بقي الوضع الداخلي تحت وطأة المشكلات الأمنية، والعمليات الجارية في الجنوب على خلفية القصف والملاحقة، والتشويش على إعادة التطبيع في قرى الحافة الأمامية، واستمرار سقوط الشهداء والجرحى، وآخرهم سقوط جندي من الجيش اللبناني شهيداً بعارض صحي، بعد استهداف المشيعين في كفركلا بالرصاص والمسيّرات واطلاق القنابل الصوتية.
وتركزت الاتصالات، وفقاً للمصادر اللبنانية على منع الاحتلال من الاستمرار بانتهاكاته، خصوصاً وأن لبنان ملتزم بكامل مندرجات القرار 1701.
المقرّ الخاص والتعيينات
وسط هذه التحديات خطت الحكومة الجديدة اولى خطواتها نحو تنفيذ برنامجها لتطبيق ما لم يطبق في اتفاق الطائف ودستوره، بتقرير اختيار مقر خاص لجلسات مجلس الوزراء، ونحو إجراء التعيينات الادارية والعسكرية، بالتزامن مع المساعي والاتصالات الحثيثة لمعالجة تداعيات وانعكاسات الاحداث الخطيرة في سوريا على الداخل اللبناني، ولمتابعة ما يجري في الجنوب من انتهاكات اسرائيلية لوقف اطلاق النار واعتداءات على المواطنين العائدين.
وحسب معلومات مصادر وزارية لـ «اللواء»، فإن البحث ما زال قائماً عن المقر الخاص لمجلس الوزراء، وأن القرار اتخذ بعقد جلسة لمجلس الوزراء كل يوم خميس في المقر الخاص. وأن البحث ما زال قائماً بآلية التعيينات.وستعقد جلسة الخميس المقبل في القصر الجمهوري بإنتظار إيجاد المقر الخاص الملائم أمنياً ولوجستياً لإنعقاد الجلسات.
واوضحت المصادر ان مجلس الوزراء يتجه الى البدء بتعيين اعضاء الهيئات الناظمة لقطاعات النفط والكهرباء والاتصالات وغيرها، لكن لم يتم تحديد أي قطاع سيتم البدء به، والامر سيتم بعد انتهاء آلية التعيينات التي تعتمد الى نحو كبير على مباريات في مجلس الخدمة المدنية. وقد يتم تعيين قائد الجيش في هذه الجلسة او التي تليها. لكن حتى وضع الآلية النهائية للتعيينات الادارية لا شيء نهائياً بعد ولا قرار ولا اسماء، ما عدا التداول بأسماء الضباط المقترحين لتولي مناصب قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي وامن الدولة.
وبالتوازي، لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت.
كماافادت المصادر الرسمية ان الرئيس عون يجري الاتصالات اللازمة لمنع وصول اللهيب السوري الى لبنان، وبخاصة بعد الاشتباكات التي حصلت على الحدود الشرقية مع سوريا. وشدد على ضبط الحدود بين البقاع وسوريا لمنع اي توتر اونزوح جديد.
بلاسخارت إلى إسرائيل
وفي اطار التحرك لوقف العدوان، بدأت امس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى الكيان الإسرائيلي، حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين.وستركّز المناقشات «على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 2006».
وجاء في بيان للمنسقة: تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وتسلّم الجيش اللبناني الشحنة الاولى من هبة الوقود القطرية عن العام 2025 التي قدمتها دولة قطر عبر صندوق قطر للتنمية، بهدف دعم قدرات المؤسسة العسكرية لمواجهة الصعوبات في المرحلة الراهنة.
دبلوماسياً أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه اختار رجل الاعمال الاميركي اللبناني الاصل ميشال عيسى ، ليكون سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان. وقال ترامب على موقع تروث سوشيال: «ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية».
واعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، أن اختيار ميشال عيسى سفيراً أميركياً في بيروت يُظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية-الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة».
قاسم: 5 مرات وردت عبارة جنوب الليطاني في الاتفاق
سياسياً: كشف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن في اتفاق وقف النار، لا توجد بنود تحت الطاولة أو اتفاق سري وكلمة جنوب الليطاني وردت فيه 5 مرات وهذا الاتفاق هو جزء من 1701.
وأشار قاسم أن الاهداف التي استهدفها حزب الله كانت عسكرية وليست مدنية، معتبراً أن المقاومة بخير ومستمرة، ولكن خرجت وتأذت وبذلت تضحيات.
وقال قاسم: نحن مع بناء دولة قادرة وعادلة، ونخن عندما تصدينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة.
وعن الوضع داخل الحزب، كشف قاسم انه كان لدينا انكشاف زمني وبعض الخلل، ونجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر والمحاسبة.
وأكد: لن نتوقف عن المقاومة، وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية التي بلغت 2000 خرق اسرائيلي حتى الآن.
وأضاف: حتى لو بقي الجيش الاسرائيلي في النقاط الخمس كم سيبقون؟ فهذه المقاومة لن تدعهم يستمرون.
وأشار قاسم أن العلاقة مع رئيس الجمهورية تتسم بحرارة ايجابية، ونسعى إلى التعاون مع الرئيس سلام، ووجودنا في الحكومة ومنحها الثقة يأتيان في هذا السياق.
ولفت إلى أن العلاقة لم تنقطع مع التيار الوطني الحر، ولا يعيش ازمة من بقي على تحالف معنا.
وعلى الارض، واصل الاحتلال الاسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهت مدته في 18 شباط، عبر اعتداءات وخروقات متواصلة ضد المواطنين، جواً وبراً. وقد بدأ أهالي بلدة كفركلا الحدودية في جنوبي لبنان بالتجمع صباح الأحد في ساحة البلدة للمشاركة في تشييع 24 من أبنائها. وقد تجمعوا وسط ركام المنازل والمحال المدمرة. وحلّقت درون اسرائيلية منذ الصباح فوق المشيعين في البلدة، الذين قصدوا الجبانة لتشييع شهداء ارتقوا خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، منهم 7 مدنيين.
لكن قوات الاحتلال اطلقت النار تجاه المشيعين ما ادى الى إصابت مواطن برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون وهو بحالة خطرة.
ولاحقا، أفيد بأن قوات العدو أطلقت النار قرب بوابة فاطمة كفركلا مجدداً، مما أدى الى إصابة أحد العسكريين في الجيش اللبناني بجروح.
كما أطلق العدو النار مستهدفاً محيط تواجد رعاة الماشية في مزرعة بسطرة بقذيفة هاون.
والى ذلك سجّل تحليق لمسيّرات العدو في اجواء منطقة الهرمل.
وتوفي جندي في الجيش اللبناني، بعدما تعرض لأزمة قلبية، بعدما أطلق الجيش الاسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم تشييع شهداء كفركلا.
وفقد الاتصال بالجندي زياد شبلي في الجيش اللبناني لدى مروره في مزرعة بسطرة، وتوجهت دورية للجيش واليونيفيل باتجاه المجيدية للبحث عنه.
ورجحت المصادر أنه سلك طريق المزرعة على دراجة نارية، وسمع اطلاق نار وقذيفتين اسرائيليتين.
إشكال العاقبية
وفي بلدة العاقبية الساحلية وقع اشكال كبير بين اهالي البلدة وسوريين ، أطلقوا النار وتحركت قوة من الجيش اللبناني إلى المكان للسيطرة على الوضع.