عاجل:

"ليس على الجنوب او على الشيعة فقط".. سلامة: جئت لاتفقد آثار الحرب "الإسرائيلية" على لبنان

  • ٤٠

جال وزير الثقافة غسان سلامة على عدد من الفعاليات والمواقع الاثرية في صور ومنطقتها ولاسيما المواقع الاثرية في صور تلك التي تعرضت للاعتداءات الاسرائيلية يرافقه مدير عام الاثار المهندس سركيس الخوري، ومدير المواقع الاثرية في الجنوب علي بدوي.

وكان بإستقباله في دار الافتاء الجعفري، مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله بحضور النائبين علي خريس والنائبة عناية عزالدين وشخصيات حزبية واجتماعية.

ورحب العلامة عبدالله بالوزير سلامة مشيرا الى ان مدينة صور تعرضت لدمار الكبير وطال التدمير الممنهج عدد من المواقع الاثرية وان هذه الزيارة تؤكد التواصل مع الاطراف من قبل مؤسسات الدولة يعطي فرصة جديدة و اكيدة للتغلب على كل التحديات التي نعيشها لاخراج لبنان من اثار الحرب ومن عقلية التعصب الطائفي والالتزام بادبيات الحوار والخطاب المتشنج للقوى السياسية اللبنانية.

وأضاف، "اننا في مدرسة الامام القائد السيد موسى الصدر عملنا دائما على جمع شمل الوطن لاننا نعي مخاطر التفرقة و التشرذم و بالحقيقة لا يوجد في قاموس العدو الاسرائيلي هدف لمجموعة لبنانية دون اخرى بل لبنان كله مستهدف".

ودعا العلامة عبدالله الحكومة اللبنانية عبر معالي وزير الثقافة لان تعد برامج للاعمار مع الدول القادرة على المساعدة وافساح المجال عبر خطاب عام للاغتراب بالمساعدة وان تتخذ الحكومة اللبنانية سلسلة تدابير تسهل المساهمات في اعادة الاعمار.

وقال العلامة عبدالله: "نحن ندرك صعوبة الواقع لذلك لا نريد الخطاب الحامي والتخفيف من المشاحنات السياسية ويجب ان نتفق على احترام الرأي الاخر وان كنا لا نتفق معه".

واعتبر العلامة عبدالله ان العدو الإسرائيلي مارس ابشع الجرائم بحق الانسانية والبيئة وهذا دليل على محاولة العدو الاسرائيلي لتهجير الاهالي والسكان ولكننا متجذرون في ارضنا

بدورها قالت النائب عزالدين: "نرحب بمعالي الوزير غسان سلامه في صور ونبلغكم تحيات اهل الجنوب ودولة الرئيس بري، والمدينة المرحبة بكل اللبنانيين والمدينة النموذج من وجهة نظري للعيش المشترك او فلنقل العيش الواحد في لبنان".

وأضافت، "هذا الكلام ليس (كليشه) نكررها على الطريقة اللبنانية. هذا الكلام اكدته التجربة، صور وقفت عند أبوابها الحرب الاهلية التي عصفت بمعظم المناطق والمدن والقرى اللبنانية وحافظت على نسيجها المتنوع اثناء الحرب وبعد الحرب تحولت صور إلى مدينة تستقبل كل اللبنانيين من كل المناطق على تنوعهم واختلاف ثقافاتهم واختلاف نمط حياتهم. واحترم أهل المدينة هذا التنوع وأثبت أهل صور ومنطقتها أن الجنوب يتقبل كل اللبنانيين دون اي تحفظ ودون اي عقد مؤكدين الصورة الحقيقة للجنوب والتي يحاول كثر للاسف ان يلصقوا بالجنوب وبالجنوبيين صور نمطية لا تمت اليهم بصلة".

وتابعت، "نرحب بمعالي الوزير ومن خلاله نتوجه إلى الحكومة اللبنانية الحالية لنقول لها : اهل الجنوب ينتظرون الدولة ويريدونها الان كما منذ مئة عام أو 80 و50".

وقالت عزالدين: "نريد الدولة الحامية والدولة الراعية. أليست وظيفة الدولة الأساسية ان تحمي ومن ثم ان ترعى. هذه الدولة لم تكن موجودة للأسف، واسمح لي يا معالي الوزير ان اكرر ما قاله السيد عبد الحسين شرف الدين ابن مدينة صور في العام 1948:"وحسبنا الآن نكبة جبل عامل في حدوده المتاحة ودمائه المباحة … هذا الجبل العريق يدفع الغرم، ومن الغنم يحرم، جبل عامل المرابط يدفع جزية الدم لشذّاذ الآفاق من كل مَن لفظته الأرجاء ونبذته السماء (في إشارة إلى العصابات الصهيوينة)"، فإن لم يكن يا فخامة الرئيس من قدرة على الحماية، أفليس من طاقة على الرعاية، إذا لا نستطيع أن ندافع ونقاتل ونصون البلد ألا نقدر أن نمسح الدموع ونبلسم الجراح ونطعم الجائعين؟ وإذا لم تؤدَّ الحقوق فلماذا يستمر العقوق؟ فإذا قرأتم السلام على جبل عامل فقل السلام عليك وعلى لبنان".

