بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أنبياء ورسل الله أجمعين ، وعلى سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد :
_ فَخامَةَ رَئيسِ الجُمهورِيَّة ، العماد جوزاف عون...
_ دَولةَ رَئيسِ مَجلِسِ النُّوَّاب ، الأستاذ نبيه بِرِّي...
_ دَولةَ رَئيسِ مَجلِسِ الوُزراء ، الدكتور نَوَّاف سلام...
_ أَصحَابَ الفَخَامَةِ وَالدَّولَة ، والرُّؤَسَاءِ السَّابِقِين... وَأَصحَابَ الغِبطَةِ وَالسَّمَاحَةِ وَالمَعَالِي وَالسَّعَادَة ، وَالسِّلْكِ الدِّبلومَاسِيِّ والقَضَائيِّ وَالعَسكَرِيِّ والاجتِمَاعِيِّ والأَهْلِيّ.
_ الحَاضِرُونَ الكِرام :
يَسُرُّنَا وَيُسْعِدُنَا أَنْ نَسْتَقْبِلَكُمْ في دَارِ الفَتوَى، دَارِ المُسلِمِينَ وَاللبنانِيِّينَ جَمِيعاً . فَأَهلاً بِكُمْ يا فَخَامَةَ الرَّئيس ، صَدِيقاً كَرِيماً ، وَرَئيساً نُعَلِّقُ عليه آمالَ الخَلاصِ والأَمْنِ والإستقرارِ وَالمَحَبَّةِ وَالسَّلام.
وَيَسُرُّنَا أنْ نُجَدِّدَ مَعَكُمْ جَمِيعاً الاحْتِفَالَ بِهَذِهِ الليلَةِ الرَّمَضَانِيَّةِ المُبَارَكَة ، وَقَدْ بَارَكَ اللهُ لُبنانَ بِاستِعَادَةِ العَافِيَةِ الوَطَنِيَّة ، التي تُعَزِّزُ سَلامَتَه ، وَتُعْلِي شَأْنَه، وَتُضِيءُ الطَّرِيقَ أَمَامَ دَورِهِ العَرَبِيِّ وَالإِنسَانِيّ ، وَطَناً لِلْمَحَبَّةِ ، وَالعَيشِ الوَطَنِيِّ الوَاحِد . وَهُوَ الدَّورُ الذي يَكُونُ بِه أَو لا يَكُون . الدَّورُ الذي يَجْعَلُ مِنهُ مَنَارَةً مِنْ مَنَارَاتِ الخَيرِ وَالعِلمِ وَالأُخُوَّةِ الوَطَنِيَّة.
وبهذا الدَّورِ أَيُّهَا الأَعِزَّاء ، يَكُونُ لبنانُ ، وَبِهِ نَكُونُ لُبنانِيِّيِن ، وَبِدُونِه نَفْتَقِدُ كَلُبنانِيِّينَ وَعَربَاً مَصدَراً مِنْ مَصَادِرِ الإِشعَاع الحَضَاري ، الذي يُضِيءُ العَتَمَةَ في زَوَايَا عَوَالِمِ التَّخَلُّفِ والتَّعَصُّبِ وَاحتِكَارِ الحَقِيقَة .
فَخَامَةَ الرَّئيس ، أَصحَابَ الدَّولَة ، الحُضُورُ الأَكَارِم :
مِنْ دِارِ الفَتوَى ، اِنْطَلَقَتِ الثَّوَابِتُ الإِسلامِيَّةُ الوَطَنِيَّة ، التي أَكَّدَتْ نِهَائِيَّةَ الوَطَنِ اللُّبْنَانِيِّ لِجَمِيعِ أَبْنَائِه ، وَبِوَحْدَتِهِ وَسِيَادَتِهِ وَعُرُوبَتِه .
وَمِنْ هُنَا أَيضاً ، أَكَّدَتِ القِمَمُ الرُّوحِيَّةُ الإِسْلامِيَّةُ – الإِسْلامِيَّة ، والإِسْلامِيَّةُ – المَسِيحِيَّة ، على أنَّنَا كَلُبْنَانِيِّين ، نَكُونُ مَعاً أَو لا نَكُون . وَلَقَدْ أَثْبَتَ الُّلبْنَانِيُّونَ بِانْتِخَابِكُمْ رَئيساً لِلبِلاد، وَتَشْكِيلِ حُكُومَةٍ وَاعِدَةٍ بِرَئِيسِهَا ، وَمُؤْتَمَناً على الدُّسْتُورِ وَوَثِيقَةِ الطَّائِف ، وَقَيِّماً على الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّة ، أَنَّهُمْ يَعرِفُونَ مَاذَا يُرِيدُون ، وَأَنَّهُمْ يَعرِفُونَ كَيفَ يُحْسِنُونَ صُنْعاً .. وَكَيفَ يُحَوِّلُونَ الأَمَانِيَّ إِلى وَقَائِع .
