لماذا هو لم يناقش تقديرات الاستخبارات قبل الحرب، التي قللت من شدة الخطر القادم من غزة، لأنها أيدت سياسته، التي اعتبرت حماس حليفة. بالنسبة لنتنياهو التهديد الرئيسي لإسرائيل كان وما زال اكراهها دوليا على إقامة دولة فلسطينية في المناطق. هو خشي من دعم المجتمع الدولي للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. سيطرة حماس، العدو اللدود لعباس، في قطاع غزة ظهرت لنتنياهو كسور دفاع دبلوماسي امام تقسيم البلاد بثمن مقبول، وهو تبادل اللكمات بين حين وآخر واستثمارات كبيرة في التحصين

التمويل القطري لحماس مكن نتنياهو من مواصلة هذه السياسة وارسال الحساب للأمير الغني في الخليج. لقد وضع جانبا تحذيرات الشباك ووزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان من إساءة استخدام حماس لحقائب الأموال لزيادة قوتها العسكرية. نتنياهو رفض أيضا كل الاقتراحات للقيام بهجوم وقائي لإسرائيل في القطاع، التي اعتبرها مخاطرة مبالغ فيها. فقد استهدف الرأي العام في إسرائيل الذي يحب التهدئة والهدوء وتعامل مع الفلسطينيين كـ “شوكة في المؤخرة”، كما وصف بينيت. جيران غير لطيفين بشكل خاص، الذين بين حين وآخر يزعجون، ولكنهم لا يزعجون وبحق احتفالات الهاي تيك والعقارات في تل ابيب أو الانقلاب النظامي لليمين.

هكذا، إسرائيل غلفت نفسها في السنوات التي سبقت 7 أكتوبر بأربعة اسوار انهارت في لحظة الاختبار. الاستخبارات وثقت بالحماية التكنولوجية لوسائل جمع المعلومات المتقدمة، التي وفرت لها الإنذار. والجيش وثق بسور الدفاع وجهاز الرقابة واطلاق النار الذي فوقه بأن تخيف العدو وتفشل أي محاولة لاختراق الحدود. نتنياهو اعتمد على أموال قطر ووثق بأنها ستشتري له الهدوء. وفي أساسها كلها كانت هناك الحماية النفسية: الإسرائيليون ببساطة لم يتخيلوا أن الفلسطينيين يمكنهم تخطيط وتنفيذ هجوم معقد بهذا القدر. فقط السنوار وشركاءه قاموا بحل لغز ثقة إسرائيل بالنفس ونجحوا في اختراق الاسوار الأربعة بدون أن تطلق الاستخبارات أي تحذير.

المنشورات ذات الصلة