عاجل:

ممنوع القيام بمغامرة في سوريا (يسرائيل هيوم)

  • ٢٤
  • يسود وقف إطلاق النار قطاع غزة، وفي ظله، قامت "حماس" بترميم قوتها وعادت إلى السيطرة على القطاع وسكانه بيد قوية. بينما في لبنان، يحتفظ الجيش الإسرائيلي على طول خط الحدود بوجود رمزي يجري تصويره جيداً في وسائل الإعلام ، لكن حزب الله عاد، وهو يرمّم قدراته وقوته، ويخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه قبل 3 أشهر.
  • لكن بالنسبة إلى مَن يسأل: إلى أين تتوجه طاقة الدولة الإسرائيلية حالياً؟ فالجواب هو ليس نحو القضاء على "حماس" في غزة، أو نحو إخضاع حزب الله، كلا، كلا. الطاقة موجهة نحو تشجيع مغامرة في سورية، مغامرة حمقاء تفتقر إلى منطق سياسي، أو عسكري، وهي مضرّة لنا في المستقبل.
  • في مطلع كانون الأول/ديسمبر، شهدت دمشق تطوراً أدى إلى انهيار نظام بشار الأسد... لقد حرص الأسد على المحافظة على الهدوء على طول الحدود، لكنه سمح لإيران بالتمركز في بلده، وساعدها على تحويل حزب الله إلى تهديد كبير لنا. والآن، حلّ أحمد الشرع مكانه، الذي نعرفه باسم "أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام"، الكيان الذي تعود جذوره إلى القاعدة و"داعش".
  • منذ ذلك الوقت، لا يمرّ يوم من دون أن يرسل لنا الشرع رسالة تهدئة، وحتى مصالحة. وتنبّأ عدد من الناطقين بلسانه باحتمال توقيع اتفاق سلام معنا، حتى هو نفسه يشرح أن سورية دولة مدمرة، ولا تريد الحرب، وكل ما تريده علاقات جوار طيبة مع الدول المحيطة بها. بالنسبة إلى الشرع، العدو هو إيران وحزب الله...
  • هل يمكن أن نثق بالشرع ونصدّق كلامه؟ قطعاً لا. يجب التعامل معه وفق قاعدة "احترمه، لكن لا تثق به"، ومتابعة أفعاله، وليس فقط تصريحاته، وعدم السماح بقيام كيان "إرهابي" في شمالنا، إذا اختار الشرع طريق المواجهة، الأمر الذي لا يبدو معقولاً حالياً. وفي الوقت عينه، ليس لإسرائيل مصلحة في تصوير نفسها كعدوة لسورية الجديدة، ما دامت هذه الأخيرة لم تُظهر العداوة والعداء لنا.
  • لكن في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ارتكبت إسرائيل كل الأخطاء الممكنة في سورية. أولاً، احتلت أراضي في داخل سورية من دون أن يكون لذلك ضرورة أمنية، فقط لأنها قادرة، ولأن الأمر يبدو جيداً؛  ثانياً، الإعلان الفارغ من المضمون بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوبي دمشق، وهي في طبيعة الحال غير مفيدة؛ وأخيراً إعلان مساعدتها الدروز الذين لا يطلبون مساعدتنا بتاتاً.
  • إن الدروز في سورية، مثلهم مثل دروز لبنان وإسرائيل، يعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من الدولة التي يعيشون فيها. وحالياً، يناضلون دفاعاً عن مكانتهم في سورية، في مواجهة الشرع ورجاله الذين لاحقوهم وقتلوهم في الماضي. لكن الدروز يعتبرون أنفسهم سوريين، ومن المهم الإشارة إلى أنه لا يخطر في بالهم طلب مساعدة مباشرة من إسرائيل. ففي النهاية، هم يعرفون جيداً أن سياستنا تتغير بسرعة، وأن مستقبلهم هو في البقاء في المجال السوري، ولا يريدون أن يوصَم هذا المستقبل بتهمة التعاون معنا.
  • بهذه الطريقة، فرضت إسرائيل نفسها كمسألة مركزية على جدول الأعمال السوري، بينما كانت تُعتبر، في نظر كثيرين من السوريين، عنصراً إيجابياً ومتعاطفاً، في ضوء الضربات التي وجّهناها إلى حزب الله. والآن، أصبح الجميع في سورية، وقريباً في الخليج، يعتبروننا دولة متسلطة، وكل ما تريده هو إظهار قوتها والتوسع واحتلال مزيد من الأراضي التي ليست لها.
  • نحن ندفع سورية بأنفسنا إلى أحضان تركيا، ومَن لا يريد الشرع، سيحصل على أردوغان.
  • إن الدفاع عن إسرائيل يجب أن يجري من الأراضي الإسرائيلية. لو فعلنا ذلك في 7 أكتوبر، لما حدثت الكارثة. يمكننا  الدفاع عن إسرائيل من خلال الكشف عن قدرات العدو العسكرية  وتدميرها. لو فعلنا ذلك في الوقت المناسب في لبنان، لوفّرنا على أنفسنا كثيراً من المتاعب.
  • إن الدفاع عن إسرائيل لا يكون بالتصريحات الجوفاء وتحركات من العلاقات العامة، لا تخدم أمننا القومي،  بل تضرّ به.
المنشورات ذات الصلة