نَعرِفُ أَنَّ قِيَادَةَ سَفِينَةٍ كَانَتْ على وَشْكِ الغَرَق ، لَيسَ أَمْراً سَهْلاً . وَلكن بِحِكْمَةِ العُقَلَاءِ وَفِي طَلِيعَتِهِمْ فَخَامَتُكُمْ، ورئيسَا مَجْلِسِ النُّوَّابِ وَالوُزَرَاء ، وَالشَّخْصِيَّاتُ الُّلبْنَانِيَّةُ الفَاعِلَة ، وَالغَيُورَةُ على مَصْلَحَةِ الوَطَن سيَبْدَأُ في لبنان عَهْدٌ مُشْرِقٌ في الإِنْقَاذِ والإِصْلاحِ ، فَنَحْنُ مَا عَهِدْنَاكَ يَا فَخَامَةَ الرَّئيسْ إِلَّا رَجُلَ المُهِمَّاتِ الصَّعْبَة ، وَفِي المُهِمَّةِ الجَلِيلَةِ التي تَتَوَلَّاهَا اليَومَ مَعَ الحُكُومَةِ وَرَئِيسِهَا ، لنْ تَكُونُوا وَحْدَكُمْ ، وَيَجِبُ أَنْ لا تَكُونوا . إنَّ الشَّعْبَ الُّلبْنَانِيَّ جَمِيعَهُ مَعَكُمْ ، يَشُدُّ أَزْرَكُمْ لِيَحْمِيَ الوَطَنَ بِمَا يُمَثِّلُهُ مِنْ شَعْبٍ وَنُبْلٍ وَكَرَامَةٍ وَعِزَّة .
إِنَّ الإِرَادَةَ الوَطَنِيَّةَ الجَامِعَة ، وَتَكَاتُفَ الُّلبْنَانِيِّين ، كَانَا قَادِرَينِ على تَحْقِيقِ مَا يَصْبُوا إِليه الُّلبْنَانِيُّونَ لِلْخُرُوجِ مِنَ النَّفَقِ المُظْلِم ، الذِي كُنَّا فِيه ، إِلى وَاحَةِ النُّوُرِ وَالرَّخَاءِ ، وَالرَّحْمَةِ وَالمَحَبَّةِ التي نَتَطَلَّعُ إِليها .
نَعْرِفُ أَنَّ عَودَةَ لُبنَانَ إِلى مَا كَانَ عَليهِ مِنِ ازْدِهَارٍ وَتَفَوُّق ، لَيسَ عَمَلِيَّةً سَهْلَة ، وَلَكِنْ في الوَقْتِ ذَاتِه، لَيْسَتْ عَمَلِيَّةً مُسْتَحِيلَة . فَالِإرَادَةُ الُّلبْنَانِيَّةُ الجَامِعَة ، تَتَخَطَّى الصِّعَاب . حَدَثَ ذَلِكَ فِي السَّابِق ، فِي عُهُودٍ وَحُكُومَاتٍ سَابِقَة ، وَنُرِيدُهُ أَنْ يَحدُثَ اليومَ أَيضاً ، مَعَكُمْ وَمَعَ حُكُومَتِكُم .
لِنَكُنْ مَعَ إِشْرَاقَةِ المَرحَلَةِ الجَدِيدَة ، يَداً وَاحِدَةً في سَبِيلِ اسْتِعَادَةِ لُبنَانَ دَورَهُ العَرَبِيَّ وَالحَضَارِيَّ في هذا الشَّرْق ، وَرِسَالَتَهُ الوَطَنِيَّةَ الجَامِعَة ، وَالعَيشَ المُشْتَرَك ، الذي نَحتَاجُ إِليهِ جَمِيعاً .. وَتَحْتَاجُ إِليهِ دُوَلُ المَنْطِقَةِ وَشُعُوبُهَا ، بَلِ العَالَمُ أَجْمَع..
بِهِذِهِ الرِّسَالَةِ الوَطَنِيَّةِ نَكُون .. وَيَجِبُ أَنْ نَكُون .
آمَالُنَا كَبِيرَة ، وَعَلى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ .
وَفَّقَكُمُ اللهُ صَاحِبَ الفَخَامَة ، وَصَاحِبَيِ الدَّولَة ، وَكُلَّ مُخْلِصٍ لِبِنَاءِ الوَطَنِ ، وَبَسْطِ سِيَادَتِهِ على كَامِلِ أَرْضِه ، وَتَحرِيرِ مَا تَبَقَّى مِنْ أَرَاضِيهِ مِنَ العَدُوِّ الصُّهيُونِيّ ، وَهِيَ مَسؤُولِيَّةُ الدَّولَةِ بِجَيشِهَا وَقُوَاهَا الأَمْنِيَّة كَافَّة ، بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الأَشِقَّاءِ العَرَبِ وَالأَصْدِقَاء ..
وَفَّقَكُمُ اللهُ فِي خِدْمَةِ الوَطَنِ وَالمُوَاطِنِين، لِيَبْقَى لُبنانُ سَيِّداً حُرّاً عَرَبِيّاً مُستَقِلاً فِي قَرَارِه، بَعِيداً عَنِ التَّجَاذُبَاتِ وَالمَحَاوِرِ الإِقلِيمِيَّةِ وَالدَّولِيَّة .
أُجَدِّدُ التَّرحِيبَ بِكُمْ جَمِيعاً فِي دَارِكُم ، دَارِ الفَتوَى، دَاعِياً اللهَ لَكُمْ بِالخَيرِ وَالتَّوفِيق . وَالسَّلامُ عليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه .