عاجل:

دخان التعيينات يتصاعد.. ترشيح ضابط من «البقاع» لخلافة مدير المخابرات (الأنباء الكويتية)

  • ٣٣

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

تخوض الحكومة تحديات داخلية عدة لجهة تنفيذ الخطوات الإصلاحية التي طرحتها، أو ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية، في ظل حالة انتظار يومية، ورصد العقبات التي تواجه عملية الإصلاح من بوابة التعيينات الإدارية، التي لابد من اعتمادها ضمن اطار الكفاءة والشفافية بعيدا من المحسوبيات والمحاصصة. وأعلن مصدر سياسي لـ«الأنباء» ان طلائع التعيينات الأمنية العسكرية ستخرج هذا الأسبوع من جلسة الحكومة الخميس. وكشف عن تعيينات فرعية متصلة بالمراكز الأمنية الحساسة ستصدر توازيا عن الوزراء المعنيين، بينها ما يعود لرؤساء مديريات أمنية وأجهزة في الجيش وقوى الأمن الداخلي. وعلمت «الأنباء» ان ضابطا من البقاع الغربي قضاء راشيا مرشح لمنصب مدير المخابرات في الجيش، في حال انتقال المدير الحالي العميد طوني قهوجي إلى منصب آخر، أو إلى السلك الديبلوماسي سفيرا من خارج الملاك.

وقالت مصادر لـ«الأنباء»: «تحاول الحكومة إيجاد قوى رديفة لها تقترح أسماء للتعيينات وإبداء الرأي، في وقت المطلوب هو اعتماد رأي الهيئات الرقابية ومجلس الخدمة المدنية خصوصا، والذي يمتلك ملفات لكل الموظفين، ويتمتع بالقدرة على تحديد الأهلية والكفاءة لأي موقع في الدولة».

واذا كانت التحديات الداخلية تخلق الكثير من العقبات أمام الحكومة، فإن العقبات الخارجية أكثر وقعا وتعقيدا. ويزيد العدوان الإسرائيلي الضغوط على لبنان، ويوسع مساحة المعارضة لجهة عدم إقدام الحكومة أو عدم قدرتها على اتخاذ أي خطوة أو قرار في مواجهته. ولفت توسيع الجيش الإسرائيلي نطاق غارات طائراته التي تستهدف بشكل يومي السيارات والأشخاص تحت مسميات وعناوين عدة، منها الانتماء إلى «حزب الله»، أو قيام مجموعات من «الحزب» بإعادة تأهيل بنى تحتية عسكرية أو تحركات تشكل خطرا على إسرائيل.

وعلى خط مقابل، يواصل الجيش اللبناني القيام بالخطوات والإجراءات المطلوبة منه لجهة إزالة الركام وفتح الطرقات التي أقفلها الاحتلال بعدما دمر القرى. كما تعمل وحدات الجيش على إزالة الأسلحة والذخائر غير المنفجرة والتي خلفها الجيش الإسرائيلي، وآخرها كشف أجهزة تجسس زرعها في بلدة كفرشوبا.

وإضافة إلى هذه التحديات، تأتي الضغوط الدولية التي تطالب الحكومة بخطوات على أكثر من صعيد، تتعلق بالإصلاح والسيادة، وحصر السلاح بيد الدولة وتحديد مهل زمنية لذلك. في حين تسعى الدولة إلى معالجة قضايا النزوح ومخيمات اللاجئين، والتي تشكل عقبات في وجه قيام الدولة وتصرف الكثير من اهتمامها وجهودها.

في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من الصرح البطريركي في بكركي: «مصالحة الأبرص مع ذاته ومع الله ومع المجتمع هي صورة عن المصالحة الوطنية، وهي رسالة واضحة عن لبنان الساعي إلى استعادة موقعه ودوره في العالم العربي. لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربي، ويعود إلى موقعه الطبيعي ضمن الجماعة العربية، من خلال استعادة شرعيته الميثاقية، والسعي إلى استعادة شرعيته العربية بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدا لعودته الكاملة إلى الشرعية الدولية».

وتابع الراعي: «لبنان الجديد: حياد إيجابي وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان وطن لقاء، وليس ساحة صراع. وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعددية والتفاعل الثقافي، وعلى الحرية والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تسهم في بناء مستقبل عربي أكثر استقرارا وازدهارا. فيبقى كما كان لبنان دائما دولة عربية أصيلة، وحلقة وصل بين الشرق والغرب».

في الجنوب، عاد القلق إلى المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي ولو بشكل غير كامل، مع ارتفاع وتيرة الاستهدافات للأفراد، مثلما كان الأمر عليه أيام «حرب الإسناد». كذلك تتوسع دائرة التعرض لعائدين إلى القرى المدمرة في الحافة الحدودية الأمامية، بإطلاق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة وإلقاء قنابل باتجاههم. وبدا أن زنار النار الإسرائيلي يلف منطقة متقدمة نزولا من التلال المحتلة من قبله، وتمتد من ساحل الناقورة وصولا إلى تخوم جبل الشيخ قرب الحدود اللبنانية السورية.

ويتوجس عدد من المواطنين من ركوب سيارات عائدة إلى شبان قد يكونون من مناصري «الحزب». واستعاد البعض تدابير اتخذها أبناء القرى الحدودية، بركوب سيارات صنفت آمنة، يقودها أشخاص يقيمون في تلك البلدات، خصوصا ذات الغالبية المسيحية، وقد اعتادوا التوجه إلى العاصمة بيروت وصيدا ضمن حركة انتقال يومية.

وأمس، تجمع مواطنون من أهالي بلدة كفركلا الحدودية، والمدمرة منازلها بالكامل. وشاركوا في تشييع جثامين لـ24 شخصا من أبناء البلدة كانوا سقطوا في الحرب الإسرائيلية الموسعة الأخيرة.

في الشمال، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن مدينة طرابلس استعادت الهدوء وسط انتشار كثيف لجنود الجيش، بعد التوتر الذي شهدته أمس الأول مناطق القبة جبل محسن وباب التبانة، اثر قيام شاب من الجبل بطعن قاصر بالسكين.

وسرت شائعات بأن القاصر سوري الجنسية، وتبين لاحقا أنه من النور الرحل. وسمع إطلاق رصاص في منطقتي القبة والجبلن، ما دفع بوحدات الجيش إلى الانتشار بكثافة في مناطق التوتر، لاسيما في إحياء البقار والجبل وشارع سوريا، الفاصل بين باب التبانة والجبل، وتاليا عاد الهدوء إليها.

وصدر عن المجلس الإسلامي العلوي البيان التالي: «السلم الأهلي والاستقرار الأمني خط أحمر، وتجاوبا مع طلب الأجهزة الأمنية تسليم الشاب أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل مع الشاب الذي قابل هذا المطلب بإيجابية، ولنا كامل الثقة في الأجهزة الأمنية انها ستقوم بواجبها وبكل شفافية، للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. وطرابلس كانت ولاتزال أنموذجا للانصهار الوطني، وسدا منيعا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة».

وفي المتن الشمالي، استيقظ أهالي بلدة الجديدة الساحلية على أصوات رشقات رصاص من أسلحة حربية خفيفة ومتوسطة، استمرت زهاء ربع ساعة، وتبين لاحقا أنها عائدة إلى تشييع جنازة في حي الرويسات ذات الغالبية الشيعية. وقد أحدثت ذعرا في المنطقة.

المنشورات ذات الصلة