عاجل:

إطلاق أسرى و"إطلاق" مفاوضات الترسيم البري (نداء الوطن)

  • ٢٨

دفة الانفراج تميل على حساب دفة التوتر، لبنانياً وإسرائيلياً وسورياً.

على مستوى الملف اللبناني - الإسرائيلي، اتفاق بين إسرائيل ولبنان على إطلاق مفاوضات الحدود البرية بعد الضغط الأميركي، ووفق "أكسيوس"، فقد وافقت إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات لحل النزاعات الطويلة الأمد حول الحدود البرية. ونجحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دفع الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتهدف محادثات الحدود إلى المساعدة في تثبيت وقف إطلاق النار.

كما تعد المحادثات اختباراً مبكراً كبيراً للعلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة الجديدة في لبنان. ومعلوم أن ثلاث عشرة نقطة متنازع عليها على طول "الخط الأزرق" كانت مصدراً للتوتر بين البلدين.

آلية ما بعد إطلاق الأسرى

وفي السياق، قال مسؤول أميركي إن إدارة ترامب تتوسط بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية. وخلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن خمسة لبنانيين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال القتال العام الماضي، ومن بينهم عضو في "حزب الله". وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض بشأن ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان؛ قضية السجناء اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وشروط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع متبقية في جنوب لبنان، كما قال مسؤول في البيت الأبيض.

وبحسب المسؤول الأميركي ستكون مجموعات العمل بقيادة دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والآمال معقودة على أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل.

تزامناً، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تفاصيل الاتفاق، وقال إنه تم إطلاق الأسرى الأربعة (الخامس يطلق بعد العملية الجراحية) "كبادرة حسن نية للرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون".

وعلمت "نداء الوطن" أن ملف مزارع شبعا لن يُفتَح في الوقت الراهن.

التعيينات العسكرية والأمنية... هذه هي الأسماء

على صعيد آخر، يبدو أن هناك حلحلة في الملفات الداخلية اللبنانية وفي مقدمها ملف التعيينات العسكرية والأمنية، والأسماء المتداولة للتعيينات المرتقبة: قائد الجيش العميد رودولف هيكل، المدير العام للأمن العام العميد حسن شقير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد رائد عبدالله والمدير العام لأمن الدولة العميد إدغار لاوندوس ونائبه سيكون العميد مرشد سليمان. وعلمت "نداء الوطن" أن العميد طوني قهوجي سيبقى في منصبه كمدير لمخابرات الجيش.

عاصفة الدكتور طارق متري

في مقابل الانفراج هذا، موقف لنائب رئيس الحكومة طارق متري من موضوع سلاح "حزب الله"، أثار عاصفةً من ردود الفعل: "القوات اللبنانية"، عبر الدائرة الإعلامية، استغربت ما ورد على لسان متري، من مغالطات من جهة، ومن النكوث باتّفاق الطائف والقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وخطاب القسم والبيان الوزاري من جهة أخرى. إذ قال متري في حديثه: "قلنا في البيان الوزاري إنّ حقّ وواجب الدولة احتكار حمل السلاح، لكن لم نقل متى وكيف سيتحقق ذلك"، متناسياً أنّ البيانات الوزارية هي برامج عمل وليست مجرّد إعلان نوايا، إنّ الدكتور متري بأقواله ألحق ضرراً فادحاً بصورة الحكومة الحالية ووضع عصيّاً في دواليب العهد الجديد، وما قاله هو عود على بدء، وينذر بإبقاء القديم على قدمه ويضرب محاولة الإنقاذ التي بدأت مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.

بدوره، انتقد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان موقف متري، فقال: "يا دولة نائب رئيس الحكومة، نحن كنا واضحين جداً وأعطينا الثقة على أساس أن موضوع السلاح انتهينا منه، وهناك قرار واضح بأن لا سلاح في لبنان غير سلاح الدولة اللبنانية، وبهذا الكلام أنت تخالف البيان الوزاري ونحن سنتوجه بسؤال إليك وإلى الحكومة وعلى ضوء الجواب سيترتب الكثير من المسؤوليات... نحن نفضل أن تتحمل أنت المسؤولية وليس الحكومة ولا رئيس الجمهورية تجاه كل اللبنانيين، وألّا تؤدي هذه القصة إلى مشكل على صعيد الحكومة وعلاقاتها الدولية والعربية وعلى الصعيد اللبناني، لأن كل اللبنانيين لا يريدون أن يدخلوا في متاهات بل أن يروا كيف سينتهون من هذا الأمر حتى نذهب نحو الإصلاح والإنقاذ".

وتقول معلومات "نداء الوطن" إن بعض الوزراء سيثيرون في جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس، ما أدلى به نائب رئيس الحكومة، وسيطلبون توضيحات لهذا الكلام المسيء إلى الحكومة أولاً.

الجدير ذكره أن الخطأ الذي ارتكبه الدكتور متري، هو الثاني، والخطأ الأول ارتكبه غداة تشكيل الحكومة حين تحدث عن "العودة الطوعية" للنازحين السوريين، ما أثار ردود فعل عنيفة على هذا الموقف.

"وحدة بدر" التابعة لـ "حزب الله"

ميدانياً، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة على طريق رومين - وادي دير الزهراني وأعلن في وقت لاحق المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس" أن: "طائرات سلاح الجو هاجمت في منطقة النبطية في جنوب لبنان بشكل دقيق وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على حسن عباس عز الدين، مسؤول منظومة الدفاع الجوي في وحدة "بدر" الإقليمية التابعة لمنظمة حزب الله" حيث قاد محاولات إعادة بناء المنظومة بعد أن كانت قد تضررت بشكل ملموس أثناء القتال من جراء الغارات التي شنها جيش الدفاع. وفي هذا السياق، واصل عز الدين على مدار الأشهر الأخيرة الترويج لمحاولات المنظومة التزود بوسائل قتالية حديثة، والتي تشكل تهديداً مباشراً للقطع الجوية الإسرائيلية".

كذلك نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه نحو سيارة "فان" بين بلدة فرون (الوادي) وكفرصير وصريفا، وجددت استهدافها، بغارة ثانية في أقل من ثلث ساعة، في المكان ذاته.


المنشورات ذات الصلة