توجه نحو 60 رجل دين درزي، في زيارة غير مسبوقة،من محافظة القنيطرة في جنوبي سوريا إلى فلسطين المحتلة.
وجاءت هذه الزيارة استجابة لدعوة من الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، الشيخ موفق طريف، وتتضمن زيارة لمقام ديني، وهو ما أثار انتقادات بين بعض أبناء الطائفة، خاصةً بعد التصريحات "الإسرائيلية" التي تعهدت "بحماية دروز سوريا".
والتقى رجال الدين في صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث كانوا تحت مراقبة جنود الاحتلال "الإسرائيلي" المنتشرين في نقاط متقدمة في القرية.
ووفقاً لمراسل "فرانس برس"، دخل باصان من الجانب "الإسرائيلي" وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث منع "الجيش الإسرائيلي الوفد من حمل هواتفهم المحمولة، كما منع الصحافيين من الاقتراب منهم أثناء تجمعهم".
وتضمنت الزيارة زيارة مقام النبي شعيب، الذي يعتبر ذا مكانة خاصة عند الدروز، بالإضافة إلى مشاركة الوفد في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة شمالي فلسطين المحتلة غداً السبت، وفقاً لبرنامج الدعوة الموجه من الشيخ طريف. هذا من جهة.
من جهة ثانية، استنكر أهالي قرية حضر السورية زيارة بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة استجابة لدعوة من جهات موالية للاحتلال.
وقال الأهالي في بيان إن "إسرائيل" تستغل زيارة دينية لزرع الانقسام بين أبناء الطائفة الدرزية، وتسعى لاستخدامهم خطاً دفاعياً لتحقيق مصالحها التوسعية.
وأكد الأهالي أنه لا يمكن تجاهل جرائم الاحتلال في الجولان المحتل والضفة الغربية وقطاع غزة، مشددين على أن "انتماءنا للشعب السوري، وأن المشايخ الذين قاموا بالزيارة لا يمثلون إلا أنفسهم".
وأثارت التصريحات "الإسرائيلية" مؤخراً جدلاً في سوريا، بعدما أصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، بياناً أعلن فيه أنّ نتنياهو ووزير "الأمن"، يسرائيل كاتس، أصدرا تعليماتهما لقوات "الجيش"، بالاستعداد "للدفاع عن جرمانا الدرزية".
وقال كاتس مطلع الشهر الحالي إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك بعد اشتباكات محدودة شهدتها مدينة جرمانا، التي يقطنها دروز ومسيحيون في ضواحي دمشق.
وأبدت المرجعيات الدينية الدرزية رفضاً للتصريحات "الإسرائيلية"، مؤكدة تمسكها بوحدة سوريا. كما دعا الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المجتمع الدولي للضغط على "إسرائيل" للانسحاب "الفوري" من المناطق التي توغلت فيها في جنوب سوريا.
وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة السورية الجديدة للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.
وتسعى"إسرائيل" لـ"تعزيز العلاقات بالأقلية الدرزية في إسرائيل وسوريا"، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن "الروابط العائلية المشتركة والمصالح الأمنية مع الدروز تشكل فرصة لإسرائيل للتحالف مع مجموعة أقلية قوية، تعيش بالقرب من حدودها".