وأشارت إلى أنَّه "بعد هذا الكلام بحوالى 23 عام كرر الإمام السيد موسى الصدر المضمون ذاته في إضراب عام "لتذكير الدولة والرأي العام بأنَّ الجنوب جزء من الجمهورية اللبنانية، وفي رسالة وجّهها الإمام الصدر إلى أعضاء المجلس النيابي، ونشرتها الصحف اللبنانية بتاريخ 4 كانون الأول 1969، يقول الإمام في خاتمتها: إن لبنان دون منطقة الجنوب أسطورة، وإن لبنان مع جنوب ضعيف جسم مشلول، وإن لبنان دون قوة الجنوب مغامرةٌ تاريخية. إن الجنوب القوي سياج لبنان واللبنانيين، وسلاح العرب والحق، ومصلحة عاجلة وعميقة لكل إنسان في الشرق وفي كل مكان، وبعد ذلك بعدة أيام، وتحديداً في رسالته بمناسبة عيد الفطر بتاريخ 9 كانون الأول 1969، يقول: "إن الخطر الذي يستهدف لبنان الجنوبي هو الخطر الحقيقي على الأراضي اللبنانية بأجمعها، وانهيار الجنوب لا ينفصل حتماً عن سقوط المناطق الأخرى. إن إسرائيل بوجودها وبما لها من أهداف تشكل خطراً علينا محدقاً على جنوبنا وشمالنا، على أرضنا وشعبنا، على قيمنا وحضارتنا، على اقتصادنا وسياستنا. إنها تشكل الخطر الآن وفي المستقبل، في المنطقة وفي أبعاد لبنان التاريخية والجغرافية والبشرية. هذه المبادىء لا تحتاج إلى إثبات إلاّ لمن يجهل حقيقة إسرائيل أو يتجاهلها".

وأضافت، "نحن أولاد هذه الأرض و اقله في الجنوب هذا الجنوب الذي لم تطأه الحرب الاهلية لم نعاني يوما من اي حروب إلا خروب إسرائيل علينا، وهذه لغتنا وهذه مطالبنا يا معالي الوزير ولا زلنا نكررها، واليوم فلتتفضل الدولة وتقوم بمسؤولياتها باعادة الإعمار وبتحرير الارض واذا لم تستطع وانطلاقا من مقولة انه في عالم اليوم السيادة نسبية (وهذا ما كررته حضرتك يا معالي الوزير في اكثر من موقع) فلتسمح للمواطنين بان يحرروا الارض وبان يعيدوا الاعمار وهذا ما فعلناه سابقا بعد احتلال دام 18 سنة".

وتابعت، "تأتي معاليك لتزور الاثار في صور ومنطقتها. وهذه الاثار تقول الكثير بطبيعة الحال ولكن اهم ما تقوله اننا نحن اهل هذه الارض لا يمكن ان ننتهي لا يمكن ان نتوقف نحن ملح هذه الارض ونحن كموج البحر متى توقفنا انتهينا، وهذه الارض سقيناها دماء أبنائنا ودفنا من استطعنا ان ندفنه فيها أما الذين لم نستطع ان ندفنهم فقد انجبلت اجسادهم بترابها. فلا يظنن احد اننا سنسمح بان نبقى محتلة ولا يظنن احد اننا سنقبل بان لا تعمر بيوتنا. هذه الاثار التاريخية لا تقول ذلك والوقائع التاريخية لا تقول ذلك والثقافة، ثقافتنا لا تقول ذلك وعلى المسؤولين ان يفكروا جيدا بهذا الامر وان يأخذوه بالحسبان عند اتخاذ قراراتهم وتحديد سياساتهم".

وأشارت إلى أنَّ "نرحب بكم مجددا في صور وعلى أتم الاستعداد للتعاون من اجل معالجة آثار الحرب الإسرائيلية على التراث العالمي لمدينة صور و قصائها ونحن معكم من اجل اعادة بناء لبنان الحاضن والحامي والراعي لكل ابنائه و بناته لبنان الغد السيد والحر والمستقل".

ومن جهته، اشار النائب خريس الى السعي الدائم من اجل ارساء دعائم الدولة عبر حماية الناس وحفظ كراماتهم لان الصمود والتجذر في الارض هو صفة ملازمة للاهالي الجنوب.

بدوره الوزير سلامة تقدم من العلامة القاضي عبدالله والسادة الحضور على حسن الاستقبال وقال انني كوزير للثقافة حريص دائما على علاقتي الوطيدة في مدينة صور التي تختزن الكم الهائل من المواقع الاثرية وقد تعاونت سابقا مع العديد من الفعاليات الصورية للعناية بالاثار التاريخية في صور ومنطقتها.

وأضاف، "جئت لاتفقد اثار الحرب الإسرائيلية على لبنان وليس على الجنوب او على الشيعة فقط لكي ارى ما يمكن فعله وخاصة بعد معاينتي لقلعة شمع ومقام النبي شمعون الصفا".

واعتبر الوزير سلامة ان "هذه الحكومة وان قصر او طال عمرها ستعمل بطريقة ارادية وضمن رقعة مشتركة في زمن التحولات الصعبة بالعالم والحروب التي تجري وان نبني مداميك الممانعة الداخلية لنقف الى جانب بعضنا البعض امام العواصف التي تهب رياحها في منطقة الشرق الادنى كما ان الحكومة تسعى لاعادة الاعمار في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة وان الحكومة تسعى جاهدة للحصول على تمويل لاعادة الاعمار والاهتمام بالمناطق التي تعرضت للدمار وهذا الامر يحتاج الى جهود الجميع".

المنشورات ذات الصلة