عاجل:

جيه إل إل: الذكاء الاصطناعي يدفع السعودية لقيادة نمو مراكز البيانات في الشرق الأوسط

  • ١٠

تعمل السعودية على تسريع وتيرة الابتكار التقني عبر استقطاب الشركات العالمية وبناء منظومة متقدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والكمّية، حيث تخطط المملكة لإطلاق مشروع جديد للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار، يهدف جزئيًا لتطوير المزيد من مراكز البيانات ومنافسة الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي في هذا المجال.

يأتي ذلك في ظل مساعي السعودية لاستغلال البيانات والمعرفة المتراكمة لديها، والتي من أجلها وضعت المملكة استراتيجية تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على 3 محاور رئيسية، تستهدف من خلالها استقطاب المزيد من المبتكرين والمستثمرين للمساهمة في الدور الذي تضطلع به المملكة تجاه هذه التقنية الثورية.

وبحسب تقرير حديث لشركة الخدمات العقارية جونز لانج لاسال (جيه إل إل)، فإن جهود السعودية لرقمنة اقتصادها وأن تشكل مركزًا للذكاء الاصطناعي، ستؤدي إلى أن تصبح الرياض السوق الرائدة لنمو مراكز البيانات في الشرق الأوسط على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وحشدت السعودية استثمارات تجاوزت 14.9 مليار دولار في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي من خلال استضافة النسخة الرابعة من مؤتمر “ليب 2025“، ما يعكس مكانة المملكة كمحور رئيسي للابتكار والتقنيات الحديثة، ودورها المتنامي في الاقتصاد الرقمي.

وتقول “جيه إل إل” في تحليل مشترك مع “بلومبرج”، إن العاصمة السعودية الرياض بصدد زيادة مراكز البيانات الخاصة بها، كما تقاس بالميجاواط، بمعدل نمو سنوي مركب “لافت” بنسبة 37% حتى 2027، ويقارب ذلك ضعف التوقعات بالنسبة للإمارات ويفوق نسبة نمو 15% المتوقعة عالميًا.

وتدخل المملكة في سباق لإنشاء البنية التحتية السحابية ومراكز البيانات، لترسيخ مكانتها كمركز للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار، في إطار خططها لتنويع الاقتصاد، وتنمو احتياجات البيانات بوتيرة سريعة مع ظهور مثل هذه الصناعات وفي الوقت الذي تفتح فيه مئات الشركة مقرات جديدة في الرياض.

وقال رئيس أبحاث مراكز البيانات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في “جيه إل إل” دانييل ثورب قال في مقابلة مع بلومبرج “نشهد دفعة حقيقية صوب التحول الرقمي وأن تصبح السعودية قوة رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي”، مضيفًا “إذا أضفنا إلى ذلك السياسات الحكومية المواتية، فإن سوق مراكز البيانات يزدهر”.

وتعد “مايكروسوفت”، وقسم الأنشطة السحابية لدى “أمازون دوت كوم” و”إكوينيكس” من بين الشركات التي وافقت على بناء قدرات لمركز البيانات في السعودية، في حين تتعاون “غروك” الأمريكية الناشئة مع “أرامكو” في مركز استدلال بالذكاء الاصطناعي.

وترى “جيه إل إل” أن الحوافز الضريبية والمناطق الاقتصادية الحرة والجهود الرامية إلى تعزيز سيادة البيانات ساهمت في تغذية الاستثمار.

تواجه طموحات المملكة خططها للنمو في هذا المجال بعض قيود تفرضها الحكومة الأمريكية على تصدير أحدث رقائق الذكاء الاصطناعي، وواجهت الإمارات قيودا مماثلة.

وتقدر قيمة سوق مراكز البيانات في جميع أنحاء الشرق الأوسط حاليا بنحو 6 مليارات دولار بحسب “جيه إل إل”، وتتصدر الإمارات المنطقة من حيث القدرة، تليها السعودية.

وبفضل تعداد سكانها الكبير الذي يصل إلى 35 مليون نسمة والتزامها تجاه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بشكل عام، فإن السعودية في وضع يسمح لها بأن تصبح بسرعة الدولة القائدة إقليميا في هذا المجال، بحسب شركة الاستشارات العقارية والتكنولوجية “ذا بروبتيك كونكشن”.

المنشورات ذات الصلة