عاجل:

تصاعُد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران: اتفاق أم مواجهة عسكرية؟ (معهد دراسات الأمن القومي)

  • ١٧




بعد أقلّ من شهرين على تنصيب الرئيس دونالد ترامب، تتصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، على الرغم من أن الطرفين يواصلان التعبير عن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق نووي يهدىء التوتر.

من جهة، يزداد الضغط الاقتصادي الذي تستخدمه الإدارة الأميركية، وخصوصاً من أجل خفض تصدير النفط الإيراني إلى الحد الأدنى، بما في ذلك التقارير التي تتحدث عن إمكان توقيف حاويات وسفن في البحر. بالإضافة إلى ذلك، برزت في الأيام الأخيرة تقارير بشأن الرسالة التي أرسلها ترامب للمرشد الأعلى، لكن استناداً إلى وزير الخارجية الإيراني، فإن هذه الرسالة لم تصل، كما أوضح رئيس مجلس الشورى الإيراني أنه لا جدوى من انتظار الرسالة، بل يجب العمل بصورة "لا تترك للولايات المتحدة بديلاً غير رفع العقوبات".

يكرر الإيرانيون تشديدهم على أنهم لن يقبلوا اتفاقاً تحت الضغط. لقد هاجم الخامنئي في خطابه أمام رؤساء السلطات العليا الثلاث ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى الدول الأوروبية التي كانت شريكة في الاتفاق النووي الذي خرج منه ترامب في ولايته السابقة (في كانون الأول/ديسمبر 2018)، وكرر موقفه المعروف بأن هدف الضغوط، ليس فقط الاتفاق النووي، بل أيضاً يُطلب من إيران تقليص مدى صواريخها، وكذلك التحديد مع مَن تقيم علاقاتها.  وأوضح أن بلده يرفض جميع هذه المطالب.

تجري هذه الأحداث كلها على خلفية التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة النووية، الذي شدد على حدوث تقدُّم كبير ومثير للقلق في البرنامج النووي الإيراني، وشمل ذلك كلاماً للأمين العام للوكالة رافائيل غروسي، أنه لا توجد دولة غير نووية تنتج هذه الكميات من اليورانيوم المخصّب على درجة عالية 60%، وعبّر عن الحاجة الماسة إلى اتفاق لوقف التقدم. في غضون ذلك، عُلم أنه خلال الحديث بين بوتين وترامب، طلب هذا الأخير من موسكو التوسط، وهذا ما فعله وزير خارجيتها الذي ذهب إلى طهران، وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى إنجاز واضح.

وفي ضوء ما يبدو في هذه المرحلة كأنه طريق مسدود، يبرز كلام ترامب في الأيام الأخيرة، الذي قال فيه "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فستحدث أشياء..." لكن كلامه في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو في البيت الأبيض كان أكثر وضوحاً، إذ قال إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران، فإن إسرائيل ستهاجمها. لقد أثار هذا الكلام صدىً كبيراً في مجلة "دير شبيغل" الألمانية التي قالت إن مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية أصبحت أمراً أكيداً. ومع ذلك، يبدو أن هذا الكلام هو جزء من الضغط الذي يُمارَس على إيران. من جهتهم، الإيرانيون يُظهرون إصرارهم، سواء من خلال تصريحات المسؤولين العسكريين وتهديدهم إسرائيل بالرد على هجوم تشرين الأول/أكتوبر 2024، أو من خلال التدريبات العسكرية المكثفة، مثل المناورات البحرية التي ينوي القيام بها كلٌّ من الصين وروسيا وإيران في الأيام المقبلة.

في الخلاصة، تتصاعد التوترات، وفي هذه المرحلة، لا يبدي كلٌّ من الولايات المتحدة وإيران استعدادهما لتقليص الفجوات، ويبدو أن الحد الأدنى الذي يقبله ترامب لا يلتقي مع الحد الأقصى للإيرانيين.

المنشورات ذات الصلة