عاجل:

خوفًا من الحرب ومن عدم الاستقرار الداخلي .. إيران تدرس بحذر ردها على إسرائيل

  • ٦٠

ايست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل

منذ اغتيال إسماعيل هنية انتظرت إسرائيل وواشنطن والشرق الأوسط الرد الإيراني الموعود وبعد مرور ما يقرب من أسبوعين لم يأتِ الرد حتى الآن بينما تتصارع طهران مع كيفية حساب هجومها المضاد.

في العلن يواصل المسؤولون الإيرانيون التحذير من رد انتقامي موجع ولكن في الاجتماعات الخاصة مع قادة وكلائها المسلحين وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات تدعو إيران إلى توخي الحذر سعياً إلى تحقيق التوازن بين أي استعراض للقوة والرغبة في تجنب حرب شاملة في المنطقة. ولكن تحقيق هذا التوازن سيكون صعباً فقد أدى أول هجوم مباشر شنته إيران على إسرائيل إلى محو الخطوط الحمراء التي لطالما احتوت حرب الظل بين البلدين ولكن تجنب الجانبان مواجهة أوسع. أما هذه المرة أصبحت إيران أكثر اضطراباً من الناحية السياسية في الداخل وأقل يقيناً من ضبط النفس الإسرائيلي.

قال مصدر لبناني على صلة وثيقة بحزب الله إن الإيرانيين وحلفاءهم يدرسون خطواتهم بحذر لخوف إيران من أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تضربان برنامجها النووي مستخدمةً صراعًا واسع النطاق كذريعة لتحييد الردع النووي الإيراني.

وهناك رواية مماثلة قدمها نائب في البرلمان العراقي على صلة وثيقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق حين قال إن طهران تريد رد محدود لأنها لا تريد توسيع نطاق الحرب.

وأشار علي أصغر شفيعيان المستشار الإعلامي لحملة الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً مسعود بيزشكيان إلى أنه من غير المرجح أن يكون رد طهران الانتقامي تكراراً لما حصل في نيسان وقال لصحيفة "واشنطن بوست" إن مقتل هنية كان مهمة استخباراتية وسيكون رد إيران ذو طبيعة مماثلة وعلى مستوى مماثل وأضاف أن إيران سترد بعد أن تأخذ وقتاً "للتأمل والصبر". وأقرّ بأن تداعيات اغتيال هنية تحدٍ كبير بالنسبة إلى بيزشكيان لكن الحكومة قادرة على "إدارة الوضع".

كانت الولايات المتحدة متكتمة حول كيفية ردها على هجوم إيراني آخر على إسرائيل مؤكدةً أن تركيزها كان منصباً على الدعوة إلى وقف التصعيد وتحصين دفاعات حليفتها.

قال عباس إبراهيم مدير الامن العام اللبناني السابق أن المنطقة تنظر إلى عمليات الاغتيال المتتالية على أنها محاولة من نتنياهو لإشعال صراع أوسع وأنه ليس لديه مصلحة في وقف الحرب و يريد جر الولايات المتحدة إلى ذلك.

ويرى مارك بوليميروبولوس وهو ضابط عمليات كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن رد الاستخبارات الإيرانية قد يأخذ شكل هجمات على أهداف إسرائيلية ناعمة في الخارج مثل السفارات حيث لا يعتقد أن إيران قادرة على ضرب مسؤولين أمنيين إسرائيليين على الأراضي الإسرائيلية.

يرى مسؤول عراقي على صلة وثيقة بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة أن حلفاء طهران في العراق وسوريا يخططون لمهاجمة القواعد الأمريكية في هذين البلدين مع شن إيران هجومها المتوقع على إسرائيل وأضاف أنه تم إبلاغ هذه الجماعات بأن تكون في "حالة تأهب قصوى".

وفي صلاة الجمعة في طهران أشار أحمد خاتمي وهو إمام محسوب على المتشددين إلى أن تأخر الرد الإيراني كان استراتيجياً وقال: "نحن نبقي سلطات النظام الصهيوني في حالة من القلق".

لكن المحللين يقولون إن ذلك يسلط الضوء أيضًا على قلق إيران نفسها في لحظة حساسة من التحول السياسي فبيزشكيان هو أول رئيس إصلاحي لإيران منذ ما يقرب من عقدين من الزمن حيث تعهد بحملته الانتخابية بمزيد من الانخراط مع الغرب على أمل تخفيف عبء العقوبات التي تفرضها واشنطن وحلفاؤها ومن شأن الحرب الإقليمية أن تزيد من عزلة إيران وتعميق أزمتها الاقتصادية.

قال بيزشكيان في مكالمة هاتفية يوم الأحد مع رئيس المجلس الأوروبي إن إيران تدعم السلام والأمن لجميع الدول في جميع أنحاء العالم وأن أي تحرك يهدد السلام في أي جزء من العالم يجب أن يتوقف.

المنشورات ذات الصلة