عاجل:

الحريق السوري "يلتهم" آلاف الضحايا (نداء الوطن)

  • ٣٣

هل وقع المحظور في سوريا؟ وهل ما حاول النظام الجديد تفاديه، منذ إسقاط "نظام الأسد" وقع فيه؟

قد يكون من المبكِر جداً انكشاف حقيقة ما جرى منذ الخميس الفائت، عند بدء المعارِك، خصوصاً أن كل طرف يقدِّم روايته ولم تصدر "رواية موحدة" في ظل تناقض المعطيات والمعلومات.

ما هو مؤكد جملة من الوقائع التي لا يرقى إليها الشك:

أولاً، أن مجموعات النظام السابق، التي باتت تعرَف بـ"الفلول"، هي التي فتحت معركة السيطرة على الساحل السوري.

ثانياً، أن النظام الجديد قام برد فعل عنيف، خصوصاً بعدما أدت عملية "الفلول" إلى سقوط عشرات القتلى من قوات النظام وبدأت تتوارد الأخبار عن انتهاكات وعمليات قتل جماعية.

ثالثاً، الرئاسة السورية أعلنت أنها شكلت لجنة مستقلة للتحقيق في الاشتباكات التي وقعت في منطقة الساحل.

رابعاً، قوات سوريا الديمقراطية دخلت على خط المعارك من الباب السياسي والإعلامي، قائد قسد مظلوم عبدي دعا الرئيس الشرع لمحاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في الساحل متهماً الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف في المقام الأول وراء عمليات القتل. وقال عبدي لـ"رويترز: "نناشد الشرع التدخل لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبي المجازر".

كيف انفجر الوضع؟

مصادر أمنية ميدانية روت حقيقة ما حصل فقالت إن التوترات بدأت في الساحل السوري من بلدة بيت عانا التابعة لداليا في ريف جبلة الجنوبي، مسقط رأس قائد "الفرقة 25" سهيل الحسن، بعد تعرض دورية لاستهداف مباشر خلّف قتلى وجرحى، الخميس الفائت وتكرر الاستهداف أثناء إسعاف المصابين، ما دفع وزارتي الدفاع والداخلية لإطلاق حملة لملاحقة من تسميهم "فلول النظام".

وقبيل ساعات المساء الأولى، تكثفت الهجمات على نقاط تمركز عناصر الأمن العام ووزارة الدفاع من حواجز ومقار ومخافر أمنية في مناطق متعددة في الساحل، انتهت بسيطرة "الفلول" على عدة مناطق منها القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، ومحاصرة الكلية البحرية في جبلة، كما انتشرت في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس، إضافة إلى جبلة وبانياس.

التحركات دفعت الإدارة السورية للتحرك سريعاً وإرسال أرتال من المؤازرات قادمة من مناطق مختلفة، من وزارة الدفاع، تبعتها تعزيزات من فصائل كانت مع المعارضة سابقاً، وتعرضت هذه الأرتال لكمائن على الطرقات المؤدّية إلى الساحل السوري.

ووسط هذه التحركات، ظهر بيان يتحدث عن إنشاء ما سمي "المجلس العسكري لتحرير سوريا".

وبعد ساعات من تحركات عناصر النظام السابق، أعلنت الإدارة السورية امتصاص الهجوم، وفي صباح اليوم التالي، في السابع من آذار، انتشرت عناصر وزارتي الداخلية والدفاع في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس، وبدأت عمليات تمشيط للأرياف والبلدات المحيطة، واستعادة النقاط التي خسرتها.

واعتباراً من مساء الجمعة وفجر السبت بدأت العمليات الانتقامية والثأرية بشكلٍ غير مسبوق، وبدأت المعلومات تتوارد عن عمليات إعدام فردية وجماعية طاولت عائلات بأكملها، من علويين، ولم توفِّر عائلات مسيحية، ما دفع هؤلاء إلى اللجوء إلى قاعدة حميميم الروسية وعبور الحدود مع لبنان، عبر معابر غير شرعية، وصولاً إلى قرى علوية في عكار.

واشنطن: نقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية

وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، دعا الإدارة السورية الجديدة إلى محاسبة مرتكبي المجازر ضد الأقليات في سوريا. روبيو دان مَن وصفهم بـ"الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين"، بمن فيهم الجهاديون الأجانب، وأعلن أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وكذلك إلى جانب المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكرد، وتقدم تعازيها للضحايا وأسرهم.

ولبحث تداعيات ما يجري، عقد اجتماع دبلوماسي أمني في عمَّان، شارك فيه وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في الأردن وتركيا وسوريا والعراق ولبنان. اللافت أن الاجتماع دان كل المحاولات والمجموعات التي تستهدف أمن سوريا وسيادتها وسلمها.

إسرائيل لحماية الدروز

وفي تطور بارز أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ستسمح للعمال الدروز السوريين بدخول هضبة الجولان المحتلة. ولم يحدد بيان الوزارة موعداً لإصدار التصاريح. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن القيادة السورية الجديدة تشكل تهديداً لإسرائيل وتعهدت بالمساعدة في حماية الأقليات في سوريا، ومنها الدروز.

التعيينات لم تنضج بعد

في الشأن اللبناني، لم يحدد موعدٌ لجلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع بعد، كما أن التعيينات فيها لم تنضج بعد، وقد تحتاج إلى مزيد من التشاور، وفي معلومات "نداء الوطن" أن اسم قائد الجيش واسم رئيس جهاز أمن الدولة قد حسما، فيما لا يزال التباين قائماً على اسم المدير العام للأمن العام حيث توضَع أكثر من ملاحظة على الاسم الذي يقترحه الرئيس نبيه بري والملاحظات كافية لأن تشكِّل مانعاً لتعيينه. أما في ما يتعلَّق بالتعيينات في قوى الأمن الداخلي فقد أخذ الرئيس نواف سلام على عاتقه إنجازها.

الشيخ نعيم قاسم يصعِّد

وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف عالية السقف طغى عليها الطابع التصعيدي، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم" ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.

وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".


المنشورات ذات الصلة